رئيس التحرير
عصام كامل

مواجهة بين القاهرة وموسكو في مجلس الأمن.. روسيا تستخدم «الفيتو» ضد مشروع مصري إيطالي حول وقف القتال في حلب.. وخبراء: الأمن القومي المصري خط أحمر في علاقة البلدين


على الرغم من العلاقة الإستراتيجية التي تجمع بين القاهرة وموسكو، إلا أن مصالح كل منهما "هي سيد الموقف" فيما يخص مشروعات التحركات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأن أي تحرك عسكري في المنطقة يمثل مسألة أمن قومي لمصر.. العوامل السابقة أدت إلى تغيير محوري في سياسة البلدين بشأن تدخل روسيا عسكريًا في سوريا.


حق النقض

بِناءً عليه، استخدمت روسيا والصين، أمس الإثنين، حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار بشأن وقف الأعمال القتالية في حلب والذي تقدم به كل من مصر وإسبانيا ونيوزيلندا.

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن عقد لبحث المشروع، أن روسيا صوتت ضد الوثيقة؛ لأنها لا تتحدث عن خروج المسلحين من حلب.

وكان تشوركين أعلن، في وقت سابق من يوم أمس الإثنين، أنه ليس من الممكن أن يجري التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع القرار حول حلب.

وأشار تشوركين إلى أن وزير الخارجية الروسي اتفق، خلال لقائه الأخير مع نظيره الأمريكي جون كيري، والذي جاء بمبادرة من واشنطن، على "تطبيق خطة بشأن شرق حلب تشكل ضرورة انسحاب المسلحين من المدينة كجزء محوري فيها".

وأضاف المسئول الروسي أنه من المتوقع أن خبراء من روسيا والولايات المتحدة سيواصلون بحث هذه الخطة في جنيف الثلاثاء أو الأربعاء.

وقال تشوركين: "نعتقد أنه من الضروري انتظار نتائج هذا الاجتماع بين الخبراء، ويجب تبني القرار بعد ذلك، لتمثل هذه الوثيقة من قبل مجلس الأمن قرارا جديا".

وشدد تشوركين على أنه من "الممكن تبني أية قرارات بشأن وقف الأعمال القتالية (في سوريا) في مجلس الأمن... لكنها لن تعمل" حال عدم القيام بعمل تمهيدي كاف.

وأكد تشوركين، في تصريحات صحفية أدلى بها قبل الاجتماع، على ضرورة انتظار نتائج المشاورات حول سوريا بين الخبراء الروس والأمريكيين في جنيف قبل إجراء التصويت في مجلس الأمن.

مصر والمشروع الروسي

تلك التغيرات السياسية، جاءت بعد أن كانت مصر صوتت لصالح المشروع الروسي في 8 أكتوبر الماضي، بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن إلى جانب الصين وروسيا وفنزويلا في مقابل "فيتو" أمريكي بريطاني فرنسي.

وكانت موسكو تقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى الاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا، والتأكيد على التحقق من فصل قوات المعارضة المعتدلة عن "جبهة فتح الشام" الإرهابية كأولوية رئيسية.

واستخدمت روسيا، بدورها، حق الـ"فيتو" ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، طالب بنهاية فورية للضربات الجوية وهجمات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، داعيا إلى هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا.

مواجهة بين مصر وروسيا

وبحسب خبراء فإن تلك التغيرات السياسية تشير إلى بوادر مواجهة بين مصر وروسيا في مجلس الأمن، خاصةً وأن قضية التدخل الروسي في روسيا لا تزال في تطور مستمر.
الجريدة الرسمية