رئيس التحرير
عصام كامل

العالم ينتفض ضد تفجير الكاتدرائية.. بيان إدانة من مجلس الأمن.. أمريكا تعزي مصر.. صدمة روسية.. فرنسا تعلن تضامنها ضد الإرهاب.. البابا فرانسيس يصلي من أجل الضحايا


استيقظت مصر، أمس الأحد، على حادث ربما كان الأسوأ في تاريخها الحديث، بعد أن امتدت يد الإرهاب الآثمة إلى المصلين بالكنسية البطرسية، واستهدفت الكاتدرائية، في يوم احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، وصعدت أرواح 24 برئيًا إلى بارئها، بينما أصيب 35 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك خلال 48 ساعة من تفجير مماثل ضد كمين أمني بالهرم بمحيط مسجد السلام، والذي راح ضحيته 6 من رجال الشرطة.


وقوبل التفجير الغاشم بحملة إدانات عربية ودولية واسعة النطاق، كان أبرزها بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أدان الحادث.

حادث غاشم
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تعازيها للشعب المصري في التفجير الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، وأسفر عن وقوع خسائر بشرية جسيمة، وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيرى، عن خالص تعازي حكومة وشعب الولايات المتحدة الأمريكية إلى حكومة وشعب مصر في ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم، في اتصال هاتفي بسامح شكرى، وزير الخارجية.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي خلال الاتصال على تضامن الولايات المتحدة مع مصر في مواجهة الإرهاب الغاشم واستعدادها لتقديم كل أشكال الدعم والعون لمصر في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدًا ثقة الولايات المتحدة الكاملة في قدرة الشعب المصري على تجاوز مثل تلك المحنة، والانتصار على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تستمر في التعاون مع مصر في مختلف المحافل الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب.

هزيمة الإرهاب
وأعرب المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأمريكي، نيد برايس في بيان صادر عن البيت الأبيض، عن تعازي بلاده القلبية لأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى، قائلا: "هذا الهجوم البشع الذي استهدف المسيحيين خلال تجمعهم لأداء الصلوات وممارسة عقيدتهم يثبت مرة أخرى حاجة أعضاء المجتمع الدولي إلى أن يكونوا ثابتين في مواجهة الإرهاب حول العالم".

وأكد التزام الولايات المتحدة بتعزيز الأمن في مصر، متعهدًا أن تقوم بلاده بالعمل مع شركائها لهزيمة المنظمات الإرهابية.

تصرف مشين
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، التفجير الإرهابي، معربًا عن مواساته لأسر الضحايا بالقــول: إن استهداف الأماكن الدينية يتعارض مع جميع الأديان وهو أمر مذموم ومشين جدًا، بحسب وكالة "أنباء فارس" الإيرانية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إن الإرهابيين سفاكو الدماء ودعاة الفوضى من خلال هذا الاعتداء الغادر على المسيحيين وعلى أعتاب السنة الميلادية الجديدة، يدل مرة أخرى على أن الإرهاب المنفلت حاليًا لا يعرف حدودا ولا شعبا ولا قومية، ومن أجل مكافحته يجب على جميع الشعوب والقوميات والأديان الاتحاد بغض النظر عن الاختلافات.

مساندة أفريقية
وبعث الرئيس جنوب أفريقي، جاكوب زوما تعازيه لشعب نيجيريا ومصر بسبب الحوادث التي وقعت في الكنائس في بلديهما على حد سواء.

وقال المتحدث باسم الحكومة إن الرئيس زوما يتقدم بأحر التعازي إلى الرئيس النيجيري، محمدو بوهاري وشعب نيجيريا للخسائر في الأرواح، حيث لقي 100 شخص مصرعهم بعد انهيار سقف كنيسة Reigners يوم السبت.

كما تنضم حكومة جنوب أفريقيا إلى المجتمع الدولي في إدانة العمل الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية المرقسية بمصر، والذي أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 49 آخرين.

هجوم خسيس
بدوره أدان مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الخسيس والجبان، وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة عكفت، بعد وقوع الحادث الإرهابي الغاشم، على التشاور مع أعضاء مجلس الأمن لإصدار بيان صحفي من المجلس يدين هذا العمل الإجرامي.

وصدر البيــان بموافقة جميع أعضاء المجلس، متضمنًا الإدانة الشديدة لهذا العمل الإرهابي، بالإضافة إلى إدانة الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة الماضي، في منطقة الجيزة، وأودى بحياة ستة من رجال الأمن المصريين.

كما أعاد مجلس الأمن التأكيد في بيانه أن الإرهاب في كل صوره وأشكاله يمثل تهديدًا جسيمًا للسلم والأمن الدوليين، وضرورة محاسبة مرتكبي ومنظمي وممولي وداعمي تلك العمليات الإرهابية، ومطالبا جميع الدول وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بالتعاون الفعال مع حكومة جمهورية مصر العربية في هذا المجال.

البابا فرانسيس يصلي
من جانبه، ذكر السفير حاتم سيف النصر، سفير مصر لدى الفاتيكان، إنه تلقى اتصالًا عاجلًا من المكتب الخاص بالبابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الفاتيكان، لنقل تعازي البابا القلبية الحارة إلى رئيس الجمهورية في سقوط ضحايا في الحادث الإرهابي الخسيس الذي وقع في الكاتدرائية القبطية الأرثوذوكسية بالعباسية بالقاهرة.

وأعرب البابا فرانسيس عن خالص تعازيه للبابا تواضروس وإلى الشعب المصري كافة؛ مؤكدًا صلاته من أجل أن تعبر مصر الأوقات الحزينة سريعًا، وتخرج منها أكثر قوة وعزمًا للمضي للأمام في طريق السلام والازدهار والتقدم، وأن تنجح الجهود المبذولة في اقتلاع جذور الأفكار والأيديولوجيات التي تتبنى العنف والإرهاب، وتعمل على نشر الكراهية والموت والدمار، مقدمًا خالص التعازي إلى مصر قيادة وشعبًا.

تضامن إسباني
ودانت إسبانيــا التفجيــر الإرهابي الآثم وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان أن الحكومة الإسبانية تدين الإرهاب بجميع مظاهره مجـددة في الوقت نفسه تضامنها الكامل مع السلطات المصرية في حربها ضد تلك الآفة.

ونقل البيان تعازي إسبانيا العميقة لأسر الضحايا وللشعب المصري بكل فئاته وكذلك تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى.

صدمة روسية
كما قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعازيه للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تفجير الكاتدرائية، وقال "بوتين"، إن تفجير الكاتدرائية بالقاهرة يستدعي التركيز على ضرورة مكافحة الإرهاب الدولي الذي يستهدف زعزعة السلام بين الطوائف الدينية.

وتابع "بوتين": "صُدمت من الهجوم الإرهابي البشع في القاهرة، خاصة مقتل النساء والأطفال"، مؤكدًا استعداد روسيا للوقوف بجانب مصر في معركتها ضد الإرهابيين.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولنت، عن إدانته حادث التفجير الإرهابي وقال أيرولنت إننا نتقدم بالتعازي لأسر القتلى، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين في الهجوم الشنيع الذي ضرب القداس داخل الكنيسة".

وأضاف الوزير الفرنسي، أن باريس تتضامن بالكامل مع مصر في المحنة الرهيبة والحرب ضد الإرهاب.
الجريدة الرسمية