رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات الاتحادات الطلابية ممنوعة في «الأزهر».. قيادات الجامعة يفكرون في «التعيين» لضمان عدم سيطرة الجماعة.. «جيل النصر المنشود» تهيمن على الأنشطة.. والأمن الإدارى: الإر


طوال 3 سنوات مضت، عطلت جامعة الأزهر انتخابات الاتحادات الطلابية بجميع الكليات، لاسيما بعد أن شهد الحرم الجامعي الأزهري أعمال عنف وشغب من قبل الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان –المصنفة إرهابية – منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حتى أصبحت جامعة الأزهر الجامعة الوحيدة في مصر التي عطل فيها إجراء الانتخابات لفترة طويلة. 


طلاب الإخوان
فاز طلاب الإخوان في آخر انتخابات أجريت بالجامعة 2012/ 2013، وسيطروا على جميع مفاصل الاتحادات الطلابية بالجامعة والكليات، وتولى أحمد البقرى، المنتمي لجماعة الإخوان، والموجود حاليًا في قطر، منصب رئيس اتحاد طلاب الأزهر.


وفى العام الجامعى 2013\2014 تحول الحرم الجامعى بجامعة الأزهر بمدينة نصر - بفرعيه "البنين والبنات"- إلى ساحة للاقتتال بين الطلاب المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الشرطة المكلفة بحماية الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والعمال، ما أدى إلى وقوع إصابات كثيرة من الطرفين.


عودة الأنشطة
ورغم عودة جميع الأنشطة وانتخابات الاتحادات الطلابية لغالبية الجامعات، فإن جامعة الأزهر تعتبر أنها ليست في حاجة إلى الانتخابات، خاصة أن الحرم الجامعي يشهد حالة من الهدوء التام منذ ما يقرب من عامين، بعد أن توقفت أعمال الشغب بداخله، واختفاء تظاهرات طلاب الإخوان على الساحة، كما هو الحال أيضًا في المدينة الجامعية للبنين بمدينة نصر.


ويعود توقف الأنشطة والاتحادات الطلابية داخل جامعة الأزهر إلى الخوف في الأساس من طلاب جماعة الإخوان عبر أسرة جيل "النصر المنشود"، التي تعتبر حتى الآن من أقوى الأسر داخل حُرم الجامعات المصرية دون منازع، إن لم تكن أقواها على الإطلاق.


وتخشى جامعة الأزهر، من إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية، ومن ثم سيطرة طلاب جماعة الإخوان عليها بالجامعة والكليات، وعودتهم للمشهد مرة أخرى، ومن ثم الانتقام من إدارة الجامعة أو تأليب الطلاب عليها، وإقناعهم بتنظيم تظاهرات داخل الحرم الجامعى، ردا على عقوبات الفصل والحبس التي تعرضوا لها خلال العام الجامعى 2013\2014 إبان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.


خرابات الجامعة
تجدر الإشارة هنا إلى أن عدم إجراء جامعة الأزهر الانتخابات الطلابية، ترتب عليه وجود الكثير من الكليات بحرم مدينة نصر، غير مؤهلة للعملية الدراسية تماما، وافتقار الكليات للكثير من الخدمات المقدمة للطلاب، وكل ذلك يعتبر من أساسيات عمل الاتحادات الطلابية، كما هو الحال في كليات التجارة والدعوة الإسلامية والدراسات الإسلامية والتربية الرياضية والتربية، التي لا يوجد بمعظمها مقاعد للدراسة حتى الآن، وجود أماكن ليس بها تهوية، خاصة أنه لا يوجد من يوصل صوت الطلاب لرئاسة الجامعة.


محافل دولية
كما ترتب على عدم إجراء أي انتخابات للاتحادات الطلابية داخل جامعة الأزهر، عدم تمثيلها في المحافل والمؤتمرات المحلية والدولية، بعد أن فقدت مكانها في اتحاد طلاب مصر، لخلو منصب رئيس اتحاد الطلاب.


مصادر بالأمن الإدارى بجامعة الأزهر، أكدت أن إدارة الجامعة وردت إليها معلومات حول نية طلاب الإخوان الدفع بالصف الثانى لها، حال إجراء انتخابات اتحاد الطلاب، وأن الطلاب الذين ستدفع بهم جماعة الإخوان حال إجراء الانتخابات غير معروفين لأي جهة، ولا يظهر عليهم انتماؤهم للجماعة، وفى الوقت ذاته يتمتعون بشعبية جارفة داخل الحرم الجامعى.


ولفتت المصادر إلى أن جامعة الأزهر تتخوف الآن من إجراء انتخابات الاتحاد الطلابية لعدم سيطرة طلاب الإخوان عليها، خاصة وأنه لا يوجد فصيل سياسي قوى بالجامعة يتمكن من مواجهتهم.


وأشارت إلى أن الأوضاع إذا استمرت على هذا الحال قريبا، من عدم وجود فصيل طلابي قوى داخل الحرم الجامعى، ستضطر جامعة الأزهر لتعيين اتحادات طلابية بالكليات، ضمانا لعدم سيطرة طلاب الإخوان عليها.


إجراء الانتخابات
في ذات السياق، توقع الدكتور أحمد حسنى، نائب رئيس جامعة الأزهر، إجراء انتخابات اتحادات الطلاب بالجامعة في الفصل الدراسى الثانى، مشيرا - في الوقت ذاته- إلى أن الحرم الجامعي يشهد الآن حالة من الهدوء التام، ومرت السنوات الماضية دون إجراء انتخابات داخل الجامعة، حسب قوله.
الجريدة الرسمية