رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية والإخوان!


كثرت هذه الأيام التكهنات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن مصالحة قادمة في الطريق بين جماعة الإخوان والسعودية، وذلك في ظل التوتر الذي شاب مؤخرًا العلاقات المصرية السعودية، وهي مصالحة في تقدير مروجي هذه التكهنات ستلغي قرارا سابقا للراحل الملك عبدالله يقضي باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وتمنحهم فرصة للعمل مجددا داخل السعودية، وتجعلهم يستعيدون دعمها..


ولعل هؤلاء يستندون إلى بعض التعاون القائم حاليًا بين السعودية وكل من إخوان سوريا واليمن وأيضا ليبيا، فضلا عن الجهد الذي تقوم به قطر لإصلاح علاقة الإخوان بالشقيقة الخليجية الأكبر السعودية.

لكن هؤلاء يتجاهلون في ذات الوقت أن أزمة الإخوان مع السعودية بدأت قبل سنوات ولا علاقة لها بمصر.. فقد شعر السعوديون أن جماعة الإخوان خذلتهم، وخدعتهم حينما قامت بتأييد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في غزو الكويت، وهو ما دعا إخوان الكويت وقتها للانسحاب من التنظيم الدولي للإخوان، كان هذا الموقف للإخوان بمثابة صدمة للأشقاء في السعودية.. من يومها انقلب الموقف السعودي تجاه الإخوان من الدعم والمساعدات التي كانت تقدمها السعودية لهم منذ الخمسينيات من القرن الماضي إلى الشك والرفض لمخططاتهم للوصول إلى حكم عدد من البلاد، كان في مقدمتها مصر.

وهكذا قبل أن يعلن الراحل الملك عبدالله الإخوان جماعة إرهابية، كانت السعودية قد بدأت ترى في الإخوان جماعة لا يمكن الوثوق بها وتمثل خطرًا على المنطقة، بل على السعودية.. أي أن قرار الراحل الملك عبدالله باعتبار الإخوان جماعة إرهابية لم يكن مجاملة لمصر، وإنما جاء كضرورة للأمن القومي السعودي..

ولذلك فإن عقد أي مصالحة بين السعودية والإخوان سيكون موجهًا ضد السعودية ذاتها، وخصيصًا ضد العائلة المالكة فيها، قبل أن يكون موجهًا ضد مصر.. أو نكاية سياسية لإدارتها.. ولو رجعنا لما شنه الإخوان من هجوم على السعودية وعائلتها المالكة تحديدا منذ أن أعلن الراحل الملك عبدالله جماعتهم إرهابية سوف تتأكد من ذلك.
الجريدة الرسمية