عزمي بشارة.. مفكر تحت الطلب (بروفايل)
يصنف تارة أنه فيلسوف، وسياسي قومجي تارة أخرى، وأخيرًا إعلامي يدير الفضائيات، فلا تجد غضاضة لدى الرجل بأن يتنقل بين دروب الحياة العامة ببساطة ومرونة فائقة، فاستطاع أن يذيب الثلج لتحقيق أهدافه واستغل كافة الجبهات لتذليل العقبات أمامه، إنه «عزمي بشارة» فتى الموساد وألعوبة قطر الجديدة.
شهد عام ١٩٥٦ وبالتحديد في بلدة «ترشيحا المحتلة» ولادة عزمي بشارة، ولما كانت البلدة تعانى مثلها مثل غيرها من البلدان الفلسطينية من التناقضات السياسية والصراع بألوانه وأنواعه نتيجة الاغتصاب الصهيونى لفلسطين عام ١٩٤٨ والتي ساعدت كثيرًا في زيادة وعيه السياسي خاصة أنه ولد لأب يعمل في السياسة وأحد قيادي الحزب الشيوعي الإسرائيلي، فما كان من الولد إلا أن يستكمل طريق والده حسب مبادئه الشخصية في منحى عن المبادئ العامة التي اجتمع عليها عرب 48.
بزغ نجم الفتى بعد حصوله على الدكتوراة ومن ثم مشاركاته السياسية الكثير وإرهاصاته الفكرية التي مكنته من الانتشار والظهور، فضلا عن تقديمه لنفسه بأنه عروبي قومي، وأنه جسر بين فلسطينيي 48 والأمة العربية، وهو ما مهد له مستقبلا بأن يحصل على عضوية الكنيست الإسرائيلى ثلاث مرات ممتطيا الشعارات القومية التي سوق لها باقتدار.
واستطاع "بشارة" بدهاء الساسة وذكاء الفلاسفة بأن يكون ضيفا ذا ثقل على كافة العواصم العربية إلا أن استقر به الحال في "قطر" والتي لا يخفي على أحد علاقاتها المتينة مع الجانب الإسرائيلي، وقع ذلك كله قبيل اندلاع الثورات العربية ومع اندلاعها تمكن من أن يجد لنفسه مكانة في ركابها.
وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، بدأ يظهر "بشارة" في ثوبا جديد إذ خاض غمار العمل الإعلامي "الموجه" من أوسع أبوابه، إذ أعلن عن إنشائه "التليفزيون العربي" والذي سخره للهجوم على الدولة المصرية ما بعد 30 يونيو، حيث نشر في تسريب عن اجتماع بالعاصمة القطرية جمع عزمى بشارة وبعض العاملين في قناة العربى الجديد، أشار إلى سياسته، وفلسفته في معالجة ما يحدث في مصر، حيث طلب من الإعلاميين أن يتجاهلوا تماما الرأى الآخر فيما يحدث في مصر، فهم معارضون لـ30 يونيو وما بعدها.
وبالرغم من ضلوع "بشارة" في في المؤامرة الإخوانية التي تديرها قطر برعاية تركيا إلا أن ذلك لم يحميه من سهام فرقاء الإخوان حيث وجهت إيات العرابي، أحد الإعلاميات التابعات للجماعة الإرهابية رسالة شديدة اللهجة قائلة: "تصور عضو كنيست سابق يدير مجهودات الجمعية الوطنية لا بد أن تتحول إلى أبله لتثق بعضو كنيست سابق متصالح مع الاحتلال ويدعو للتعايش معه".
لتبدأ حرب ضروس بلا هوادة وينقلب السحر على الساحر ويعانى "بشارة" صناعة الموساد من نار الهجوم الإخواني.