إنهم يعودون مسالمين يضحكون!
لك الله يا مصر، أصبحنا نصحو وننام على أخبار محزنة، واستشهاد لأبناء مصر، وآخرهم صباح أمس الأحد ويوم مولد نبي الرحمة ورسول السلام، الذي أعطى عهده لأقباط مصر بحفظ أمنهم، وأكد أن لهم ذمة ورحما، وذكر أن من قتل ذميا دون ذنب فهو خصيمه يوم القيامة، وذكر أحاديث كثيرة تدل على مراعاة أمن الأقباط المسالمين، لكنها بالقطع أحاديث غير ذات بال لأتباع حسن البنا الذي زرع الفتنة الطائفية في مصر لصالح الاستعمار البريطاني.. فكلام حسن البنا وسيد قطب هو المصدق لدى أتباعهم الذين هم ليسوا مسلمين، وإنما هم إخوان الشياطين.
ونذكر هنا أن خيانة الوطن متأصلة لدى البنا نفسه، حيث رفض محاربة الإنجليز مع الضباط الأحرار وقت أن طلب ذلك منه الرئيس عبد الناصر كما جاء في إحدى خطبه، بل وعقد معاهدات سرية مع الإنجليز للانقلاب على ثورة يوليو 1952.
أمس تم تفجير عبوة ناسفة في الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية بالعباسية، نجم عن ذلك التفجير الغاشم 23 حالة وفاة و49 مصابا، وقد قام بذلك التفجير – دون أدنى شك – كتائب الإخوان الإرهابيين، ومنها كتائب حسم وغيرها الإخوانية التي أعلنت مسئوليتها عن الكثير من العمليات الإرهابية، فهم يريدون هدم ذلك الوطن لصالح أسيادهم الصهاينة، هؤلاء الذين يوظفون إمارة قطر وسلطان تركيا لصالحهم، فتجد قناة الجزيرة قبل الحادث الغاشم بيوم واحد تطلق تقريرا بعنوان "هل انتهى الود بين أقباط مصر والسيسي؟"، حيث زعمت أن "أقباط مصر لم يعودوا يرون في الرئيس عبد الفتاح السيسي منقذا لهم".
وبالقطع كان ذلك التقرير إشارة لما ستفعله كتائب الإخوان الإرهابيين في اليوم التالي بما يكمل الفكر المدمر للوطن، وخلق حالة من الفتنة الطائفية لإنهائه والقضاء عليه حتى تستمتع إسرائيل بالحياة آمنة مطمئنة في رخاء ورغد كما تمنى لها الجاسوس مرسي في خطابه الشهير، ويستمتع رجال إسرائيل بالحياة الهنية، بل ويستردون ما يريدون من مصر كما أراد لهم عصام العريان عندما دعا يهود العالم الذين كانوا يسكنون مصر بالعودة إليها وأخذ مالهم وما سلبه منهم عبد الناصر! ويعيش اليهود في أمن يحميهم الأمريكان من جهة وسلطان تركيا الأردغان من جهة أخرى الذي فتح بلاده وقلبه لإسرائيل، يفعلون به ما يشاء ومن خلفه الإخوان الإرهابيين الذين لا يحلمون سوى بيوم تدمر فيه مصر وتتحول إلى سوريا أو العراق.
إذن فنحن نعلم العدو الحقيقي الذي بيننا لكننا نتغافل عنه، ونتركه يعيش أمنا في سلام يدمر ويقتل ويحرق دون أن نلقي له بالا، فكل إخواني دون مبالغة عنصر من عناصر التدمير يحتاج فقط للأمر ويكون جاهزا للتفجير، في حين يبحث الأمن عن تلك العناصر المسجلة لديه لكنه يتغافل عن تلك العناصر غير المسجلة، ولا يعلم أن تلك الخلايا النائمة هي التي أخذت الأوامر حاليا بالتفجيرات؛ لأن الأمن لن يشك فيها، وهو ما تقوم به بالفعل، فمن بعد غياب سجلات الإخوان ومتابعتهم من قبل أمن الدولة القديم لم يعد هناك ما يشغل بال إخوان الشياطين الآن، فصاروا ينفذون عملياتهم في أمن وبسهولة ودون أدنى مضايقة من الأمن، فمتى سيوضع هؤلاء الإخوان تحت المراقبة الفعلية للحد من نشاطهم؟
فالإرهابيون الذين يفجرون لم يهبطوا علينا من السماء، وإنما هم يعيشون بيننا ولكننا نتغافل عنهم ونتركهم بحجة أنهم مسالمون فيفعلون ما يفعلون ويعودون مسالمين!
متى ننتبه إلى ضرورة مراعاة أمن مصر بقوة وشدة، ونعلن بالفعل أننا في حالة حرب بدلا من تلك المؤتمرات التي تعقد لمجرد إرضاء مجموعة معينة من الشباب لا تنتمي سوى للمخربين والإرهابيين، بل ونحتفل بهم فيأخذون الرسالة الصحيحة بالنسبة لهم، وهي أن الدولة تهادنهم لخوفها منهم، لذا يفعلون ما يفعلون مطمئنين ويعودون مسالمين يبتسمون!.
متى تظهر قوة الدولة وشراستها في مواجهة أعدائها الخارجيين مثل قطر وتركيا؟ فبدلا من تلك اللغة المهادنة المحترمة ينبغي أن تظهر لغة تدل على قوة الدولة، وينبغي أن تظهر أفعالا تدل على قوة الدولة، لكن كل ذلك لا يحدث بحجة الأدب في الخصومة، وهذا الأدب لا محل له مع من يقتل الشعب المصري بدم بارد. متى نستطيع أن نطمئن على أمن مصر؟ فنحن نرى بأعيننا عدم تشديد الرقابة والأخطاء الساذجة التي يقع فيها الأمن مثل أن يظل كمين أشهر عديدة في مكان واحد فيقرر الإرهابيين زرع قنبلة بجواره وتفجيرها في سهولة ويسر.
وأخيرا أحب أن أؤكد أن محاولات الإخوان الإرهابية الرامية لانقسام المجتمع، وبث الفتنة الطائفية بدعم من أسيادهم الصهاينة لن تفلح أبدا، ولن تنجح، وستزيد هذه العمليات من صلابة مصر وترابط أبنائها، ويكفي أن أول من ذهب للتبرع بالدماء للإخوة المسيحيين هم المسلمون، وأن الإخوة الأقباط صرحوا بأن هذه العمليات ستزيدهم حبا لأشقائهم المسلمين، وستنتهي تلك العمليات وسينتهي إخوان الشياطين ومن يستخدمهم، وستبقى مصر شامخة دائما مرفوعة الرأس دائما.