رئيس التحرير
عصام كامل

"الطيب".. نور القلوب



لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مكانة كبيرة فى قلوب الجميع، لأدبه الوافر وعلمه الغزير وتواضعه الشديد مع مرءوسيه، فضلا عن نسبه الطاهر الشريف؛ لأنه من أحفاد سيدى الحسن بن على، سبط النبى، صلى الله عليه وسلم.

ولأنه قامة وقيمة، فلا يرد على طائفة الحاقدين الشتامين الذين رضعوا "السمع والطاعة" وجبلوا عليها، ليست طاعة لله ولكنها طاعة للمرشد وقادة الفصيل السياسى غريب الأطوار، الذى يصدر القرار فى منتصف الليل ثم يتراجع عنه فى الصباح الباكر، ليخرج المتحدث الرسمى باسم الرئاسة لينفى صدور القرار أصلا، ما دعا معظم الشعب لتسميتهم "الإخوان الكاذبون".
فضيلة الإمام الأكبر صوفى الهوى، كالدكتور عبد الحليم محمود -شيخ الأزهر الأسبق، رحمه الله- من الأولياء الصالحين، الذين والوا ربهم بالطاعة والمحبة فوالاهم الله بالرضا والكرامة.
أدرك الإمام الأكبر خسة الإخوان عندما كان الطيب رئيسا لجامعة الأزهر، فقد أقام الإخوان عرضا عسكريا لميليشياتهم فى ساحة الجامعة، وارتدى طلاب الإخوان الأقنعة كسادتهم من كتائب عز الدين القسام، فأبلغ الشيخ الجهات المعنية التى ألقت القبض على مستعرضى القوة الزائفة، وقام الطيب بفصل عدد منهم فصلا نهائيا، فجامعة الأزهر منارة للعلم الوسطى وليست حظيرة للمتشددين ولا مأوى للخارجين عن القانون.
وعندما تم تعيين الطيب مفتيا، ذهبت لإجراء حوار صحفى مع فضيلته، فرحب بى، وأثناء الحوار دخل مدير مكتبه ليعلمه بحضور سيدة مسنة تطلب فتواه، فدخلت السيدة العجوز بجلبابها الأسود وطرحتها السوداء، ورحب بها فضيلته كما يرحب أحدنا بوالدته، فانتحيت جانبا، وسألت العجوز الشيخ، فجلس بتواضع العلماء، وبكرم آل بيت النبوة، يشرح لها فتواه ببساطة شديدة ويكرر على سمعها ما قاله لتستوعب، ثم قام يودعها وكأنها والدته تماما.
رجل بمعنى الكلمة، "طيب" اسما وصفات، الشعب كله يؤيده، والله ناصره، هذا الكريم الشريف العفيف الطاهر لن يخذله الله فى مواجهة من سقطوا من أعين الجميع.
الجريدة الرسمية