رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. جثة على باب كل مستشفى.. «درويش» لفظ أنفاسه الأخيرة على كرسي متحرك ببورسعيد.. و«إمبابة» تلقي متوفا وسط القمامة.. والتأمين الصحي بمدينة نصر تترك جثمان «عواد» في ال


«أقسم بالله العظيم، أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال؛ باذلا وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عورتهم وأكتم سرهم، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، للصالح والخاطئ، والصديق والعدو، وأن أثابر على طلب العلم، أسخره لنفع الإنسان، لا لأذاه».. لم تأت هذه الكلمات ببال الطبيب الذي أقسم بها عقب تخرجه، حينما قرر إهمال مريضه، بعدما تجردت إنسانيته من مظاهر الرحمة، وتركه يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام المستشفى.


على كرسي متحرك

«أنور مصطفى درويش» جثة ملقاة على كرسي متحرك، أمام بوابة قسم الاستقبال، لمستشفى بورسعيد العام، تخلى عنها أطباء وممرضو المستشفى، وطردوه، بعد أن اتجه إليهم، بالأمس؛ لمحاولة إسعافه، بل لم يقف الأمر عند حد الطرد، بل وجهوا له الإهانات قبل وفاته، ومن ثم وضعوه على الكرسي المتحرك، بجوار المستشفى؛ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ما دفع الأهالي لالتقاط صور للجثة، وإرسالها إلى وكيل وزارة الصحة ببورسعيد، الدكتور عادل تعيلب، الذي تلقى صورة الجثة على هاتفه المحمول اليوم، أثناء اجتماعه مع وزير الصحة في القاهرة، وتم تحرير محضر بالواقعة.

فيما أنكر مدير مستشفى بورسعيد العام، الدكتور شريف أبو جندي الواقعة، قائلا: «إن الصور لمريض كان يتردد على المستشفى منذ أسبوع، وتلقى علاجه، ثم خرج، وجاء اليوم للمستشفى ميتا». لكن «أبو جندي» لم يوضح ملابسات خروج الجثة من المستشفى إلى الشارع.

وسط القمامة

وضمت القائمة جثة أخرى، ألقاها المسئولون بمستشفى إمبابة بالجيزة وسط القمامة، بالحديقة الخاصة بالمستشفى، في أغسطس 2015، فبعد تدهور حالة المريض الصحية، إثر إعياء تام وفقدان للوعي، قام المسئولون بالتخلص منه، ورميه أمام المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في القمامة.

ومن جانبه، أكد عبد الله سيد، أحد شهود العيان: إن أمن المستشفى ألقى بالمريض؛ لأنه لا يمتلك أية أموال؛ للإنفاق على علاجه، وقضى أياما طويلة داخل المستشفى، ولم يجد من يسأل عنه، موضحا أن أمن المستشفى ألقى بالمريض، وهو في حالة سيئة، ومات بعدها بساعة تقريبا، وسط القمامة.

وتجمع عدد من أهالي المنطقة حول المستشفى، منددين بما حدث، وقام بعض أهالي الخير بأخذ المتوفى، ومحاولة إيجاد كفن له؛ تمهيدا لدفنه، كل ذلك حدث على مرأى ومسمع من أمن المستشفى.


تغطية الجثة


كما مرت 8 ساعات، ظل خلالها جثمان «مصطفى عواد» في الشارع، أمام مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، بعد أن لقي مصرعه في أغسطس 2014، حيث وجده العاملون والأطباء على الأرض، رغم أنه كان قبلها في الدور التاسع، بوحدة «زرع الكلى» بمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر.

وأشار أحد الأطباء بالمستشفى وأحد شهود العيان: «إن المريض كان مصابا بارتفاع شديد في درجة الحرارة، والمستشفى استقبلت حالته في اليوم السابق، وتم احتجازه للاطمئنان على صحته، لكننا فوجئنا بجثمانه أسفل مبنى المستشفى، وظل جثمانه موجودا لمدة وصلت إلى 8 ساعات، بعلم من إدارة المستشفى، التي اكتفت بتغطية الجثة فقط».
الجريدة الرسمية