الإرهاب ينتهك محراب الإيمان بتفجير الكاتدرائية.. «تقرير مصور»
الشوارع هادئة والناس نيام.. ولم لا فاليوم إجازة رسمية في البلاد بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي صادف أن يكون يوم الأحد.. برودة الشتاء وهدوء الشوارع مع زقزقة العصافير تُنبىء بيوم هادىء.. لا زحام أو ضوضاء تعكر صفو هذه المنطقة الرابضة في قلب العاصمة.. منطقة العباسية.. وبالرغم من هذا الهدوء المريح الذي يسود في الأجواء، إلا أن الكاتدرائية كانت نابضة بنشاط معتاد في صباح الآحاد.. فأصوات الترانيم تمتزج مع أصوات الطيور، وحفيف الأشجار لتصدر لحنا بديعا متناغما.. ولكن على غفلة وبدون أي مقدمات تشوه هذا اللحن، بفعل صوت موحش لانفجار هز أركان المكان، واختفت على إثره الترانيم، وحلقت بسببه الطيور بعيدا.. وحلت محل هذه الأصوات البديعة صراخ وعويل ونحيب، صادر من قلب الكاتدرائية.
أسقف محطمة منهارة فوق رءوس المصلين المبتهلين في محراب الإيمان.. دماء متناثرة فوق الجدران والحوائط والمقاعد.. مذبح انهالت عليه أكوام التراب.. وأشلاء بشرية في كل الأرجاء.. هكذا كان المشهد بعدما اقترف الإرهابيون فعلة لا ملة لها ولا دين، وقتلوا الأبرياء المصلين من الرجال والنساء والأطفال بلا رحمة، في يوم مبارك لدى كل من المسلمين والمسيحيين.
الصدمة كانت هي سيد الموقف.. فأنى لأى شخص أن يتصور جرأة هؤلاء، الذين لا ملة لهم ولا إنسانية، في انتهاك حرمة هذا المكان المقدس، في يوم كهذا؟.. الوفيات تتزايد، ونزيف الإصابات لا يتوقف.. ولا سلوان أو عزاء للمتواجدين داخل الكاتدرائية وفى محيطها، سوى كلمة "يارب".
الدموع كانت هي اللغة الوحيدة التي كانت حاضرة في هذا الموقف الجلل.. والصراخ وسيلة البعض للتنفيس عن آلامهم وأوجاعهم، جراء الحادث الأليم.
وأشعل الحادث غضبا عارما داخل النفوس، دفع البعض للتجمع حول الكاتدرائية.. منهم من يشير بأصابع الاتهام نحو قوات الأمن التي تخاذلت – من وجهة نظرهم - في حماية الكاتدرائية وروادها.. وبعضهم ينادون بالقصاص من المجرمين.. وآخرون يرفعون لافتات تناشد الرئيس بالرد على من لا يخشون الله، ولا يحترمون المقدسات.. وفى الأخير كان الحزن هو الشعور الذي وحد جميع الحضور الغاضبين من المسلمين والمسيحيين على حد سواء.