رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 4 أفلام عالجت الإرهاب «بشكل تاني».. «دم الغزال» و«حين ميسرة» جسدا مصائب المواجهة الأمنية.. «الإرهابي» يقترح احتواء المتطرفين.. و«unthinkable»


لم تغفل السينما المصرية والعالمية عن قضية الإرهاب فتاريخ السينما مليء بالأفلام التي تعرضت لهذه آلافة التي تعاني منها جميع البلاد، وكان لكل عمل رؤيته لمعالجة القضية، والبحث في أسبابها وتقديم الحلول لها، فهناك من رفض مواجهة الإرهاب بالعنف، وهناك من رأى أن المعالجة الصحيحة لهذه القضية هو احتواء الشخص المتطرف ودمجه بالمجتمع وعدم نبذه لكي يعود عن أفكاره، وكان هناك من رأى أن القانون وحده القادر على ردع الإرهاب.


ونبرز في هذا التقرير 4 أفلام عالجت، قضية الإرهاب بشكل مختلف، وتكاد تكون هي الأبرز والأفضل معالجة لظاهرة التطرف والتشدد:

فيلم الإرهابي
تدور أحداث الفيلم حول شخصية على عبد الظاهر «عادل إمام»، الشاب الذي تدفعه الظروف الاجتماعية من فقر وإحباط، إلى الانضمام لجماعة متطرفة، فأثناء تنفيذه لعملية إرهابية، وأثناء هروبه يصطدم بسيارة فتاة، تشفق على حاله وتستضيفه في منزلها ليتلقى العلاج، ويتعرف على أسرتها، فيفاجأ بنوع من الحياة يختلف عن التي اعتاد عليها، حيث تعيش تلك الأسرة في ظل الإسلام المعتدل، مما يجعل أفكاره تتبدل شيئا فشيء، ويحاول حماية أحد الكتاب المترددين على المنزل من القتل على أيدي جماعته، ولكن الجماعة تكتش حقيقته وتقتله.

يبدأ الفيلم بحوار بين ضابط أمن الدولة «محمد أبو داوود»، والدكتور فؤاد مسعد «محمد الدفراوي»، حول ضرورة عدم الاقتصار على استخدام الحل الأمني في مواجهة الإرهاب، بل محاربة الفكر بالفكر ومناقشة المتطرفين في منهجهم، وهو ما حدث بشكل غير مباشر من خلال الحادث الذي يدفع الإرهابي للإقامة في منزل أسرة معتدلة، ليحتك بمجتمع مختلف، فيرى أن غيره من أبناء الوطن بشر عاديين وطيبين ويحبون الخير، وليسوا أعداء الله أو كفرة، كما يدعي أمير الجماعة.


ويتضح من خلال الأحداث، أن سبب تنامي موجات العنف من تلك الجماعات الإرهابية، أن الحكومات المتعاقبة لديها أولوية في استخدام الحل الأمني في مواجهة أي مشكلة تطرؤ على المجتمع، بدلا من الحوار والنقاش، فالإرهابي يعاني من العزلة عن المجتمع، وهو ما تجلى بوضوح خلال تأثر «على عبد الظاهر» بأفكار الأسرة المعتدلة، ونشير هنا إلى مشهد متابعة الأسرة لمباراة لمنتخب مصر، ويجلس خلاله الإرهابي بجانب هاني «مصطفى متولي»، صديق العائلة، ومع مرور الوقت يجد نفسه اندمج مع المباراة، وفجأة ينتفض عندما يحرز المنتخب هدفا، ويحتضن «هاني» المسيحي دون أن يعرف حقيقة دينه. 

والمعنى أنه بدمج المتطرفين في المجتمع، سيشعرون بالانتماء الحقيقي له، بدلا من نبذهم فيشعرون بالسخط والغضب وينتقلون للعيش في مجتمع مغلق، لا هواء ولا منفس ولا رحمة ولا حب فيه. 


Unthinkable

يحكي هذا الفيلم قصة ستيفان يانجر، وهو جندي أمريكي سابق متخصص في المتفجرات اعتنق حديثا الإسلام، يجسد دوره الممثل مايكل شين، يستغل خبرته العسكرية في تصنيع عدد من القنابل الذرية ووضعها في أماكن متفرقة من الولايات المتحدة ويرسل فيديو للسلطات المختصة يخبرها بأنه صنع 3 قنابل ذرية ستنفجر محدثة ما بين 6 إلى 10 ملايين قتيل إذا لم يتم الاستجابة لمطالب سيحددها فيما بعد. 

