ولد عبدالعزيز يشيد بدور المفكرين خلال زيارته لضريح مؤسس «المرابطين»
قال الكاتب الصحفى أيمن السيسي إن التاريخ الإسلامي مليئ بالقادة العظام الذين كان لهم دور في نشر الإسلام في ربوع أفريقيا والعالم، مضيفا أن كتب ومصادر التاريخ تذكر من بين هؤلاء الشيخ العلامة يحيى اللمتونى الذي توقف عند عودته من الحج عند شيخ المالكية في سجلماسة، طالبًا منه أن ينتدب له فقيه يعلم قومه في صحراء صنهاجة دينهم لأنهم لا يعلمون من الإسلام سوى الشهادتين، فأرسله إلى وجاج بن زولو اللمطى الذي انتدب له الفقيه عبد الله بن ياسين فاصطحبه إلى صحراء الملثمين (موريتانيا الحالية)، وهاله هناك ما رأى من هشاشة العقيدة وخلطها ببدع وتقاليد الزنوج الأفارقة، فضلًا عن عيشتهم في محيط وثنى، فلجأ إلى أمير صنهاجة وشيخها أبى بكر بن عامر ليقود ثورة تصحيح الدين ونشر الإسلام فيما حوله من بلدان، وهو ما حدث، وأمضى الفقيه القائد العظيم أبى بكر بن عامر عمره في محاربة المبتدعين في الإسلام والوثنيين لنشر الدين حتى أسلمت كل هذه الصحراء وما حولها وتحول إسلامها الهش إلى عقيدة ثابتة على مذهب الإمام مالك قبل أن يقضى مستشهدًا في آخر حروبه في سبيل الله مع "براغواطة".
وقال إنه من بين هؤلاء الذين كانت لهم أياد بيضاء الشيخ جهاد أبى بكر بن عامر تجذير الإسلام وتوسيع رقعته على يد دولة المرابطين التي أسسها وحكمت في العصر الوسيط أغلب بلدان الغرب الإفريقى وموريتانيا والمغرب والأندلس، وما بقى في موريتانيا الحالية من علماء أجلاء توارثوا الفقه وعلوم الدين وأجادوا حتى أصبحوا من أهم علماء العالم الإسلامى وبعضهم تصدر للتدريس في المسجد الجامع الأزهر وفى الحرمين الشريفين على مدى القرون منهم الشيخ محمد حبيب الله ابن الشيخ عبد الله الجكنى الشنقيطى الذي اشتغل بالتدريس في الحرم المكى ثم في الأزهر الشريف، والشيخ محمد الخضر بن مايابى، ومحمد يحيى بن عمر المختار بن الطالب الولاتى، والشيخ محمد محمود بن أحمد التركزى بن التلاميد وغيرهم، وهو ما يحسب لدولة المرابطين ومؤسسها أبى بكر.
وأضاف: كنت في كل زيارة لى لموريتانيا أو المغرب أتعجب أن لا أجد اسمه على معلم واحد فيها خصوصًا وقد لاحظت انتشار أسماء النساء على لافتات الفنادق وعلو شأن المرأة الموريتانية ومشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية تأثرًا بالنظام الأمومى الصنهاجى البربرى، ولا أجد اسم هذا القائد المؤسس علمًا على أي منشأة ولا حتى خيمة في الصحراء، حتى فاجأنا الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز بزيارة رسمية لضريح أبى بكر بن عامر قبل عدة أيام معيدًا بهذه الزيارة ذات الدلالات القومية الاعتبار لهذا القائد التاريخى الفذ، مؤكدًا علو الإسلام في موريتانيا فوق الأعراق والأجناس، وأن الدين في موريتانيا هو القومية الحقيقية لكل الأعراق التي تتكون منها البلاد مجذرًا الاسم الذي اتخذ لبلاد شنقيط بعد الاستقلال عام 1960 عن الاحتلال الفرنسى "الجمهورية الإسلامية الموريتانية"، وأشار الرئيس ولد عبد العزيز إلى ضرورة إعادة كتابة تاريخ بلاده لنفض الغبار عن دور القادة العظام الذين نشروا الإسلام في ربوع الغرب الإفريقى ثم مؤخرًا قادوا الجهاد ضد المستعمرين ومضوا بشعوبهم نحو التحرر.