أهو داعش اعترفت بالعملية.. إنتي فين يا جهاد ؟!
على طريقة الفنان العظيم حسين رياض في فيلم "وا إسلاماه" نبحث الآن عن الآلاف من فلاسفة الغبرة.. من حكيمات وحكماء زمانهم.. من عباقرة الغباء المتعبقر.. من مهاويس ومجانين التواصل الاجتماعي.. ممن يتفحلسون وينجعصون على مقاعدهم يتقمصون دور العقل قال والتمهل والتبصر والبصيرة.. ممن يرتدون ثوب الخبراء -لكن جمع خابور- ثم يتحدثون عن الأحداث الجارية.. فتسمع منهم الزبد -بضم الزاين كما يقولون- إلا أنك من الغضب منهم تناقشهم وتقول لهم أنتم أسرى إعلام ولجان الإخوان.
فبغباء يردون عليك بأنهم ليسوا إخوان ولا يصح اتهامهم هكذا.. فتكرر لهم كلامك وأنك تقول إنهم أسرى إعلام الإخوان.. ولم تقل إنهم إخوان.. فيردون بغباء أكثر وأكثر ويقولون أن "فلان الفلاني" وهو من أنصار الدولة ومن أنصار الجيش ومن أنصار السيسي يقول كذا وكذا فتقول لهم إنه هو نفسه واقع تحت التأثير نفسه لأن العبرة بالطلقة والطلعة الأولى للشائعة ومصدرها وللتفسيرات الغبية المشبوهة للأحداث ومنها انتقلت لكم جميعا وتسيطر عليكم بفعل نظرية السلوك الجماعي الواحد وهو التعبير المهذب - معلش يعني- لمصطلح "سلوك القطيع" !
آثرنا أن نكتب مقالنا في يوم تسليمه وقبل وقت قصير من موعد نشره وليس قبلها بيوم كما هو مقرر.. فلعلنا نجد اعتذارات في كل مكان.. فأحد أجنحة الإخوان المسلحة المسماة بداعش أو داعش مصر أو ولاية سيناء تعلن مسئوليتها وتعترف بالشخص المفجر بينما تتوالى شهادات الشهود وبروايات مختلفة تؤكد رؤيتهم للشخص المذكور أمام الكاتدرائية فعلا وأنه تكلم معهم فعلا وأنه أراد دخول الكنيسة فعلا وأنه وأنه وأنه من روايات وشهادات تابعناها أمس ومعها وقبلها وبعدها تحليل الحمض النووي وأدلة علمية أخرى.
وقلنا إننا ربما نكون أمام حالة جديدة مبشرة وأنهم سيعتذرون علنا كما تبجحوا علنا.. سيكونوا من الأوابين الذين مدحهم القرآن ممن يعودون للحق متي عرفوه وأنهم سيهزمون نفوسهم الأمارة بالسوء وسيهذبونها ويعاقبونها بالاعتذار العلني.. إلا أنهم وأغلبهم قد اختفى تماما.. فلا اعتذار ولا تواجد من أي نوع.. اختفى أهل البجاحة ممن يقدمون كل مرة -يا أخي كل مرة- خدمات جليلة للإرهاب ولإعلام الشر ولأعدائهم هم أنفسهم.. ولكن يبقي السؤال: هل سيتغير هؤلاء؟
ونقول بثقة وبسرعة: لا.. لن يتغيروا لأن الأزمة فيهم هم أنفسهم.. حالة من الاكتئاب تؤدي لفقدان الثقة بالنفس تضعهم دائما تحت هيمنة التأثير العكسي وبما يقنع أنفسهم أنهم خارج دائرة دعم الدولة وبالتالي فهم مستقلون تماما.. وبما يؤدي إلى استخراج "الدرر الهباب" من داخلهم !
لك الله يا وطني.. يتآمر عليك أعداؤك وينفذ المؤامرة من يحملون جنسيتك ويساعدهم كل مرة -يا أخي كل مرة- من يعتقدون أنهم يدعمونك ويؤيدونك ويدافعون عنك وهم أسوأ وأضل سبيلا!