النساء تعول رجال الدين في إسرائيل.. معدلات الفقر تكشف أكذوبة الدولة العظيمة.. تسول أمام الكافيهات.. ترشيد الاستحمام لتوفير النفقات.. وآلاف المسنين يعيشون بلا مصدر دخل
تدعي إسرائيل الريادة في كل شيء وتزيد أن مواطنيها يتمتعون برغادة العيش إلى جانب الديمقراطية مقارنة بجيرانها في منطقة الشرق الأوسط، لكن الواقع في دولة الاحتلال مرير ويتجلى في الإهمال الشديد من جانب الدولة لطائفة اليهود المتدينين "الحريديم" الذين يعانون من الفقر المدقع، ويدفعون النساء للتسول والعمل للتكفل بالنفقات الأسرية.
ويصنف أكثر من نصف السكان اليهود المتدينين في إسرائيل بأنهم فقراء، حتى عام 2014، كان 60% من اليهود المتدينين (الحاريديين) في إسرائيل تقريبًا يعرّفون فقراء وفقًا لمؤشّر الفقر الإسرائيلي. وقد تجاوزوا بذلك أيضًا عرب إسرائيل، وأصبحوا الجمهور الأفقر في إسرائيل.
أسباب الفقر
وتقول التقارير الإسرائيلية إن أسباب فقر الحاريديين متنوعة. فمتوسط عدد الأطفال في الوسط اليهودي الحاريدي هو 4.7 أطفال للأسرة الواحدة، مقابل 2.3 أطفال بالمتوسط للأسرة اليهودية العلمانية. معدّل حاملي اللقب الأول في المجتمع الحاريدي حتى سن 45 عاما هو نحو 10% فقط، مقابل معدل نسبته نحو 35% في أوساط سائر المجتمع اليهودي في إسرائيل.
عبء المعيشة
بالإضافة إلى ذلك، فمن المعتاد في المجتمع الحاريدي ألا يعمل الرجل لأنه يتعلم الدراسات الدينية في المعاهد الدينية، ولذلك ففي الكثير من الأحيان تتحمل المرأة، التي تحرص أيضًا على احتياجات المنزل والأطفال، وحدها عبء المعيشة.
من المعتاد أيضًا أن أهل الأسرة الحاريدية يساعدون أطفالهم في تمويل الزفاف وشراء الشقة الأولى أيضًا. ويحصلون على قروض مالية كثيرة ويصرفون قليلا مقارنة بكافة السكان في إسرائيل.
ووجد أن النساء الحاريديات أقل تفاؤلا من الرجال في كل ما يتعلق بمستقبلهن الاقتصادي.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية أعدت تقريرًا حول معيشة المسنين الفقراء في إسرائيل، ورد أن الآلاف منهم يعيشون بلا مصدر دخل، ويواجهون واقعًا صعبًا من خلال الاعتماد على المعاش البسيط الذي تقدمه لهم مؤسسة الضمان الاجتماعي. ويزداد وضعهم خطورة خلال فصل الشتاء، إذ لا يمتلكون المال اللازم لدفع ثمن التدفئة أو شراء الأغطية والأدوية.
الترشيد في الاستحمام
وبسبب حالة الفقر، وارتفاع الأسعار، يلجأ بعض المسنين في إسرائيل إلى الاقتصاد في الاستحمام، لتوفير المال اللازم للمعيشة.
التسول أمام الكافيهات
وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن بعض الفقراء، خصوصًا المسنين، يتجمعون أسفل مقار دور السينما والأماكن الترفيهية للحصول على الطعام.
الأطفال جائعون
وأكدت الإحصاءات أن الأطفال في الطوائف الحريدية يتضورون جوعًا نتيجة الفقر. وقال نحو 50% من الآباء إن أطفالهم اضطروا إلى البقاء يومًا كاملًا من دون طعام بسبب الفقر، ومنهم من يضطرون إلى السرقة.