رئيس التحرير
عصام كامل

«شهور الدم».. تفاصيل اجتماع «الموصل» لتفجير القاهرة.. مصدر عراقى:الموصل استضافت اجتماعا بين داعش والإخوان برعاية تركيا.. والتفجير الإرهابى يهدف لدفع القاهرة إلى كارثة اقتصادية


>> القنبلة استهدفت قرار رفع الحظر عن الطيران وموسم السياحة في أعياد الميلاد.. وشكوك حول تسريع عجلة الإرهاب بعد اجتماع لندن برعاية التكريتى

>> دولة صديقة تهدف إلى خلخلة النظام المصري بعد تدخله في الملفات الإقليمية.. ونشاط مكثف لإخوان أوروبا قبل 25 يناير وإعادة فتح ملف «ريجينى»

>> الجماعة لجأت إلى التصعيد بعد انسداد طريق المصالحة بين الإخوان والدولة.. و«حسم» حركة وهمية تدار من الخارج برعاية أجهزة استخبارات

«انتظروا أيام صعبة خلال الفترة المقبلة، والأقرب أن توصف الأيام المقبلة بشهور الدم».. بتلك الكلمات الصادمة والتي تحمل صورة مخيفة لمجريات الأحداث المرتقبة في مصر، تحدث أمني عراقى لـ"فيتو"، عن سيناريوهات غير مبشرة تحمل خيوط مؤامرة متكاملة الأركان ضد القاهرة وأزمة قابلة للتصعيد.
تحذيرات المصدر العراقى جاءت في سياق تعليقه على سلسلة الحوادث الإرهابية التي طالت مصر خلال أيام، بدأت باستهداف كمين أمني في شارع الهرم بمحافظة الجيرة الجمعة الماضية راح ضحيته ستة من رجال الشرطة، وامتدت إلى كفر الشيخ، ووصلت مطلع الأسبوع الجاري إلى الكنيسة البطرسية في قلب العاصمة.

اجتماع الموصل
المصدر ذاته أكد أن سلسلة التفجيرات الإرهابية، ليست حواث عابرة وداعيا الدولة المصرية لاستنفار أجهزتها الأمنية خلال الشهور المقبلة على خلفية معلومات يمتلكها جهاز سيادي عراقي، حول مخطط دموي ضخم ينتظر القاهرة خلال الشهور المقبلة، عقب اجتماع سري بين عناصر تابعة لجماعة الإخوان وقيادات فاعلة بتنظيم "داعش" الإرهابى.

اجتماع شهور الدم في مصر، تسربت كواليسه عبر مصادر محلية عراقية بالمنطقة التي استضافته، إلى أجهزة الأمن العراقية، هدف إلى وضع خطة لمعاقبة النظام المصري عقب انسداد آفاق المصالحة التي دعت لها عناصر بالجماعة مع النظام.
ولفت المصدر إلى أن عمليات التفجيرات والاغتيال سوف تشهد تطورا نوعيا خلال الأيام المقبلة، وتصعيد غير مسبوق عقب الاجتماع الذي تم برعاية ضباط أتراك من قاعدة «بعشيقة» سهلوا دخول العناصر المصرية إلى المنطقة.
وبحسب المصدر، توافق المجتمعون على ضرورة إطلاق خطة «شهور الدم»، والتي تشمل عدة محاور بينها قيام عناصر من الخارج بتحريك خلايا نائمة محسوبة على الجماعة في الداخل بهدف تنفيذ علميات خاطفة ضد القوات الأمنية بهدف تشتيت الانتباه بهدف تدحرج العمليات إلى أماكن التجمعات الكبرى مثل مرافق المواصلات ودور العبادة للمسحيين والمسلمين على حد سواء.

مخابرات بريطانيا
وركن المصدر العراقى شكوكه حول تورط المخابرات البريطانية فيما يحدث في مصر الآن، إلى زيارة سرية قام بها "أنس التكريتي" رئيس مؤسسة قرطبة وأحد القيادات الفاعلية في التنظيم الدولى للإخوان، إلى إسطنبول تزامنا مع رصد هذه الاجتماعات، وما عقب ذلك من إعلان حول زيارة وفد لما يسمى "المجلس الثوري المصري" إلى لندن بتنسيق شخصى من التكريتى لعقد سلسلة لقاءات مع مسئولين هناك بعضها معلن والآخر سري.

حسم
وفيما يتعلق بحركة "حسم" المسحوبة على الجماعة والتي تعلن مسئوليتها عن الأحداث، شكك المصدر في وجود حركة قائمة بالفعل في الداخل المصري تخطط لعلميات بهذا الحجم، التي تحتاج لتخطيط محكم غالبا ما تشرف عليه أجهزة استخبارت إقليمية وعربية تسعى لتحقيق نتائج سياسية بدماء الضحايا، وأن صفحات التواصل الاجتماعى التي تحمل مسميات حركية تتبنى تنفيذ تلك العمليات تدار من خارج الدول لتعقيد مهمة تتبعها أو الوصول إلى القائمين عليه، وتأتى ضمن المخططات الإرهابية الكبرى وتعد الحلقة الأضعف كونها لا تتخطى مجرد لجنة إلكترونية تشتت انتياه الرأي العام والأجهزة الأمنية.

