أيوه يا فندم.. سيادتك إرهابي !
كان يتكلم قبل أشهر عما سماه "هزيمة مصر في حرب 56" وعن المآسي التي حدثت فيها لكنني باغته قبل يومين بالسؤال: في رأيك من انتصر في الحرب.. فيتنام أم أمريكا التي ذهبت للعدوان عليها؟ أجاب على الفور وبكل ثقة وبلا تردد ومتقمصًا دور الخبير العالم ببواطن الأمور وظاهرها وقال "فيتنام طبعا" فقلت: لماذا؟ قال: لأن أمريكا لم تحقق إرادتها.. وهي من انسحبت في نهاية المطاف وسط شموخ المقاتلين الفيتناميين الشجعان".
فقلت: ومن الذي فرض إرادته في حرب 56 ؟ ومن الذي انسحب في نهاية المطاف ؟ وماذا عن تضحيات وبطولات المصريين في الحرب وفي مقدمتهم أبناء بورسعيد "وانكتم صديقي ولم ينطق"!
المثال السابق دليل وكسة كبرى.. عقول البعض خارج نطاق الخدمة.. لا تفكر ولا تحلل ومنها من لا يفهم أصلا.. هي جاهزة للحشو والتعبئة ليس إلا.. ومنها من يفتقد الثقة في النفس.. فحتى في المثال السابق والذي واجهت مصر فيه ثلاث دول، منهما دولتان عظمتان وصمدت.. وأممت.. وبنت السد العالي.. وفرضت إرادتها في نهاية المطاف واستحقت احترام الشعوب الحرة تجد البعض منا يحاول أن يتقمص دور الحكيم العاقل الحقاني وليس دور الخبير.. فتراه ينعوج و"ينجعص" على مقعده ويقول: "هو في الحقيقة نصر سياسي فقط.. لكنه في الحقيقة يعني هزيمة عسكرية" وهو نفسه إن سألته عن فيتنام سيرد على الفور بأن "فيتنام انتصرت" دون أي فزلكة أو رغي ولا سياسي ولا عسكري !
السؤال: لماذا يفعل بعض المصريين ذلك؟ ومن تسبب في فقدانهم ثقتهم في تاريخهم وأمجادهم وبطولاتهم؟ ومن هي الجهة أو الجماعة التي عبثت في عقولهم وزورت تاريخهم وتواطؤ الإعلام الرسمي معهم؟! نعرف الإجابة وعرف حملات إعلام الإخوان بشراسة لتشويه فترة بعينها ولا تراهم يتحدثون مثلا عما جرى في حرب 48 قط..
والسؤال: ما الذي يجعل البعض من خصوم الإخوان وأعداء الإخوان يشكك في أي قصة أو خبر يطول الإخوان وينول منهم؟ لماذا تظهر "العبقريات" والعقول "الموسوعية" عندئذ فقط ؟ رغم أن من هؤلاء "العباقرة" الذي يشكك الآن ويتحول في لحظات إلى "خابور" سياسي معتبر.. هو نفسه الذي قبل على نفسه -العبقرية العلمية المعملية الفذة- قبل أشهر لينشر خبر عن "بدل الشموخ"!
دون خجل من نفسه ومن عبقريته العلمية المعملية الفذة؟! وقبل أن ينشر أخبار مضحكة لا يصدقها إلا مخبول وبالتالي لا ينشرها إلا جربوع بكل معاني الجربعة ؟ لماذا هنا فيسلوف وحكيم زمانه وعبقري عصره وخبير كبير بينما هناك جربوع ؟ لماذا تنتعش شهوات التشكيك في كل ما يطول الإخوان ويصدر عن الدولة؟ والأخطر: لماذا يختفي هؤلاء عندما تظهر الأدلة الدامغة فلا يعتذرون ولا يتهببون؟ بالطبع نعرف الإجابة ونعرف الهيمنة المطلقة لإعلام الإخوان..
والآن بذكاء سيقول أحدهم في سره وفي التعليقات: ما هي الأدلة متدخلش الدماغ.. ما إحنا لنا عقول برضه؟ وهنا نسأله هو نفسه: وكان فين العقل يا حزين وانت بتنشر خبر "بدل الشموخ" وغيرها وغيرها من المضحكات المبكيات؟ وهنا أيضًا يقول أحدهم في سره وفي التعليقات: "هو كل اللي يعارضكم وما يقبلش كلامكم يبقى إخوان".. وهنا نقول "هل قال أحد أنك إخوان؟ هل في كلمة واحدة أعلاه تقول هذا المعنى؟ لقد قلنا بالحرف "الهيمنة المطلقة لإعلام الإخوان" ولست أنت "من الإخوان" لكنه الغباء نفسه وضعف البصر وغياب البصيرة الذي نتحدث عنه وتثبتونه على أنفسكم!
أخيرًا نقول: أيوه.. انت إرهابي.. لأنك لا تفوت أي فرصة في تقديم الدعم المعنوي للإرهاب وإطلاق قنابل الدخان التي تغطي على جرائمه.. وبحماس منقطع النظير مهما كانت نياتك حسنة ورغبتك في البحث عن الحقيقة.. لأنك أيضًا لا تفعل ذلك إلا في اتجاه واحد ولا حول ولا قوة إلا بالله!