2016 عام الأزمات بالمستشفيات الجامعية
واجهت المستشفيات الجامعية أزمة كبيرة في عام 2016، خاصة بعد ارتفاع أسعار الدولار وقرار تعويم الجنيه، مما أثر فى عدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية بهذه المستشفيات، وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة لإنتاج الأدوية وتوقف توريد الشركات للأدوية والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات الجامعية.
أبو الريش
واشتكى عدد من المواطنين الذين لجأوا للحصول على العلاج من مستشفى أبو الريش الجامعي التابع لجامعة القاهرة، من نقص في أدوية السكري، ما يجعل بعض الأطباء في المستشفى يطلبون منهم توفير تلك الأدوية لأبنائهم من الخارج، والذين يجدون فيه مشقة نتيجة ارتفاع أسعار بعضها، وعدم توافر بعضها الآخر، هذا بخلاف نقص في أدوية الأورام، وبعض التحاليل.
وكانت قائمة احتياجات ونواقص مستشفى أبو الريش الجامعي التي حصلت عليها "فيتو" تضم سبعة أنواع من الأدوية الخاصة بالصيدلية الداخلية وذلك لاحتياجات يوم واحد فقط، أما احتياجات الأقسام العامة بالمستشفى من المستهلكات، والتي تكفي لمدة شهر فضمت 11 نوعا من المعدات، فمن ضمن الأدوية الناقصة كان هناك "إينوهيب 1000 بالة" INNOHEP 10000 ANTI-XA IU-ML VIAL، وهو مضاد للتخثر، لفئة أمراض القلب والشرايين، و"فلاجيل" مطهر معوي قاتل للجراثيم، وكلوريد البوتاسيوم أمبول، وdopamine amp، وهيموكيون haemokion، للوقاية والعلاج لحالات النزيف.
أما عن احتياجات الأقسام العامة، التي يضعها المستشفى في قائمة التبرعات، فحدّث ولا حرج، حتى أبسط الأشياء التي من المفترض أن يحويها أي مستشفى، لم تتوافر بأبو الريش، فتجد في قائمة احتياجاتهم من المستهلكات لمدة شهر، شاش أربطة 7 سم و11 سم، وثلاثة آلاف من السرنجات 10، و5، و3 سم، بلاستر، و3 آلاف كانيولا صفراء مقاس 24، و400 جهاز وريد، ومشرط جراحي، وخافض لسان، وأنابيب L.H وCBC وغيرها.
وأرجع بعض منتجي الأدوية السبب في تفاقم أزمة نقص الأدوية إلى نقص الدولار وعدم تدبيره، فيما أعلن المركز المصري للحق في الدواء أسماء عدد من الأدوية والمستحضرات الناقصة في مستشفى أبو الريش الجامعي للأطفال، وهو من أكبر مستشفيات الأطفال في مصر، وكشف المركز عن معاناة المستشفى من عدم توافر أصناف الأدوية من أنواع «الديسفرال – ونوتروبيل».
ميزانية ضعيفة
وأكد مصدر داخل مستشفى أبو الريش أن المستشفى يعانى من عدم كفاية الميزانية المخصصة لها من قبل الجامعة، بالإضافة إلى انخفاض الدعم المخصص من الدولة لها، لذا فهى تقوم على التبرعات في المقام الأول، مضيفا أن دعم الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، برصد 10 ملايين جنيه تخصص لشراء أدوية ومستلزمات علاج مجاني لمستشفى أبو الريش لسد احتياجات المرضى، سيساعد إلى حد ما في توفير بعض الأدوية والمستلزمات الناقصة، ولكن لن يكفى دائمًا، فهو لوقت محدد فقط، ثم تعود الأزمة للتفاقم من جديد.
