«حمدتو».. أسطورة مصرية تبهر العالم «بروفايل»
«قصة كفاح» كان العنوان الأمثل والحقيقي لمشوار إبراهيم حمدتو، لاعب منتخبنا الوطني للمعاقين لتنس الطاولة، حيث نال اللاعب إشادة دولية واسعة خلال عام 2016، عقب مشاركته المبهرة في دورة الألعاب البارالمبية بالبرازيل.
ورغم أن الألعاب البارالمبية مليئة بقصص الأشخاص الذين تغلبوا على إعاقتهم، وتحدوا المستحيل، إلا أن "حمدتو" يتميز عن الآخرين بصعوبة مشواره، خاصة أنه يلعب تنس الطاولة، وهو مبتور الذراعين؛ بسبب حادث قطار تعرض له وهو طفل، رغم أن اللعبة تعتمد بشكل أساسي على الذراعين، ولكن كل هذا لم يمنع اللاعب المصري إبراهيم حمدتو من ممارسة هوايته، والوصول إلى أعلى المراحل التنافسية في البطولات الدولية والقارية.
«فيتو» تلقي الضوء على مشوار "حمدتو"، الذي ولد في محافظة دمياط، قبل أن يتعرض لحادث قطار في سن العاشرة، نتج عنه بتر ذراعيه من فوق المرفق؛ ليفقد بذلك جزءا كبيرا من مقومات الإنسان التي تساعده على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ولكن إرادة اللاعب وتصميمه على تحقيق ذاته كان دافعا قويا للتغلب على أحزانه وأوجاعه.
وظل "حمدتو" في منزله لمدة 3 أعوام، بعد تعرضه للحادث، انعزل خلالها عن الجميع، ولا يتحدث إلى أحد، حتى بدأ زملاؤه في اصطحابه معهم للعب كرة القدم.
لم يجد الأسطورة المصرية ضالته في ممارسة لعبة كرة القدم؛ نتيجة عدم قدرته على الاتزان أثناء الجري بدون الذراعين، بالإضافة إلى فشله في حماية نفسه وقت السقوط على الأرض؛ ليتجه بعد ذلك إلى تنس الطاولة.
واستطاع اللاعب بعد مرور ثلاثة أعوام، إتقان مهارات اللعبة، مستعينا بقدمه التي كان يرفع بها الكرة، ويضربها بالمضرب الذي يمسكه بين فكيه، دون استخدام الذراعين.
وأصبح إبراهيم بعد ذلك من أشهر الشخصيات التي نجحت في التغلب على الإعاقة، ونال إشادات من الجميع في مجال الرياضة العالمية، حتى وأن الفيديوهات التي يظهر بها تنال مشاهدة الملايين على موقع الفيديو الشهير "يوتيوب".
أصبح حمدتو، البالغ من العمر 43 عاما، أول لاعب كرة طاولة في تاريخ أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة يشارك في المنافسات دون يدين، معتمدا حصرا على فكيه وعنقه؛ لأنه يمارس اللعبة بوضع المضرب في فمه.