رئيس التحرير
عصام كامل

السلفيون يضعون كامل إمكاناتهم فى خدمة إسرائيل


تساءل البعض عن مبرر الغضبة السلفية الأخيرة ضد المسلمين الشيعة وضد إيران على وجه الخصوص، والتى تمثلت فى رفض السياحة الإيرانية للأراضى المصرية (المقدسة) التى لا يجوز وطؤها إلا من الصهاينة وسياح المتعة العرب!!.


السبب وراء هذه الغضبة معروف إلا أن صحافتنا ووسائل إعلامنا تلزم الصمت خوفا من افتراسها بالأنياب الوهابية المقدسة، بينما هى تقيم الموالد والأعراس احتفاء بغضاريس وتخاريف عبد الله النفيسى أو ياسر برهامى الذى أعلن أن (الشيعة قتلوا مليون سنى فى البصرة من أجل تشييعها)، ولو كان هذا صحيحا فأين كان الأخ برهامى ولماذا سكت؟ ألا يعد هذا تواطؤا بالصمت؟!

نعيدكم إلى ما ذكره "سيمور هيرش" قبل بضعة أعوام عن خطة بندر بن سلطان لإحياء الصراع المذهبى فى المنطقة حيث قال ما حرفه: "لا زال السعوديون ينظرون للعالم من خلال الإمبراطورية العثمانية عندما كان السنة يحكمون، والشيعة فى أسفل الدرجات" و"أنهم يملكون وسائل تمويل ضخمة، وعلاقات قوية بالإخوان المسلمين والسلفيين المتشددين، السنة الذين يعتبرون الشيعة مرتدين، فى المرة الأخيرة التى شكلت فيها إيران تهديدا، تمكن السعوديون من تحريك أسوأ أشكال الإسلاميين الراديكاليين".

كما نقل تقرير "سيمور هيرش" عن بندر بن سلطان: "أكدوا للبيت الأبيض أنهم سيراقبون المتطرفين عن كثب، كانت رسالتهم: خلقنا هذا التحرك، ونستطيع التحكم به. ليس الأمر أننا لا نريد أن يرمى السلفيون القنابل؛ إن الأمر يتعلق بالجهة التى يرمونها بها ـ حزب الله، مقتدى الصدر، إيران، والسوريون أيضا إذا استمروا بالعمل مع حزب الله وإيران".

وبالأمس فقط 5/ 4/ 2013 نشرت جريدة المصرى اليوم خلاصة لمؤتمر هرتزيليا الصهيونى الذى انتهى إلى (ضرورة تكريس الصراع السنى - الشيعى من خلال السعى فى تشكيل محور سنى من دول المنطقة، أساسه دول الخليج ومصر وتركيا والأردن، ليكون حليفا لإسرائيل والولايات المتحدة، فى مقابل «محور الشر» الذى تقوده إيران، الذى سيكون بحسب التقسيم الإسرائيلى، محورا للشيعة).

لا يحتاج المرء لعبقرية ولا اجتهاد لمعرفة من يحرك تلك العناصر ومن يدفعها لعقد تلك المؤتمرات تنفيذا لتلك المؤامرات التى رسمت معالمها وتفاصيلها فى دهاليز البيت الأبيض وأقبية المخابرات دفاعا عن الكيان الصهيونى وأملا فى منع وقوع المحتوم المتمثل فى سقوط تلك المشيخات الأسروية الكسروية النفطية التى انتهى عمرها الافتراضى والفعلى منذ مئات السنين.
الجريدة الرسمية