اليوم يوم الرئيس!
الإخوان أو داعش أو أيد مخابراتية أجنبية استخدمت يدًا مصرية خائنة قامت بجريمة الأمس لا فرق.. مسمياتهم متعددة وهدفهم واحد.. ولذلك فمن المهم أن نعرف من نفذ عملية البطرسية لكن الأهم هو تحديد طرق المواجهة معه أو مع غيره.. وللأمانة لم تعد الإجراءات العاطفية كلها مجدية.. من إعلان الحداد إلى زيارة الكاتدرائية.. ومن تقديم العزاء إلى فتح المستشفيات للجرحى.. فكلها أمور وخطوات طيبة ورائعة ومحترمة.. وبعضها واجب وضروري..
إنما تبقى الإجراءات العملية هي الحل.. وهي ما ينتظره الناس.. ينتظره كل المصريين على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم ليس مخصومًا منهم إلا الإرهابيين والمجرمين وعملاءهم..
اليوم سيتطلع الناس للرئيس السيسي ينتظرون منه أن يدير بنفسه عملية المواجهة مع من يستهدفون الوطن.. سينتظرون منه موقفًا من الدول التي تدعم الإرهاب الموجه ضد مصر، ضد مصر تحديدًا.. والظروف مواتية جدًا فقد قدم لنا مجلس الأمن دعمًا مهمًا بطلبه أمس من كل دول العالم مساعدة مصر في التصدي للإرهاب وهو مكسب سياسي كبير فعل مثله الاتحاد الأفريقي..
والمصريون ينتظرون اليوم حلا لمسألة التشريعات المعوقة لمسار العدالة وعلى البرلمان المصري أن يتحمل فيها مسئولياته وإلا فليتحمل مواجهة مباشرة مع المصريين.. مطلوب اليوم خطوات عملية لمواجهة إعلام الشر المتسلل إلى شعبنا عبر السماوات المفتوحة.. مطلوب اليوم تعويض الكنيسة والضحايا والأهم: إجراءات تضمــن عدم تكرار ما جرى.. ليس في البطرسية فحسب وإنما ما جرى عند مسجد السلام بالهرم ولا في كفر الشيخ ولا في المنيا.. وأول خطوات ذلك أن يصدق الجميع -فعليًا- أنهم في حرب حقيقية لا تقبل التراخي كما لا تقبل الاسترخاء..
اليوم يتطلع المصريون إلى رئيسهم وقد خاضوا معه وخاض معهم كثيرًا من المحن السابقة.. واليوم تفرض عليه وعليهم محنة جديدة.. أمامنا -معًا وبقيادته- مهام عسكرية وأمنية ودبلوماسية وسياسية وعلينا أن نسير فيها جميعها.. وعلينا أن نسير فيها جميعها في وقت واحد.. فلا مجال لغير ذلك.. ولا وقت لغير ذلك !
إننا -اليوم- أمام معركة جديدة في حرب قديمة وممتدة.. تتجدد كلما أرادت مصر أن تنهض وتتقدم.. وتتراجع وتتوقف كلما كانت مصر في موات أو في مرض أو في عجز يجعلها خارج نطاق الخدمة.. فلا أحد يتآمر على ميت ولا أحد يتآمر على عاجز ولا أحد يتآمر على مريض.. إنما المؤامرات تدبر ضد الراغبين والساعين للوجود بقوة في مكانهم اللائق والصحيح والطبيعي.. ولذلك نعود باختصار لنكرر: اليوم يوم الرئيس!