صالح جودت يكتب: الحياة بغير لذة
في مجلة المصور عام 1955 كتب الكاتب الشاعر صالح جودت مقالا قال فيه:
عادوا ليتحدثوا ثانية عن العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة، وعادت الخصومة من جديد بين الأطباء وأصحاب مصانع التبغ حول أضرار التدخين، وأنا أدخن مائة سيجارة في اليوم، وأعلم علم اليقين أن هذا الرقم ضربا من الإنتاج، ومع ذلك أنا مصر عليه لا لشيء إلا لأننى أعتقد أن الحياة مع شيء أحبه لمدة سنة واحدة أجمل من الحياة مع الحرمان من هذا الشسء حتى ولو طالت الحياة مائة سنة.
قلت هذا فقالوا لى أنك ضعيف الإرادة ولا تملك العزيمة.
قلت: يجوز.. لكن الذي أعرفه أن أقوياء الإرادة الذين يحذرهم الأطباء فيقلعون عن التدخين، إنما كانوا يقلعون عن التدخين ويعاونهم الحنين دائما إليه.
وقد كان جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا من أكبر مدخنى الغليون، ثم أقلع عنه حينما قال له الأطباء إنه مصاب بارتفاع ضغط الدم، ويجب أن يكف عن التدخين، لكنه لم ينس أن يقول لأطبائه: حسنا.. سأقلع عن التدخين لكن أرجو أن ترسلى لى برقية بالعودة إلى الغليون بمجرد أن يسمعوا بأن العلم قد توصل إلى دواء يشفى من الضغط ولا يحظر التدخين.
في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر عام 1912 ولد شاعر الملوك والكاتب الصحفي صالح جودت.