رئيس التحرير
عصام كامل

انفجار الكاتدرائية والذكرى الشريفة!


بعيدًا عن أي تفاصيل في حادث اليوم الأحد، وقد تم أصلا ونحن نتلقى التهاني من الأشقاء.. إلا أنه وفي ذكرى مولده الشريف -عليه الصلاة والسلام- بل قبلها.. يضرب الإرهاب في مصر وآخرها اليوم أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في استهداف مؤكد لمسيحيي مصر.. وبالتالي فهو استهداف لأسباب عقائدية فهل هذا من الإسلام في شيء ؟


الإجابة معروفة فالإرهاب يطول المسلمين ممن يؤمنون بصاحب الذكرى ورسالته والكتاب الذي أرسل به ويؤدون الفرائض التي وردت في كتابه ويصومون رمضان ويحجون للبيت الحرام.. وكل دمائهم وأموالهم حرام بنصوص الكتاب وبتعليمات السنة الشريفة طوال سنوات وآخرها خطبة الوداع.. وبالتالي.. من أين يأتي الإرهابيون فأفكارهم وفتاواهم وكتاب الله واضح وسنة رسوله جلية ؟

وإن كانت فتاواهم للمسلمين هكذا فكيف هي لغير المسلمين ؟ من هم الذين استطاعوا أن يعتبروا أنفسهم علماء ورجال دين وتجرأوا على تقديم أفكار وفتاوى تخالف صراحة صحيح الدين وصحيح السنة النبوية؟ كيف يمكن أن يقول القرآن "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فيقول بعض البشر إن رسالته قتل وتفجير وتدمير؟ هل رأيتم الاستثناء السابق في "إلا" ؟ وهل لاحظتم قوله تعالى "للعالمين"؟ لم يقل من بين ما أرسلناك له هي الرحمة.. ولم يقل للمسلمين.. فكيف تفهمون دين الله العزيز الحكيم وسنة رسوله؟

كيف يمتدح القرآن نبيه بأنه "على خلق عظيم" فتتركون كتاب الله وكلامه وإشاراته الصريحة والضمنية وتذهبون إلى أفكار وفتاوى متطرفة للمتطرفين؟ فهل الذي على خُلق عظيم يقتل ويفجــــر؟ وهل أتباعه الحقيقيون يقتلون ويفجرون؟ إن كان كلامنا السابق في العموم فما بالكم بالتخصيص؟ أين وصايا رسولنا بالمسيحيين تحديدًا وقد وصفهم بأنهم "أقرب مودة" ؟ وأنهم "لا يستكبرون" وأن منهم من "أعينهم تفيض من الدمع" ؟ فماذا لو تحدثنا عن تخصيص التخصيص والتوصية بأقباط مصر تحديدًا وأنه عليه الصلاة والسلام خصيم من يؤذيهم يوم القيامة؟ يؤذيهم وليس يقتلهم ؟!

الكلام في ذلك كثير ولا ينتهي وكنا نود أن نقدم التهاني بالذكرى الكريمة وأن نجتهد لنقدم للناس جديدًا في استخلاص العبر والدروس من سيرته وسنته عليه الصلاة والسلام، إلا الإرهاب يضرب ويضرب وهو يضرب بالأفكار المنحرفة التي يؤمن بها وبما يؤكد أن المواجهة تبدأ من هنا من حيث الأفكار المتطرفة وإلا سنكون كمن ينزح الماء المتدفق في بيته دون إغلاق مصدر المياه!

استفيقوا يا سادة.. وكلنا نعرف مكان المعركة الحقيقية وأصحابها يتفرجون دون حركة حقيقية وفاعلة ومؤثرة وصبر الناس عليهم يتناقص كل يوم.. وبدأ ينفذ.. وقد ينفذ!  اللهم بلغنا.. اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية