مونيكا حنا: «الكنيسة تدمر التراث القبطى بحسن نية»
وجهت الدكتورة مونيكا حنا، رئيس وحدة الآثار والتراث الحضاري بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، رسالة إلى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية، أكدت فيها أن الكنيسة القبطية كانت تهتم بالتراث القبطي بشكل كبير، وأنها الحافظ الأول للآثار القبطية قبل وزارة الآثار أو المنظمات الدولية، ولكن في غضون السنوات الماضية تم تدمير بعض الآثار القبطية على يد رهبان وقساوسة وأساقفة بحسن نية وبدون وعي من الكنيسة القبطية، بدافع رغبة بناء كنائس جديدة على أنقاض الآثار.
وقالت مونيكا حنا، على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": إن الآثار القبطية ليست فقط ملك الكنيسة القبطية، ولكن هي جزء من التراث الإنساني ملك العالم أجمع، ولهذا تدمير الكثير من هذه الكنائس الأثرية أو ترميمها بشكل خاطئ يعتبر جريمة في حق التراث الإنساني والأجيال القادمة، حتى لو بدافع جيد وهو إنشاء كنائس جديدة، مؤكدة أن النماذج كثيرة في العديد من الكنائس القبطية الأثرية والتاريخية، دافع التجديد وافتتاح الكنائس من جديد لا يضع في حسبانه القيمة الأثرية، والتراثية والتاريخية للمباني والوحدات المعمارية بداخل الكنيسة.
وأكدت مونيكا حنا، أنه تم هدم القلالي التاريخية بدير السريان بشكل خاطئ، برغم تحذير المتخصصين من وزارة الآثار ومن مركز الدارسات القبطية والأثريين الأجانب، وذلك بعد أن تم ترميم الحصن الأثري في السابق بشكل خاطئ، الأصل في الترميم هو الحفاظ على الشكل الأصلي للأثر، وليس إعادة بناءه وهو ما يدمر موثوقية الأثر مما يفقد الأثر قيمته التاريخية والتراثية. وكانت محاولات لترميم الكنيسة الأثرية والتي ترجع للقرن السادس الميلادي بالأسمنت وتم عمل محضر في النيابة من جانب وزارة الآثار، وعندما تكلمت البعثات الأثرية عن هذا العبث بالتراث من دافع خوفهم على التراث القبطي، تم منعهم من العمل بالدير.
كما أوضحت مونيكا حنا، أنه تم ترميم كنيسة أبو سرجة بشكل أضاع معمارها التاريخي، وذلك بهدم وإعادة بناء الحائط البحري، وتم إزالة المغطس الأثري الحجري الذي يرجع للقرن العاشر، فتم خلعه سرًا ليلًا وتغيبره بآخر حديث من الرخام، ثم تم حفر الحوائط الأثرية لتركيب وصلات كهربائية لتغيير الإضاءة وشاشات التليفزيون بدون علم وإشراف مهندسين كهرباء المنطقة الأثرية، مما يعرض الكنيسة الأثرية للخطر، كما تم صب أسمنت على تيجان الأعمدة الأثرية في مغارة العائلة المقدسة.
وتابعت: "هذان هم مثالان فقط من النماذج الفريدة من التراث القبطي الذي ورثناه عن أجدادنا، وللأسف سوف نسلمه بشكل أفقر تراثيًا للأجيال القادمة".
وطالبت البابا تواضروس، باتخاذ مواقف حازمة وحاكمة لمنع هذا العبث بالتراث القبطي، والذي نحن كلنا وكلاء عليه للأجيال القادمة والعالم أجمع.