«الأدوية المغشوشة» موت الغلابة على يد معدومي الضمير.. إصابة طفل بالصرع وارتشاح في المخ بسبب علاج «مضروب».. وجنح المحلة تعاقب مدير مستشفى وممرضة وأمين مخزن بالحبس

أصدر رئيس محكمة جنح أول المحلة الجزئية، اليوم الأربعاء، قرارًا بحبس مدير مستشفى وممرضة وأمين مخزن الأدوية سنة و6 أشهر في القضية رقم 2160 جنح لسنة 2016 أول المحلة، لقيام المتهمين الثلاث بعرض عقاقير طبية مغشوشة وإعطائها لطفل في أثناء إجراء عملية جراحية، فضلا عن فتح صيدلية بدون ترخيص وتعيين شخص لا يحمل شهادة مهنة صيدلي ويعمل أمين مخازن لبيع تلك الأدوية المغشوشة.

توقف النبض
كانت البداية عندما تلقى العميد طارق عطوية مأمور قسم أول المحلة، بلاغًا من "زين العابدين مسعد عبد المطلب"، بفيد بإصابة نجله زياد بعاهة مستديمة ودخوله في غيبوبة وتوقف نبض القلب لمدة 10 دقائق داخل أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بنطاق دائرة أول المحلة.

وذلك نتيجة قيام الممرضة بإعطائه عقارا مغشوشا دون بيانات ما تسبب له في تشنجات نتج عنها ما سبق وقام باتهام كل من "مروة. ع. ا" ممرضة، "محمد. إ. ح" مدير المستشفى، و"محمود.ع.ا.م" مدير المخازن مدير صيدلية المستشفى.

وعلى الفور تم تشكيل فريق من البحث الجنائي بقيادة العقيد محمد عمارة رئيس فرع البحث الجنائي بالمحلة وسمنود والرائد حسن أبو المجد رئيس مباحث أول المحلة ومعاونيه النقيب إبراهيم بسيوني، وأفراد من الشرطة السرية؛ لمعرفة ملابسات الواقعة، وذلك بالتنسيق مع الإدارة الصحية التابعة لدائرة المحلة.

وتبين من تحريات البحث الجنائي بعد تعيين أفراد الشرطة السرية، دخول الطفل المجني عليه المستشفى بتاريخ 2/ 2/ 2015 لإجراء عملية استئصال اللوزتين وعقب إجراء العملية الجراحية، قامت المتهمة الأولى "مروة" بحقنه بأمبول حصلت عليه من الصيدلية الكائنة داخل المستشفى، والذي قام المتهم الثالث "محمود" بصرفه لها، بعد أن أكد لها أنه مياه مستوردة فقامت بحقنه للطفل وهو ما نتج عنه عاهة مستديمة.

وأضافت التحريات السرية، قيام المتهم الثالث بالدخول إلى غرفة الطفل عقب نقله إلى العناية المركزة لأخذ فارغ الأمبول من سلة المهملات الموجودة، وتم التأكد من أنهما مسئولان عن إصابة المجني عليه عن طريق الإهمال والخطأ وأن الطبيب لم يكن على علم بما حدث.

ارتشاح المخ
وأوضح تقرير الطب الشرعي، أنه بعد خروج الطفل من غرفة العمليات، قامت الممرضة بإعطائه العلاج، وحقنته بأمبول مجهول الاسم ما نتج عنه إصابة الطفل بصدمة حساسية ودخوله في غيبوبة أدت إلى نقله إلى غرفة العناية المركزة، وقام الأطباء المعالجون بصدمة كهربائيا مع وضعه على جهاز التنفس القلبي الرئوي الصناعي، حتى انتظمت ضربات القلب والتنفس بعد ساعتين، ما نتج عن ذلك إصابته بارتشاح بالمخ ونوبات صرعية وهو ما يعتبر عاهة مستديمة تقدر بنحو 25 %.

وحكمت المحكمة حضوريا على المتهمين الأول والثاني وغيابيا على المتهم الثالث، بحبس كل من الأول والثالث سنة مع الشغل وكفالة 500 جنيه لإيقاف التنفيذ مؤقتا وغرامة 300 جنيه وألزمتهما بالمصاريف الجنائية، كما حكمت بحبس المتهم الثاني مع الشغل وكفالة 200 جنيه إيقاف التنفيذ مؤقتا وتغريمه 10 ألف جنيه بالبند الثاني وحبس سنه مع الشغل وكفالة 200 جنيه لإيقاف التنفيذ مؤقتا وغرامة 5 آلاف جنيه وذلك عن الاتهام المسندة إليه.