حافة الخطر
فيما أكد مصدر آخر أن المجلس الأعلى للجامعات سيرفع مذكرة عن احتياجات المستشفيات الجامعية إلى مجلس الوزراء خلال أيام، وكانت المستشفيات الجامعية أكدت أنها في حالة خطرة نتيجة تعرضها لنقص بعض الأدوية والمستلزمات الطبية، وتم عقد اجتماع بمسئولى المستشفيات الطبية وممثل عن الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ومسئول بالإدارة المركزية للدواء بوزارة الصحة لبحث الأزمة حيث إن الاحتياطي المتواجد بالمستشفيات الجامعية من مستلزمات طبية وأدوية لا يكفى أكثر من شهرين.
الدمرداش
وأكد مصدر مطلع بمستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس، أنه يوجد نقص شديد في عدة أنواع من الأدوية منها أدوية الصرع والتوحد والفشل الكلوى والعلاج الكيماوى بالنسبة لمرضى الأورام، بالإضافة إلى نقص في الخيوط الجراحية والتخدير والإبر الدقيقة وفلاتر الغسيل الكلوى والرئات الصناعية اللازمة لعمليات قلب الأطفال الذين يقل وزنهم عن 8 كيلو جرامات.
وأضاف أن المستشفى يعانى نقصا هائلا في أدوية الصرع، والأنسولين، وحقن الدوبامين التي تستخدم عند دخول مريض الفشل الكلوى في غيبوبة، بالإضافة إلى أدوية التوحد التي لا يوجد لها بديل نهائيًا.
ولفت إلى أن العلاج الكيميائى لمرضى الأورام به نقص شديد حيث إن هناك بعض العلاجات غير متوافرة إلا في السوق السوداء فقط، مشيرا إلى أن الدواء يباع بـ650 جنيها للجرام، وأن الجرعة الواحدة للمريض تتراوح مابين 10 جرامات إلى 15 جراما.
وتابع أن المستشفى تعانى من نقص في أدوية "الديباكين الخاص بمرضى الصرع وتيراتام 500 أقراص وتيراتام شراب، وتريليبتال 600 و300 وشراب أوكسليبتال شراب وايفالكس شراب وأتوموكس 10 و25 و40 جراما أقراص وايروكسول مرهم وزارلتو 15 و20 قرصا وسيركويل 200 جرام، وفوراديل ومفلونيد وسيكودال والبيومين بشري وكارينتول شراب وسومازينا حقن ومحلول".
أما بالنسبة لأدوية الأورام فيوجد نقص في "هالوكسان 1 جرام، وتاكسول 100 جرام، وساليدومد 100 جرام، وأوكسالبلاتين 100 جرام، وجيموتو 100 جرام، جميزار 200جرام، واليونتكسول".
إجراءات عاجلة
وكان رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وافق على اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة التي تضمن توفير كل احتياجات المستشفيات الجامعية (86 مستشفى على مستوى الجمهورية)، لما لها من دور محورى في تقديم الخدمات العلاجية والصحية للعديد من المرضى.
جاء ذلك خلال اجتماع وزارى برئاسة شريف إسماعيل، بحضور وزيرى التعليم العالى والصحة وعدد من ممثلى الجهات المعنية، لبحث توفير احتياجات المستشفيات الجامعية من الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتضمنت الإجراءات تكليف وزارة الصحة بتوفير احتياجات المستشفيات الجامعية من المحاليل الطبية والأدوية خلال أسبوع، وقيام الشركة المصرية لتجارة الأدوية بتوريد وتوزيع مشتقات الدم على جميع المستشفيات بما فيها الجامعية، وذلك بعد اعتماد مبلغ 31 مليون دولار من قبل البنك المركزى المصرى والترسية على إحدى الشركات لاستيراد وتوفير كافة الاحتياجات المطلوبة من مشتقات الدم.
كما تم إجراء ممارسة عامة لاستيراد أدوية الأورام على أن يتم توفيرها خلال فترة وجيزة، وتكليف وزارة الصحة بتوفير 65 ألف فلتر غسيل كلوى خلال أسبوع للمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى قيام وزارة الصحة بسداد 200 مليون جنيه لصالح وزارة التعليم العالى مقابل الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الجامعية لمرضى التأمين الصحى.