رئيس التحرير
عصام كامل

السحر والشعوذة يعودان للكرة المصرية.. الأرانب تنقذ شربين من الهزيمة أمام المنصورة.. التوءم يحارب الأشباح مع الزمالك.. غريب يدفع ثمن وصية الإنقاذ.. جاميكا سلاح استمرار الحضري


فتحت واقعة ذبح مسئولي نادي شربين الرياضي عددا من الأرانب على خط المرمى، قبيل انطلاق مباراة المنصورة ضمن مباريات القسم الثاني من الدوري المصرى، والتي انتهت بتعادل الفريقين 2/ 2، التاريخ الأسود للكرة المصرية مع ملف السحر والشعوذة، واستعانة بعض الأندية بأعمال الدجل لفك النحس.


وأكد الجهاز الفني لشربين بأن ذبح الأرانب جاء لفك النحس وإحراز الأهداف، بعد حالة من عدم التوفيق التي واجهتهم طوال الفترة الماضية، وتسببت الأرانب في عودتهم للمباراة رغم التأخر بهدفين نظيفين في أول 5 دقائق.



وتمتلك الكرة المصرية تاريخا حافلا مع وقائع السحر والشعوذة، حيث سبق أن اتهم مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، النادي الأهلي بالاعتماد على أعمال السحر والشعوذة خلال لقاءات الفريقين، وهو ما سخر منه ألتراس أهلاوي خلال حضورهم مران الفريق بلافتة مكتوب عليها: "الأعمال جاهزة وكله بالسحر يتفك"، وهتفوا للعفريت «جاميكا» الذي يروج رئيس الزمالك اعتماد الأهلي عليه في تحقيق الفوز للأهلي.

بلاش جاميكا
وكان رئيس نادي الزمالك قال إنه يتمنى مواجهة الأهلي في نهائى كأس مصر الموسم قبل الماضي "راجل لراجل" كما صرح، بعيدًا عن أشياء أخرى، قائلًا: "بلاش جاميكا يا فتحى يا مبروك"، في إشارة منه إلى السحر والمدير الفنى للنادي الأهلي وقتها. 

مطالب العفاريت
وكانت مصادر مقربة جدًا من شوقى غريب، المدير الفنى للمنتخب الوطنى السابق، والذي شدد على أنه تلقى تهديدات بالجملة بإفساد رحلته مع الفراعنة والإخفاق في الصعود لأمم أفريقيا 2015 حال عدم تنفيذ «مطالب العفاريت» التي جاء في مقدمتها ضرورة ذبح أكثر من عجل قبل مواجهات أفريقيا بشكل علنى، وهو ما رفضه شوقى غريب مدرب المنتخب الأسبق، بل امتد الأمر إلى زيارة أحد الشيوخ لشوقي غريب مدرب الفراعنة السابق لمطالبته بتنفيذ بعض الأمور السحرية مقابل مساعدته في تحقيق الفوز على السنغال وتونس في آخر جولتين بتصفيات أمم أفريقيا، وهو ما تحفظ عليه شوقى غريب الأمر الذي قاد في النهاية لخسارته، ما دفع البعض للحديث من جديد عن دور أحد السحرة في إفساد مهمة شوقى غريب مع المنتخب الوطنى.

الجن في خدمة المنتخب
يبقى التأكيد أن حسن شحاتة، المدير الفنى الأسبق للفراعنة -وفقًا لمصادر مقربة منه- أكد أنه كان على علاقة قوية بأحد مشايخ المغرب المعروف عنهم السحر والشعوذة، وشددت المصادر على أنه لعب دورا كبيرا في نجاحات المعلم مع الفراعنة، مستشهدًا بقيام أحد المشايخ الآخرين المقربين من حسن شحاتة بطلب تغيير أرقام بعض نجوم المنتخب الوطني كما حدث مع «أبو تريكة» الذي ارتدى أكثر من رقم خلال رحلته مع الفراعنة للتغلب على أعمال السحر التي تتم حياكتها لنجوم الفراعنة في هذا التوقيت.

وفي الوقت الذي كشف فيه سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة السابق، عن الدور الكبير الذي كان يلعبه بعض السحرة والمشعوذين في الدول الأفريقية مستشهدًا بأحد المشعوذين في إحدى البطولات الأفريقية الذي هدد بإفساد مسيرة المنتخب الوطنى مستغلًا «عفاريته»، بل عرض خدماته على الفراعنة مقابل تسهيل مهمة الفريق.

التوءم والعفاريت
فيما كان للتوءم حسام وإبراهيم حسن واقعة مشهورة وقت قيادتهما للزمالك، بعد أن أكدا اكتشافهما أعمال سفلية في غرفة ملابس ميت عقبة تتسبب في تراجع نتائج الفريق.

مطالب مالية خيالية
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن بعض المدربين بدءوا في الاتجاه إلى المشايخ لإنقاذ مسيرتهم مع بعض أندية الدوري الممتاز، خاصة بعد حملة الإقالات التي ضربت بعض مدربى الممتاز هذا العام، لكن تبقى المطالب المادية الخيالية التي يطلبها الدجالون وبعض الشيوخ لتحول دون تنفيذ مخططاتهم لإنقاذ مدربي الأندية من الطرد.

