رئيس التحرير
عصام كامل

الفناء يهدد ثروات مصر.. نفوق 60% من المناحل.. قانون المحاجر يقضي على الثروة المعدنية.. اختفاء 32 نوعا من الأسماك.. و«حابي» يحذر من الأضرار الصحية لتلوث مياه النيل


أصبح رصيد مصر من العديد من الثروات الطبيعية على وشك الانقراض، بسبب الأزمات التي واجهتها البلاد في الآونة الأخيرة، وبسبب الإهمال في المحافظة على هذه الثروات.


النحل

وكان النحل آخر ثروة مصرية، فبالأمس ذكر فؤاد محمد بدران، رئيس مجلس إدارة النحالين المصريين، إن قرية" شبشير الحصة" بمحافظة الغربية كانت بلا بطالة، لأن كل أهلها يعملون في مهنة النحالة، ولكنهم تعرضوا لأزمة بسبب أزمة نقص السكر الأمر الذي جعل النحل ينفق لأنه الغذاء الأساسي للنحل في الشتاء.

وأشار إلى أن 60% من المناحل أغلقت، وهي المهنة الأساسية لأهالي القرية، موضحا أنهم كانوا يحصلون على السكر المدعم وحين تم رفع الدعم، لم يكن هناك أزمة لكون سعر طن السكر رخيصا، لكن في ظل الأسعار الحالية واختفاء السكر فهناك أزمة.

وأشار إلى أنه لا يوجد أي رحيق حاليا، وعمر النحلة 45 يوما، وإذا نفق النحل، لن يكون هناك جيل جديد، وهذا يضعف ثروة مصر من النحل، ويهدد بانقراض المهنة.

موارد معدنية
على الرغم من أن مساحة مصر الصحراوية، تحظى بكنز من الموارد المعدنية يصل إلى 94%، متنوعة من حيث الكم وأماكن التوزيع، منها نسبة قليلة مستغلة، والبعض الآخر تبلغ نسبته 39 خامة، معرض للانقراض بسبب قانون المناجم والمحاجر القديم رقم 86 لسنة 1956، الذي لم يساعد على تحقيق الاستغلال الاقتصادى الأمثل لثروات مصر الطبيعية.

ودفع ذلك العديد من الشركات للبحث عن تلك المعادن واستخراج نسبة كبيرة منها، واستغلالها بعيدا عن مصر الأمر الذي ينذر بكارثة تهدد الموارد الطبيعية.

الثروة السمكية
وتنضم الثروة السمكية في مصر للقائمة أيضا، خاصة بعد الأضرار التي يشهدها النيل حاليا من مواد ضارة يتم إلقائها من قبل مخلفات المصانع.

وكشفت الدراسات العليمة الأخيرة، أن تلوث مياه النيل أدى إلى اختفاء 32 نوعًا من أسماك النهر، وأن هناك 30 نوعًا آخر من الأسماك يحتمل اختفاؤه.

وعلى الرغم من أن مساحة نهر النيل تصل إلى 178 ألف فدان "بطول نحو 1300 كم يقطع مصر بالكامل من حدود السودان وحتى المصب في البحر المتوسط"، وإنتاجيته من الأسماك نحو 111.6 ألف طن في العام، إلا أن هذه الإنتاجية أصبحت في خطر داهم لأنها تبحث عن الحماية دون جدوى في مياه يتم التعامل معها بلا وعى وبطمع مادي، وعدم وجود رقابة.

كما حذر تقرير صادر عن مركز «حابي» للحقوق البيئية، من أن تناول الأسماك التي يتم صيدها من مناطق ملوثة تؤدى إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام وضمور العضلات وشلل الأطراف وغيبوبة؛ بسبب ارتفاع معدلات التلوث بالرصاص.
الجريدة الرسمية