رئيس التحرير
عصام كامل

«احتفالات القديسة كاترين» شهادة عملية على تسامح المصريين.. تبدأ بالقداس الإلهي وتنتهي بزفة رفاتها حول الكنيسة.. ترانيم ترجو حفظ الشعب والدولة على مر التاريخ


هنا من داخل دير سانت كاترين بين دقات أصوات الأجراس تعلو وتحلق روح القديسة كاترين في سماء الدير لتهب نسمات وروائح عطرة لا مثيل لها بين عشرات الرهبان والقساوسة، لتعلو الأصوات بالترانيم إلى عنان السماء، احتفالًا بذكرى استشهاد القديسة كاترين التي يحيي الرهبان عيد استشهادها كل عام لتخليد سيرتها والتيمن والاقتداء بها في الحياة الروحية وسط جمع غفير.


أصوات الأجراس تعلو وروح القديسة تحلق
"فيتو" تقضى أسبوعًا مع احتفالات القديسة كاترين داخل الدير الذي وفر جميع وسائل الراحة والإقامة للمدعوين، ولم ينس تقديم القهوة اليونانية المعتادة للحضور من المسلمين والمسيحيين على السواء، ليترجم الرهبان مدى المحبة والألفة بين الأديان وأبناء الوطن الواحد باحتفالية تحتضنها مدينة سانت كاترين، حيث تهب وتتعالى النسمات الروحانية.

الملائكة يحملون جسد شفيعة الدير لقمة الجبل
وقال الراهب جريجريوس السيناوى، راهب بدير سانت كاترين، في تصريحات لــ"فيتــو"، إن شفيعة الدير"الشهيدة كاترينا"، والتي ولدت واستشهدت في الإسكندرية وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جسدها الطاهر ويطيرون به ويضعونه على قمة جبل في سيناء وذهب الراهب إلى قمة الجبل مسرعًا فوجد الجسد الطاهر كما رآه في الرؤيا وكان يشع منه النور فحمله الراهب لكنيسة موسى النبى، ثم تم نقل الجثمان إلى كنيسة التجلى في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس وعرف باسم دير سانت كاترين.

الرموز المشتركة في السهرانية
واشترك في إقامة هذه السهرانية رؤساء ونواب عن كنائس أرثوذكسية من بطريركيات القدس والإسكندرية واليونان وقبرص وروسيا، وبحضور شخصيات دبلوماسية وعامة وحجاج من دول أرثوذكسية المذهب وبعض الجاليات والعائلات اليونانية المقيمة بالقاهرة، ومنهم سفير اليونان والقنصل اليونانى وسفير بلجيكا وإمام مسجد الوادى المقدس بمدينة سانت كاترين ولفيف من القيادات الأمنية بجنوب سيناء وأيضًا إخوة من البدو والمسلمين.

وكان من أجمل مظاهر هذا العيد والتي رصدتها عدســة "فيتو"، هي سيادة الروح الوطنية المبنية على المودة والمحبة بين المسلمين والمسيحيين سواء من الأهالي البدو أو الحضور من الجهات الأمنية والسيادية وبعض أهل العلم والفن في مصر والرهبان ورعية الدير التابعة للكنيسة السينائية، فتسود روح السعادة والتعاون والبهجة، بشعور نابع من روح مصرية أصيلة ذات طبيعة سمحاء.

رسالة الدير إلى المصريين
وعبر مسئولو الدير عن سعادتهم باهتمام الشعب والحكومة المصرية بهذا العيد، ليتقدموا بخالص بالامتنان والشكر لكل المساهمين في إنجاح الاحتفالية وخاصة كل الجهات الأمنية والموظفين المسلمين والمسيحيين المتحلين دائمًا بروح التعاون والتعاضد والمحبة التى لا يمكن وصفها بالكلمات، وتوجهوا إلى الخالق بالصلاة من أجل أن يــؤازر مصر والمصريين في مسيرتهم على مر التاريخ وأن يبعد عنهم كل مغرض ومفسد ومعتد.
الجريدة الرسمية