رئيس التحرير
عصام كامل

غروب شمس الصحافة الورقية.. خبراء: بسبب المواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا.. افتقاد القارئ للمصداقية.. وإنقاذها بتطوير المادة الإخبارية وأسلوب الكتابة.. والاهتمام بقضايا الجمهور


تواجه الصحافة الورقية نكسة عالمية، بوقف عدد كبير من الصحف العربية والأجنبية إصدارها لعدم قدرتها على تحمل الأعباء المالية، في حين اتجه البعض الآخر لإلغاء الإصدار الورقي والتركز على الإعلام الإلكتروني.


جاء ذلك بعد سيطرة وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت على المشهد الإعلامي، ما جعل الصرخات تتعالي لإنقاذ الصحافة الورقية من الانقراض.

جريدة السفير
في مفاجأة صادمة للوسط الصحفي والإعلامي العربي، أعلن الصحفي ربيع فرحات، أحد العاملين بجريدة «السفير»، كبرى الصحف اللبنانية والعربية ذائعة الصيت، أن إدارة التحرير اتخذت قرارا نهائيا بإغلاقها، لعدم قدرتها على تحمل الأعباء المالية، وقد سبقتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية العريقة في مارس الماضي، وقررت حجب إصدارها الورقي نظرا لتدهور مبيعاتها مؤخرا، بعد أن ظلت تصدره لمدة 30 عاما.

فيما يلي استعراض لرأي الخبراء لمستقبل الصحافة الورقية وسبب تراجع أرقام توزيعها.

تيار عالمي
يرى «محمود علم الدين» أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، أن إشكالية الصحافة الورقية في مصر، جزء من تيار عالمي تواجه فيه الصحافة الورقية أزمة كبرى في عدد قرائها، نتيجة تفاقم أعداد المواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا، وكذلك التليفزيون سابقا، الأمر الذي تسبب في انخفاض أرقام التوزيع.

حماية المستقبل
وأضاف علم الدين أن هناك بعض الصحف تتجه للظهور أون لاين، في حين أنه لابد للحفاظ على مستقبل الصحافة الورقية في مصر، وأن تكون قادرة على المنافسة الناجحة، بتناول كواليس الخبر وتفاصيله واعتماد رؤية وصورة جديدة، وأسلوب يتناسب بما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي، والاستمرار في تناول الخبر بخلفيات مختلفة، ولغة تميل للتفسير والاستقصاء، وأسلوب أدبي يظهر شخصية الصحفي، إلى جانب الاهتمام بصحافة المعلومات بالاعتماد على البيانات والإنفوجرافات والمؤثرات المرئية التي تلعب دور فعّال في جذب القراء.

تفادي المصروفات
أوضحت الدكتورة ماجي الحلواني، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا، أن الصحافة الإلكترونية ووسائل الاتصال الحديثة، السبب الأساسي في تراجع أعداد توزيع الصحف الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أنه خلال التطور التكنولوجي اتجه القراء للسوشيال ميديا، كما اتجهت الصحافة للمواقع الإلكترونية لتفادي تكاليف الأوراق والأحبار، والاستحواذ على عدد كبير من جمهور السوشيال ميديا، مستبعدة اختفاء الصحافة الورقية.

الانتباه للخطر
أكد مجدي الحفناوي، مدير توزيع جريدة «المصري اليوم»، أن أزمة الصحف المطبوعة تكمن في أن العاملين بها ومسئولى مجالس إدارتها وتحريرها، لم ينتبهوا حتى الآن إلى الخطر الداهم الذي يهدد مستقبلها في مصر.

وأشار الحفناوي إلى أن توزيع الصحف انخفض بنسبة ٦٠٪ منذ ثورة يناير، والعامل الأساسى في ذلك اكتشاف القارئ لمدى التلاعب في محتواها، فضلًا عن تزايد انتشار التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية التي يستطيع القارئ أن يصل إليها باستخدام الموبايل المتواجد معه طوال الوقت، وبأسرع طريقة.

المصداقية
ويرى "الحفناوي" أن الحل الوحيد لاستمرار الجرائد الورقية لأطول فترة ممكنة هو المصداقية والبحث عن أنماط تحريرية جديدة تجذب اهتمام القارئ وتعيده إلى شراء الصحف مرة أخرى، متوقعا اختفاء الصحف الخاصة خلال 6 سنوات ما لم ينتبه صُنّاعها إلى الأزمة التي تواجهها.

ثقة القارئ
واختتم الحفناوي كلامه قائلا: "لابد أن نضع ثقة قارئ الصحف الورقية نصب أعيننا، بتنفيذ المحاور التي تساعد على تقنين الوضع مع القارئ، بالتمسك بالمصداقية، والاهتمام بما وراء الحدث، لأن الحدث تم رصده مصورا في مساء اليوم السابق لإصدار الصحيفة، فلن يشترى أحد الصحيفة الورقية وهو يعلم ما نشر بها بعد متابعته للمحتوى على المواقع والبرامج التليفزيونية، فلابد من تطوير المادة الإخبارية وأسلوب الكتابة".

وتابع: "منذ أكثر من ٢٠ عاما والمحتوى الإخبارى أسلوب واحد لم يتغير، كما أن أفضل الطرق لجذب القارئ الاهتمام بالقضايا التي تهمه، وعدم الانغماس في التفاصيل السياسية والاقتصادية، فضلا عن الاهتمام بالتحديث وتنويع الموضوعات".
الجريدة الرسمية