العفريت والسيلفي
وبالانتقال إلى عصام الحضرى، الحارس المخضرم، نجد أن اللاعب صاحب الـ42 عامًا بات أكثر لاعبى الكرة المصرية ارتباطًا بالدجل والشعوذة، بعد أن ردد أكثر من مسئول، وعلى رأسهم رئيس نادي الزمالك، أن الحضرى «يخاوي» أحد العفاريت لإنقاذ مرماه من أهداف المنافسين، وتم إطلاق اسم «جاميكا» على هذا العفريت، وهو ما أجبر الحضرى بعد ذلك على تصوير نفسه «سيلفي» مع بعض أصدقائه خلال محاولاته الكوميدية لترويض «عفاريته» كما زعم وقتها.

بل وصل الأمر إلى إعادة طرح الأمر من جديد بعد مباراة الزمالك والإسماعيلي والتي شهدت إهدار فرصة لا تضيع من مؤمن زكريا بالكرة التي ارتدت من قائم مرمى الحضرى في فرصة غير طبيعية أعادت ملف شعوذة الحضرى.

الساحر الأفريقي والمدرب
وبالانتقال إلى السحر في أفريقيا يؤكد عدد من مدربى المنتخب الوطنى السابقين أن الأمور تبدو مختلفة في البلدان الأفريقية التي تشهد اعترافا رسميا بالدور الكبير الذي يلعبه الساحر في مساعدة بلاده في البطولات القارية، مؤكدين أن الساحر الأفريقى تتم مساواته بالمدرب، وأحيانًا يتم تمييزه ماليا نظرًا للدور الكبير الذي يقوم به في مساعدة منتخب بلاده، مع تأكيد أن هذا الأمر يتوقف تمامًا في حالة صعود المنتخب لكأس العالم الذي يشهد توقف أعمال السحر نظرًا لإقامة المباريات خارج القارة الأفريقية التي يشتهر عدد كبير من دولها بالسحر والشعوذة.

مامي واتا
خرج علينا أحد خبراء الأنثروبولوجيا ويدعى أرنولد بانبورج؛ ليشير في دراسة أعدها عام 2008 حول كرة القدم الأفريقية والدجل إلى أن أقوى أشكال السحر في كرة القدم هو الاستعانة بإله مائي يدعى "مامي واتا" لحماية حارس المرمى ومنع دخول الكرات في شباكه.

وأوضح "بانبورج" أن أساليب التصدي لـ"السحر" أو وقف تأثيره متعددة، لكن أبرزها إلقاء حبة جوز الهند في الملعب، لأنه أكثر ما يحب أكله "مامي واتا"، على حد قوله. 

الدراسة التي أعدها خبير الأنثروبولوجيا، لم تكن الوحيدة التي حاولت الوقوف على مدى صحة ما يتم تداوله عن استخدام السحر في "المستطيل الأخضر"، فقد سبقه عالم الحيوانات ديسموند موريس عندما مسألة الدجل في كرة القدم الأوروبية في كتابه "The Soccer Tribe" الذي نشره عام 1981.

الأحذية والويسكي
وفي هذا الكتاب كشف "موريس" مختلف الطقوس مثل تقبيل عارضات المرمى أو فرك مقدمة الأحذية بمشروب الويسكي أو عدم الخروج من الملعب في آخر الصف. 

من جانبه أكد المدرب عادل عثمان، نجم الأهلي في السبعينيات، أنه كان لا يتوقع حقيقة وجود سحر في الملاعب، إلا أنه اكتشف، خلال عمله بالقارة السمراء، أنه لا يوجد فريق في أفريقيا لا يلجأ لأعمال السحر والشعوذة، موضحا أن لكل فريق ساحر خاص به.

ضياع الفرص بغرابة شديدة
وكشف "عثمان"، الذي عمل مدربا في الجابون والكونغو لأكثر من عشر سنوات، أنه تأكد من وجود تلك الأعمال الشيطانية، والتي كان لها تأثير سلبي على الأداء والنتيجة متمثلا في "الرعونة" وعدم التركيز بالملعب، لافتا النظر إلى أنه أثناء فترة توليه فريق "سانجا باليندا" الكونغولي تعرض الفريق للخسارة بهدف دون رد بفضل أعمال السحر، خاصة أن الفريق المنافس ضعيف وكان يحتل المركز الأخير في الدوري، فضلًا عن امتلاك فريقه الكرة طوال المباراة وضياع العديد من الفرص أمام المرمي بغرابة شديدة وفي الوقت الذي كان فيه فريقه حقق سبعة انتصارات متتالية على أندية كبيرة، مستواها الفني أكبر بكثير من هذا الفريق، وفقا لقوله. 

وأشار المدير الفني السابق لنادي سانجا باليندا الكونغولي إلى أن تلك الأعمال تعطل وتقف حجر عثرة أمام الاجتهادات للمدربين واللاعبين.

المثير في الأمر أن "عثمان" كشف لـ"فيتو" أن إدارة النادي الكونغولي الذي كان يتولى تدريبه رفضت استقطاب ساحر للعمل مع الفريق أسوة بالأندية الأخرى لتمسكها بالتعاليم الدينية، على حد قوله، والاهتمام بعقود اللاعبين والتدريبات من ناحية أخرى دون تحمل تكاليف إضافية لتلك الأعمال غير الصحيحة.
الجريدة الرسمية