السلطات الأمريكية تخصص اثنين للمهمة، الأول هنري «صامويل جاكسون»، المختص بانتزاع الاعترافات وعمليات التعذيب السرية، بعيدا عن أعين القانون والمنظمات الحقوقية، وهنري شخص متصالح مع عمله، يؤمن أن قانون البشر المسالمين عاجز عن حماية البشر المسالمين، وأن نقطة الضعف بخصوص الإرهاب، ليست في وجود الإرهابيين بقدر ما هي في وجود المتخاذلين الرافضين للعنف والدم والإرهاب، كسلاح إجباري لهزيمة الإرهاب.

أما الثانية، فهي هيلين «كاري آن موس»، مُحققة تؤمن بالقانون والدستور، وترى التعذيب جريمة لا يمكن قبولها تحت أي مبرر.



وتنشأ صراعات بين المحققة وبين المحقق هنرى، لأنها ترفض أسلوبه، إلا أن الإرهابي يلين لها، ويستجيب في النهاية لأسلوبها، وينجح السيناريو في التأكيد أن الوحشية في التعامل مع الإرهاب لن تؤدي إلى نتيجة إيجابية.


فيلم حين ميسرة

تدور أحداث الفيلم في منطقة شعبية، تظهر كيف أن تلك المناطق تعتبر مفرخة للمجرمين وتجار المخدرات، وبيئة خصبة لجذب الشباب إلى الأفكار المتطرفة، باستغلال الجماعات الإرهابية لفقرهم وحالة الكراهية التي قد تتشكل بداخل بعضهم نحو المجتمع «غير العادل».

ويجسد الفنان عمرو سعد شخصية «عادل حشيشة»، الذي يتعرض للحبس بعد إنقاذ حبيبته ناهد «سمية الخشاب» من الخطف وقتل الخاطف، وبعد خروجه من السجن يساعده أمير الجماعة الإرهابية أمين «أحمد بدير»، في استعادة مكانته كبلطجي مقابل عدم الإبلاغ عنهم، ومنحه مبلغا من المال، ليستدرج الشرطة ويوقع بها في كمين من تدبير الجماعة.


نتيجة العنف

وبالفعل تنجح الجماعة في استدراج الشرطة، التي قررت التعامل بعنف مع هؤلاء الإرهابيين ومحو المنطقة التي مثلت إزعاجا لإيوائها للمتطرفين وتجار المخدرات، وتتوجه قوات الشرطة إلى الحي، وأثناء إزالة «العشش» تنفجر القنابل التي زرعها الإرهابيون، ويلقى الجميع الموت، وهنا يظهر الكاتب ناصر عبد الرحمن، النتاج المؤسف للتعامل الأمني مع قضايا الإرهاب.


دم الغزال

تدور أحداث الفيلم حول فتاة يتيمة تعيش في حي شعبي يتولى أمرها رجل مفلس وجرسون فقير ويتصارع على حبها طبال ولص وبعد زواجها من آخر يتم القبض عليه يوم زفافهما، وتتكفل الفتاة بنفسها إلى أن تقتل أثناء محاولة القبض على الطبال الذي تحول إلى إرهابي. 

ويتعرض المؤلف وحيد حامد خلال الفيلم إلى العشوائيات التي تعتبر موطن للتطرف والعنف، وضحايا تلك الظروف، وأهمهم الفتاة اليتيمة التي قتلت نتيجة مطاردة الأمن للإرهابي والطبال الضعيف الذي يلجأ للجماعات الدينية المتطرفة كمجرد درع له، وللانتقام من البلطجي الذي أهانه قبل ذلك، ويتمسح في الدين لفرض شخصية زائفة.

يركز الفيلم على أن مواجهة الإرهاب من خلال التعامل الأمني فقط، سيؤدي إلى عواقب وخيمة، منها مقتل الأبرياء، وتجلى ذلك في مقتل الفتاة "حنان" التي قامت بدورها الفنانة منى زكي. 



ويشير العمل إلى أن ذلك لن يحل القضية، وتجلى ذلك في نهاية الفيلم، حيث يجلس الإرهابي حرا طليقا يصطاد السمك بينما الأبرياء غارقون في دمائهم. 


الجريدة الرسمية