مصر مستهدفة من الصديق قبل العدو، هكذا استطرد المصدر حديثه، للإشارة إلى احتمالية تورط أجهزة مخابرات عربية مستعدة للتمويل والتخطيط لخلخة النظام المصري، ودفعه للتقوقع داخليا بعدما بدأت القاهرة تتحرك في جميع الملفات الإقليمية لممارسة دورها التاريخى ومسئوليتها تجاه دول منطقة تحولت إلى مرتع للمشاريع المتناحرة.

نشاط غربى
وتوافق مع رواية المصدر العراقى، جورج قلادة رئيس جمعية المصريين في إيطاليا، الذي حذر –بدوره- من تداعيات اجتماع أعضاء ما يسمى "المجلس الثوري المصري ونواب في مجلس العموم البريطانى كاشفا في حديثه لـ«فيتو» عن عودة فاعلية عناصر الإخوان بالدول الأوروبية، بشكل ملموس يوحى بالحصول على ضوء أخضر للتحرك مجددا.

«قلادة» في سياق حديثه لفت النظر إلى أن تفجير كمين بشارع الهرم، والانفجار الذي وقع داخل الكنيسة البطرسية، رسالة تحمل عنوانا كبيرا عابرا لحدود البلاد، كونها تهدف إلى تدمير موسم السياحة مع اقتراب أعياد الميلاد والكريسماس، ومثلت فزع للأوربيين خاصة أنها وقعت في قلب شارع يمثل معلما سياحيا واختيار المكان بهذه الدقة هدف للتأكيد على مزاعم عجز الدولة المصرية عن حماية الوفود السياحية.

اقتراب رفع الحظر
واعتبر قلادة، أن قنابل العناصر الإرهابية، فجرت أيضا قرارا كان مرتقب الصدور برفع الحظر عن الطيران إلى مصر، المقلق بحسب رئيس جمعية المصريين في إيطاليا هو ارتباط روما بلندن في هذا الأمر، وبالرغم من الضغوط التي مارستها شركات السياحة على السلطات بهدف رفع الحظر خصوصا عقب تعويم الجنيه واستشعار السائح نفسه بمكاسبه من القرار، جاءت هذه العملية كالعصا في العجلة وعززت موقف رئيس وزراء بريطانيا «تريزا ماي» التي تجابه قرار رفع الحظر بطريقة مريبة.

النقد الدولى
ضربُ السياحة ليس الهدف الأوحد -بحسب قلادة- بل العمل على إفشال جذب الاستثمارات الأجنبية وطرد القائمة بالفعل بهدف توريط مصر مع صندوق النقد الدولى، الذي اشترط مكتبه التنفيذي الاستقرار المجتمعى للعمل على جذب استثمارات خارجية في ظل انخفاض قيمة الجنيه.
وحال فشل الخطوات المرسومة للإنعاش سوف تواجه القاهرة، أزمة اقتصادية مميتة بعد دخول خزانته المركزية الدفعات الأولى من قرض الصندوق وتكبدها انهيار عملته المحلية أمام الدولار، في ظل انسداد أفق لحركة الاستثمار والاستيراد والتصدير.

25 يناير
الأمر الآخر الأكثر غرابة والذي يؤشر لمؤامرة كبيرة تحاك في الخفاء بدعم أجهزة سيادية، بحسب "قلادة"، بدء تحرك الإخوان في الغرب منذ الآن للإعداد لتظاهرات ضخمة في ذكرى ثورة 25 يناير القادمة.
وامتد الأمر لترتيب خروج تظاهرة ضخمة في ذات اليوم متعلقة بمقتل الطالب الإيطالى «جوليو ريجينى» مجددا تزامنا مع ذكرى ثورة يناير، وهو الأمر الذي وجد صدى واسعا في روما الآن عقب استقالة رئيس الوزراء ماتيو رينزي، وتحولت القضية إلى ورقة شعبية رابحة على طاولة الأحزاب السياسية الطامعة في المنصب بعد شغوره.

دعوات خادعة
ورغم تسارع وتيرة العمليات الإرهابية، تزامنا مع دعوات المصالحة التي أطلقها بعض رموز الجماعة مع الدولة، يرى مراقبون للتنظيم أن هذه الدعوات مجرد خدعة لالتقاط الأنفاس وفرصة لاستفزاز القواعد المتمردة على القيادات التقليدية للجماعة، بهدف دفعها لتنفيذ الأعمال الإرهابية بطريقة عشوائية، تساهم في إرباك النظام وتدفعها إلى التنازل والقبول بما يملى عليه إقليميا ودوليا، لإبرام مصالحة تضمن للجماعة البقاء السياسي والدعوي، بالشكل التي كانت عليه إبان تولى المعزول محمد مرسي الحكم –حزب سياسي ومكتب إرشاد- والقبول بالشروط التركية المطالبة بالإفراج عن القيادات المحبوسة، وشروط أخرى تمليها دول إقليمية تسعى جاهدة لدمج الجماعة في الحياة السياسية على أمل عودتها للهيمنة على السلطة مجددا، في ظل الرغبة العارمة لتقزيم مصر وتحويلها لمجرد تابع تدار ملفاته في العواصم الأخرى.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية