رئيس التحرير
عصام كامل

معنى الفيتو الروسي الصيني ضد «القرار» المصري !


مشروع قرار بمجلس الأمن تقدمت به كل من مصر وإسبانيا ونيوزيلندا.. رفضته روسيا والصين.. المشروع يقضي بوقف القتال في حلب لمدة أسبوع باستثناء "داعش" وجبهة النصرة وإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة.. فكرة مشروع القرار الثلاثي قديمة من أكتوبر الماضي وتدور أساسًا حول إنقاذ السكان وإدخال المساعدات.. وكان مشروع القرار ينص على هدنة لمدة عشرة أيام تم اقتصارها على أسبوع للحصول على موافقة روسيا، وبالتالي فتأكيد "تشوركين" المندوب الروسي بمجلس الأمن أن روسيا رفضت القرار لعدم للتصويت عليه قبل مناقشة مستفيضه له غير صحيح والحقيقة جاءت على لسان وزير الخارجية الروسي "لافروف" نفسه الذي أكد أن روسيا لن توافق على أي قرارات بمجلس الأمن قبل المفاوضات الروسية الأمريكية التي يرى أنها قد تنتهي بخروج الإرهابيين من حلب وستؤيد روسيا بموافقة أمريكية أي عمليات عسكرية على من سيرفض الخروج !


تصريحات لافروف تؤكد أيضًا الاطلاع على المشروع المصري الإسباني النيوزلندي قبل مناقشته وربما ناقشه ممثلــو مصر وروسيا والصين في جلسة خاصة، بل إن بيانًا للخارجية المصرية يلتمس العذر للـ«فيتو» الروسي في سابقة فريدة.. لكن الأهم هو الإصرار الروسي على استسلام المسلحين وهو مطلب لا تختلف مصر حوله بدليل استثناء النصرة وداعش من وقف العمليات المسلحة، لكن يبرز السؤال هنا: لماذا تقدمت مصر بالمشروع وهي متأكدة من رفضه؟

الإجابة أكدتها الخارجية المصرية على صفحتها الفسيبوكية من التأكيــد أنهــا تقدمت بالمشروع إرضاءً لعدد من الدول والمقصود بالطبع المجموعة العربية التي اعتبرت منذ البداية أن مصر تمثلها بمجلس الأمن!

هنا مصر استجابت لمطلب المجموعة العربية دون أن يتحقق الهدف منه وهو وقف القتال في سوريا في ظل انتصارات كبيرة ومهمة يحققها الجيش السوري..

يتبقى الموقف الصيني الحاسم بالفيتو ضد مشروع القرار وهو ما يعني إصرار الصين على الوجود بقوة في الأزمة السورية وتأكيد تحالفها في الأزمة مع روسيا وتأكيدها ثالثًا الاختلاف مع سياسات الغرب والولايات المتحدة وتأكيدها رابعًا الاشتباك السياسي مع القضايا الدولية والتعامل معها والتخلي عن اكتفائها بالفرجة التي طالت بعض الشيء !

لماذا الإصرار على استسلام المسلحين؟ ولماذا تصر أمريكا وبريطانيا ودول عربية على حمايتهم حتى آخر لحظة؟ هل هو إصـــرار على حماية إرهابيين مجرميـــن فقط؟ أم أن الأمر أخطر من ذلك وهناك ضباط أجانب من جنسيات مختلفة داخل الحصار ومطلوب إنقاذهم بأي طريقة؟ هل بينهم سعوديون ؟ هل بينهم قطريون ؟ بل هل بينهم بريطانيون وفرنسيون ؟ بل ربما بينهم إسرائيليون وهنا يكون من المفيد الاستسلام الكامل للإرهابيين أو قتلهم جميعًا وفي الحالتين سيتيسر معرفة جنسياتهم !

شكرًا لسامح شكري ورجاله.. يبدو عملهم متناقضًا لكنه يبدو هكذا فقط عند أصحاب الذكاء المتواضع والمحدود !
الجريدة الرسمية