رئيس التحرير
عصام كامل

«أباحة للبيع» بـ4 جنيهات.. «هكذا تكلمت لا لوبا» تحصد المركز الأول في مسابقة المواهب بـ«قصص بورنو».. ووزارة الثقافة تخدش «حياء الإبداع» بطباعتها.. والكاتبة مفلسة


على غرار الإفيه الأشهر في السينما المصرية «بقولك إيه.. الفيلم قصة ولا مناظر» للزعيم الفنان عادل إمام، في فيلمه المنسى عام 1993، نطرح السؤال من جديد على وزارة الثقافة، المجموعة القصصية «هكذا تكلمت لا لوبا» إبداع ولا بورنو؟!


«هكذا تكلمت لا لوبا».. «بورنو»بـ 4 جنيهات
المجموعة القصصية «هكذا تكلمت لا لوبا» للكاتبة الشابة جيلان صلاح، تحتوى على 12 قصة قصيرة، لا تخلو واحدة منها من مشاهد جنسية مستفزة منفرة من الجنس نفسه، هذا النشاط الإنسانى الفطرى، فقصص المجموعة تنحصر في العلاقات الجنسية الشاذة ما بين نساء سحاقيات أو رجال شواذ.

ويبدو أن الكاتبة الحائزة على المركز الأول بمسابقة المواهب الأدبية، تناست بل لم تكلف نفسها عناء البحث عن السياق والحبكة الدرامية التي تسرد من خلاله مشكلات وأزمات شخصياتها، ربما هذا الأمر لا يشغل بال صاحبة المجموعة.

أما اللغة، فنجد أن الكاتبة أبدعت في استخدام أعتى قواميس الإباحية والألفاظ الجنسية البذيئة السوقية، التي تتفوق على ألفاظ "سائقى الميكروباصات وبلطجية المقاهى"، لتثبت بجدارة بأنها الأحق في الحصول على المركز الأول في خدش حياء «الإبداع».

وعُرف المجلس الأعلى للثقافة يقتضى بطباعة الأعمال الفائزة في مسابقاته، ليطرح «هكذا تكلمت لا لوبا» للجمهور بأربعة جنيهات فقط تحفيزا لقراءة هذا العمل المُثقل بكافة الألوان الاستفزازية والتي ليس من بينها «الإبداع».


الثقافة تكتب شهادة «وفاة الإبداع»
أقر الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، شهادة وفاة «الإبداع» بعد اعتماده نتيجة الفائزين بمسابقة المواهب الأدبية دورة الشاعر «عبد الرحمن الأبنودى»، والتي نظمتها لجنة الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات برئاسة الدكتورة فينوس فؤاد، وأمانة الدكتورة أمل الصبان بالمجلس الأعلى للثقافة، بمنتصف شهر مايو الماضى، لتحصد في فرع القصة القصيرة المجموعة القصصية «هكذا تكلمت لا لوبا» لجيلان صلاح على المركز الأول، وليس من الإنصاف أن نحمل الإبداع فوق طاقته، فالمجموعة القصصية أبعد ما تكون عن فوزها بجائزة ونشرها ضمن سلسلة المواهب الأدبية، والتي ستطرح خلال الأيام المقبلة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الثامنة والأربعين.

وأظن أن النمنم لا يعلم بمحتوى تلك المجموعة القصصية، واعتمد النتيجة بناء على ترشيحات رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات وأمين المجلس الأعلى للثقافة السابق، ظنا منه بثقليهما المعرفي والثقافي.

صاحبة «لا لوبا» مفلسة فكريا.. وليس كل ما يكتب إبداعا
«الكتاب يحتوى على مجموعة من القصص القصيرة تتميز بسلاسة الأسلوب وعمق الفكرة، كتاب ينم عن موهبة حقيقية تشق طريقها بقوة في مجال القصة القصيرة».. بتلك الكلمات وصفت إدارة تحرير السلسلة المجموعة القصصية «هكذا تكلمت لا لوبا».

وللإيضاح فإن تلك الكلمات مغايرة تماما لما جاء بين دفتى هذا العمل، ولا تمت للواقع بصلة، فالكاتبة لا تتميز ببراعة السرد، ولا تحظى بأدنى درجات الخيال، ولا تملك أفكارا لتعمقها.

فلا اعتراض على كسر التابوهات، فالكتابة الجريئة لا تُكتب بأقلام مقصوفة، والإبداع الروائى والقصصى لا شواطئ له، وأعتى النصوص الإبداعية الحقيقية خاضت معركة «الجنس» دون ارتعاش، بل أن غالبية الأدب العالمي تناولت الجنس بدرجات متفاوتة وصلت إلى حد الإباحية كما في كتابات هنري ميللر، وأيضا ما احتواه الأدب العربي المعاصر بدءا من نجيب محفوظ مرورا بإدوار الخراط ويوسف إدريس ويحيي حقي وإحسان عبد القدوس وكوليت خوري وليلي بعلبكي‏، فأعمالهم لم تخل من مشاهد جنسية صريحة‏، ولكنها كانت تخدم الفكرة والمضمون المطروح سواء كان سياسيا أو دينيا أو جنسيا واجتماعيا، فالأدب الحقيقى سيظل مرآة الواقع.
الجريدة الرسمية