مخاوف من معركة السماء بين روسيا وإسرائيل في سوريا.. الاحتلال يستهدف مطارا عسكريا تابعا لموسكو..محلل أمريكي يتوقع سيناريوهات مخيفة عقب وصول مقاتلات «أف 35» لتل أبيب
حرب أهلية.. مصطلح يطلقه السياسيون والمحللون ووسائل الإعلام على الوضع في سوريا، لكن تكرر مضايقات الدول الأجنبية لبعضها من خلال إسقاط المقاتلات وقصف المطارات على الأراضي السورية، جعلها ليست مجرد حرب بين طوائف الشعب السوري ولكن تحولت البلاد إلى ساحة عالمية للحروب.
وكان أكد الجيش السوري تعرض مطار المزة العسكري في دمشق لقصف بصواريخ "أرض-أرض" فجر الأربعاء الماضي، متهما الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الهجوم انطلاقا من الجولان المحتلة.
في ذات السياق أسقطت تركيا مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا، في نوفمبر 2015، وقال مسئولون عسكريون أتراك إن طائرات تركية من طراز إف -16 أسقطت الطائرة، بعد تحذير طياريها مرات عدة بأنهما ينتهكان المجال الجوي التركي.
حرب جديدة
وتوقع المحلل "مايكل بيك"، في مقال له بمجلة "ناشيونال إنترست"، أن تنشب حرب روسية إسرائيلية في سوريا بعد اتهام الجيش السوري لدولة الاحتلال بقصفها المطار الروسي.
ونوه "بيك" إلى أن قصف المطار لم تكن المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل أهدافًا في سوريا مثل القوافل التي تنقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، أو تدمير المفاعل النووي السوري عام 2007.
وأوضح المحلل العسكري، أن الصاروخ الذي يمكن أن يصل إلى دمشق من إسرائيل ليس صاروخًا مضادًا للدبابات كالذي أطلقه جيش الاحتلال على بعض مقاتلي حزب الله، أو تنظيم داعش الإرهابي على الحدود، مرجحًا أنه أنه كان صاروخًا بعيد المدى، أو صاروخًا سريًا موجهًا لم يُستخدم من قبل.
وأبرز رأي المعلق العسكري الإسرائيلي "رون بن يشاي" حول سبب استخدام إسرائيل للصواريخ لتلك وليس القنابل، والذي قال إن إسقاط القنابل عادة ما يكون أرخص من إطلاق صواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى أن تكلفة الصواريخ أعلى من تكلفة الذخيرة الجوية.
صاروخ وليس قنبلة
ويعتقد "يشاي" أن سبب استخدام إسرائيل للصواريخ هو الرادار الروسي، موضحًا: "لو استخدمت إسرائيل طائرات لتنفيذ المهمة، لما كان عليها دخول الأراضي السورية لضرب القاعدة الجوية، وكان يمكنهم بكل بساطة الطيران فوق البحر أو على الأراضي اللبنانية.
لكن الرادارات الحساسة وطويلة المدى، والتي نقلها الروس إلى سوريا، كان يمكن أن تكون قادرة على كشف وجود طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة. حتى إنه كان من الممكن أن يحذر الروس باستخدام بطاريات الصواريخ السورية المضادة للطائرات التي، وفقًا للتقارير، حاولت بالفعل ضرب الطائرات الإسرائيلية؛ لأنها شرعت في مهمات لمنع قوات حزب الله من تسليح نفسها".
وأشار "يشاي" إلى أن هناك سببًا آخر منع إسرائيل من استخدام الطائرات الإسرائيلية، وهو وجود الصواريخ أرض - جو من طراز S-400 ،S-300 وSA-23، التي نشرتها روسيا في سوريا.
وأبرز "بيك" احتمال آخر وهو أن تنخرط الطائرات الإسرائيلية والروسية في المعركة، لافتًا إلى مواجهة المقاتلات الروسية بالفعل الطائرات الأمريكية التي تهاجم تنظيم داعش في سوريا.
استفزاز روسيا
وأكد "بيك" أنه إذا قصفت الطائرات الإسرائيلية بطريق الخطأ القوات الروسية، فإن المقاتلات الروسية ستطلق النار عليها، وبالتالي ستنشر إسرائيل المزيد من المقاتلين لإنقاذ الطائرات.
وتساءل الكاتب الأمريكي ما إذا كانت إسرائيل سوف تستخدم طائرتي إف 35 التي استلمتها من أمريكا مؤخرًا في سوريا، ما قد يستفز روسيا لنشر أسلحة دفاع جوي أكثر تطورًا.