رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الخاصة إلى أين؟.. عثمان: مشروع استثماري تهدده سياسة رأس المال واستمراره مرتبط بالمكسب.. مكاوي: غير قابلة للانقراض.. الأعلى للصحافة: المهنة تواجه أزمات اقتصادية


بات مصير الصحف الورقية الخاصة، أمرًا يؤرق كل من يعمل في بلاط "صاحبة الجلالة" بعد تحديات مستعصية وارتفاع في أسعار الطباعة والورق والأحبار جعلتها تعاني سكرات الموت فوضعها الحالي ينذر بإغلاق وشيك على خطى صحيفة التحرير المصرية والديلي تيليغراف البريطانية.

ويزيد من مأساة الصحافة الورقية عموما ظهور مصدر إخباري جديد يسمى "السوشيال ميديا" توجه إليه العامة كمغناطيس يجذب فتات الحديد إليه.. فإلى أين يتجه مستقبل الصحافة الورقية الخاصة؟ وهل لرأس المال علاقة بذلك؟ أساتذة الإعلام والخبراء يجيبون:

مشروع الصحافة
تقول الدكتورة سهير عثمان أستاذ قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إذا كانت الصحافة الورقية على وشك الانتهاء فإنها ستنتهي بكل أنماط ملكيتها، فالأمر ليس له علاقة بكونها خاصة أو قومية، ولكن القصة هي أن القارئ نبذ الصحافة الورقية ورفض التعامل معها، وإن كان البعض يقرأها حاليًا فإنه يتعامل معها كشيء اعتاد عليه، لأنه بات يحصل على المعلومات والأخبار أون لاين من خلال المواقع الإلكترونية، التي أفقدت الصحافة معناها الحقيقي ومهنيتها، وهو ما يؤكد أن نمط الملكية لم يكن يومًا محددًا لاستمرارية الصحف الورقية.

مشروع استثماري
كما أوضحت "سهير عثمان" بالنسبة للصحف الخاصة فهي في الأساس مشروع استثماري، بمعنى أنهم يعملون بمبدأ "الصحافة صناعة"، تحتاج إلى رأس مال لكي تستمر، فإذا شعر المالك بأن النسخة الورقية لا تدر رأس مال كاف فسوف يغلقها ويكتفي بالموقع الإلكتروني، فالصراع القائم حاليًا في مجال الصحافة، هو صراع رأس المال للبقاء، سواء كان مطبوعا أو إلكترونيا، حيث يبحث صناع الصحف عن الإعلانات والعنوان الذي يثير القارئ.

عودة من جديد
وعن مصير الصحف الخاصة، أوضح صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، من الممكن أن تنكمش الصحف الورقية في الأزمات الاقتصادية، مثلما حدث لها في الماضي وقت الحروب والمشكلات المتعددة التي واجهتها، حيث كانت الصحف قديمًا تصدر في 4 ورقات خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية نتيجة لأزمة الورق، كذلك أحيانا في وقت تأزم الوضع اقتصاديًا تلقى الصحف نفس المصير، قد يختفي بعضها ويتراجع الآخر ولكنها تعود مرة أخرى في الازدهار، قائلًا: "لا أعتقد أنه مع الأزمة التي تمر بها الصحافة حاليًا، أنها ستنتهي بالقضاء عليها"، سواء كانت قومية أو خاصة، حتى مع منافسة التليفزيون والمواقع الإلكترونية لها.

وأشار "صلاح عيسى" إلى أن الأهم من ذلك هو مدى نجاح من يصدرون هذه الصحف الورقية في أن يجدوا قضايا ومواد يغطونها تتخطى الوسائل الإعلامية الأخرى وتنفرد بها، بعيدًا عن المواضيع التي استُهلكت.

غذاء الصحف
وفي هذا السياق، يقول الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام سابقًا بجامعة القاهرة، أن مستقبل الصحافة عمومًا والطباعة مهدد بالاندثار، وذلك نظرًا لمشكلة استيراد الورق والتكاليف الباهظة، في نفس الوقت الذي تراجعت فيه حصيلة الإعلانات، وبالتالي فإن الحل يكمن في دعم الحكومة لورق الصحف كغذاء للعقول، كدعمها لرغيف الخبز كغذاء للبطون، وعلى الدولة أن تدرس إنشاء مصنع للورق، مضيفا الصحافة مهنة غير قابلة للانقراض بغض النظر عن كونها صحف خاصة أو قومية ورقية.
الجريدة الرسمية