رئيس التحرير
عصام كامل

أولياء الأمور يهزمون «الهلالي الشربيني» بالضربة القاضية «تقرير»


"الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها.. أعددْتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ"، هذه المقولة كُنا دائمًا نسمعها ونعتقد أنها توضح دور الأم في تربية أبنائها من سلوكيات وأخلاق حميدة، لكن في عام 2016 طُبقت هذه المقولة بشكل آخر عندما أصبحت الأم هي المدرسة التي تقوم بدور التربية وتعليم المناهج الدراسية، وذلك لإندثار التربية والتعليم في المدارس والقرارات التي صدرت من قِبل وزارة التربية والتعليم وعادت بالسلب على المنظومة التعليمية والتربوية بجميع أطرافها.

بدأ عام 2016 وتعالت أصوات الأمهات وأولياء الأمور جميعًا، ودشن أولياء الأمور حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتابعون كل قرارات الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وأطلقوا على عام 2016 عام "بلا وزير وبلا تعليم"، وأشهر ثلاثة حملات على "فيس بوك"، حملة "ثورة أمهات مصر" وتضم 39.460 عضوا، و"حملة منهجكم باطل" وتضم 176.026عضوا، وحملة "التعليم أمن قومي" وتضم 2.959 عضوا، ولذلك أصبح هذا العام عام أولياء الأمور، لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

قالت "عبير أحمد" مؤسسة وأدمن صفحة ثورة أمهات مصر إنهم أطلقوا الصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، في 17 مارس 2016، وذلك عندما ضاقت الدنيا في وجه أولياء الأمور وفقدانهم الأمل في تطوير التعليم وشعورهم بإرهاق أبنائهم في تعليم لا يلبى طموحاتهم وآمال المستقبل ولا يرسخ قيما ولا يبنى شخصية الأجيال التي تعتبر مستقبل مصر وسواعدها التي تنهض بها وتضعها في مصاف دول العالم المتقدم.

وأضافت عبير أن هدف ثورة أمهات مصر هو إطلاق الشرارة الأولى لأكبر حركة مجتمعية في التاريخ الحديث من أجل بناء أجيال المستقبل، وانضم لهم العديد من صفحات التواصل المهتمة بتطوير التعليم، ووصل عددهم نحو ٢ مليون ولي أمر وطالب بالمدارس المصرية بمختلف أنواعها ومن شتى محافظات مصر، وهدفهم الثاني تشكيل ملحمة تاريخية هدفها الأول والأساسى هو تحريك المياه الراكدة نحو التطوير والعمل من أجل تعليم يحمى المستقبل، ومن أجل إرادة حقيقية للتطوير من جميع فئات المجتمع.

وأردفت أنهم خلال الشهور الماضية اشتركوا بالعديد من الجولات والاجتماعات لمناقشة طلباتهم ومقتراحاتهم مع العديد من المسئولين والمعنيين بالتعليم، وقاموا بتنظيم العديد من المظاهرات الإلكترونية على جميع مواقع المسؤلين مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة التربية والتعليم والعديد من مواقع الفضائيات والمواقع الإلكترونية للصحف ووسائل الإعلام كبداية تعريف الجميع من نحن وماذا نريد،ونجحت الحملة نجاحا شديدا في وقت قصير، والتفت إليهم الجميع، وأصبحت صفحات أولياء الأمور عن التعليم حديث الساعة.

وأضافت أن الوزير أعلن يوم 1أبريل 2016، عن جلسة حوار مع أولياء الأمور لبحث طلباتهم، وقدموا أثناء جلسة الحوار مع الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم بعض الاقتراحات من أجل تحسين المنظومة التعليمية بشكل مؤقت لحين تطويرها بشكل كامل، وجاءت موافقة الوزير على كل الطلبات من أجل امتصاص الغضب، ولكن لم يحقق أي وعد من وعوده معهم، وبعدها ذهبوا إلى الدكتور طارق شوقى مستشار رئيس الجمهورية لتطوير التعليم، بعد إخلاف الوزير وعوده معهم، وقدموا له مذكرة مختصرة بمطالبهم وأنه يقوم بعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي.

قرار إلغاء الـ«ميدتيرم»
صدر قرار إلغاء الـ«ميدتيرم» واستبدالها بـ6 اختبارات، وكان وزير التربية والتعليم أصدر هذا القرار بدون مناقشة أو دراسة سابقة لصدوره، وأثار غضب أولياء الأمور، واستطاعت صفحات أولياء الأمور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن يضغطوا على التربية والتعليم وبعد الاستفتاء ألغت الوزارة قرار الـ«ميدتيرم».

الحوار الوطني
وحضر أدمن صفحات أولياء الأمور، أولى جلسات الحوار الوطني بالبرلمان في 8 نوفمبر 2016، داخل مجلس النواب، وذلك كان في حضور مستشار رئيس الجمهورية ووزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي وأعضاء لجنة التعليم بالبرلمان والعديد من الخبراء والمتخصصين والشخصيات العامة، ضمن الفعاليات التي دعى إليها رئيس الجمهورية، وحضروا المؤتمر المهم بالمجلس الأعلى للثقافة في ١٦ نوفمبر 2016، وذلك بحضور الأمين العام للمجلس الدكتورة أمل الصبان والدكتور فيكتور رزق الله عضو المجلس الاستشارى العلمى لرئيس الجمهورية من أجل رفع توصيات تطوير التعليم لرئيس الجمهورية.

مؤتمر تطوير وإصلاح التعليم
عقد مؤتمر تطوير وإصلاح التعليم بالمدينة التعليمية في السادس من أكتوبر، وذلك في يومي 21 و22 نوفمبر 2016، وكان تحت رعاية رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم وبتكليفات من رئيس الجمهورية، وكان لأدمن صفحات أولياء الأمور دور في المؤتمر، فكانوا ممثلين عن أولياء الأمور وتم تقديم مذكرة تشمل مشكلات وطلبات ومقترحات أولياء الأمور، وأعلنوا انساحبهم من المؤتمر قبل الجلسة الختامية اعتراضًا على تنظيم المؤتمر وتوصياته التي لا تلبي طموحات أولياء الأمور في التطوير الحقيقى للتعليم.

وأخيرًا، أشارت إلى أن هذه ليست فقط كل أعمالهم أو نهايتها، لكن تلك هي البداية، ومعها استطاع أولياء الأمور تحريك الرأي العام وانضمامه مع أطراف المنظومة التربوية.
الجريدة الرسمية