ما لم يقله الرئيس عن وزير الأوقاف !
كانت التوجيهات من الرئيس السيسي إلى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار-ووفقا لمصادر مؤكدة-واضحة جدا وهي أن يلعب الدعاة دورا مهما في الارتفاع والارتقاء بوعي الناس.. أن تكون خطبة الجمعة لها علاقة بمشكلات الناس المباشرة.. أن تساهم في حلها.. خصوصا المزمن منها.. الناس تحترم الدعاة ومن المؤكد أنهم سيتأثرون بهم.. فمن الضروري في رأي الرئيس السيسي أن نرشد خطبة الجمعة التي توقفت في أغلبها عند التهديد والوعيد لتساهم في الارتقاء بالمجتمعات وتنمية وعي أبنائها..
كانت رؤية الرئيس ترتكز على فكرة بسيطة جدا وهي أن تدرس الأوقاف المشكلات التي لم تحل في الأقاليم والمحافظات المختلفة فإن كانت في الصعيد النظرة للمرأة فلتكن الخطبة على ذلك.. إن كانت لمشكلات تجارية في بورسعيد فلتكن الخطبة هناك عن ذلك.. إن كانت لمشكلات حول توزيع المواريث في محافظة أو منطقة ما فلتكن حولها.. إن كانت في استقبال الغرباء والأجانب في المدن التي تستقبل الأجانب مثل الأقصر وأسوان فلتكن عنها.. وإن كانت في أماكن يحاول البعض فيها إشعال الفتنة الطائفية فلتكن الخطبة ضدها..
وإن كانت في أماكن تزداد فيها بعض العادات السيئة التي تخالف صحيح وأصل الدين كمنح القروض بالفوائد الباهظة أو كما يسمونه في بعض الريف في بعض قرى مصر بـ"الفايظ" فليكن التصدي لها بخطبة الجمعة.. أراد الرئيس إحداث قفزة في سلوكيات وعادات المصريين نحو الأفضل يلعب فيها الجامع دورا أساسيا..
اندفع وزير الأوقاف بحماس محمود يحسب له.. لكن ما لا يحمد منه ولا يحسب له هو أنه اعتقد أن الرئيس يريد خطبة موحدة ! وأنها مركزية ومكتوبة ! وصرح بذلك فور خروجه من اللقاء وأبلغ مديريات الأوقاف !
اندفع الكثيرون-كالعادة- يهاجمون الدولة واشتعلت المواقع كالعادة تفسر بالغباء المعهود لبعض نشطائها عن الدولة القمعية والتي تريد حتى مصادرة الخطبة ثم تفانين مدهشة عن القرار وأن الأمن يقف وراءها وأن الوزير يستجيب للأجهزة المختلفة وعندما اعترض الأزهر واعترض الوزير على اعتراض الأزهر قالوا إنه مسنود ولذلك يتحدى الإمام الأكبر وأنه وأنه وأنه إلى آخر الإنتاج المتخلف لآلة إعلام الشر ولم يكن أيا منها صحيح على الإطلاق لكنه كان نموذجا لما يطلق عليه فيسبوكيا "الهري" و"الفتي" !
تلك التفاصيل التي لم يقلها الرئيس أمس.. ولم يتكلم أحد عنها من قبل.. واكتفى الرئيس-بأدب بالغ- بإشارات عن اختزال تجديد الخطاب الديني وانحيازه الكامل له.. والذي يبدو أنه الأكثر حرصا عليه لإدراكه أنه أن انصلح حال وشكل الخطاب الديني ستنصلح أحوال وأمور عديدة وتبقى الكرة الآن-وهي موجودة بالمناسبة منذ أكثر من عامين-في ملعب المؤسسات الدينية الرسمية.. الأزهر والأوقاف !