رئيس التحرير
عصام كامل

ما قالته دموع محمد صبحي في وداع زوجته ( تقرير مصور)


غابت شمسك عن سمائي يا حبيبتي، فأظلم كوني بفراقك وتوقف وعيي عن ما يدور حولي، فلا أشعر إلا بحرارة دموعى جارية على وجهى، وجمع من الناس يسوقوننى خلف جسدك المتواري داخل نعشه.


 

كفوف تربت على كتفي، وكلمات مواساة تملأ أذني، ونظرات حزن وإشفاق تحيطني، ولكني لا أعي من ذلك شيئا فأنا معلق تماما بذلك النعش الطافي فوق تلك الحشود المهرولة باتجاه المسجد لإداء صلاة الجنازة عليك يا حبيبتى وعلى ما قد مات منى بموتك.

 

تجمدت يداي في كفوف أحبابي، أتشبث بهم طالبا الأمان من شبح الوحدة الذي يطاردنى ساعة لفظت آخر أنفاسك، وأميل عليهم بحزني وفاقتى، علهم يحملون عنى حملي الثقيل قبل أن يدك ظهري.

 

رفيقة عمري، لا أدري ماذا أقول فالكلمات لا تصف ما بداخلي، ولا تعبر عن ما يقاسيه قلبي برحيلك، ولا تجيب عن السؤال الشاخص أمام عيني كعدوي "كيف سأقضي باقي عمري دونك ودون روحي التي غادرتنى معك؟".

 

للحظة أغيب عن ما يحيط بي وتسيطر على أمنية أخيرة، ليت الزمان يعود يوما واحدا فأرشف معك مزيدا من الذكريات، وأعدك أن أفرش لها عقلي وقلبي مسكنا أبديا ترقد فيه منعمة، فدونك لن يبق لي ما يؤنسني غيرها.

 

"الله أكبر"، امنحنى يا ألله القوة حتى أتم الصلاة، وألهمنى دعوة تلقى قبولك فترحم بها وجه حبيبتى، وتشملها بعفوك ومغفرتك، وأقسم لها بكرمك قدر حبي نعيما أبديا في جنتك.

 

إلى اللقاء يا رفيقة عمري، بيدي أحملك لآخرة مرة، وأسكنك قبرا بلل ترابه دمعى وأضاءت أركانه حرقة قلبي، أعدك يا حبيبتى لن نتركك وحدك، ولن ننقطع عن زيارتك، ولا تخافي يا رفيقتى ستؤنسك دعواتنا وستجد تلاوتنا للقرآن سبيلها إليكِ دائما. 

 
الجريدة الرسمية