بالصور.. انهيار قلعة الأثاث الثانية في مصر.. سوق كتامة بالغربية أوشك على الإغلاق.. تضاعف أسعار الأخشاب.. تخفيض الجودة للهروب من شبح الكساد.. وتجار: بيوتنا اتخربت
تعتبر قرية كتامة بمركز بسيون بالغربية القلعة الثانية لصناعة الأثاث بمصر بعد محافظة دمياط، وتبعد القرية 20 كيلو عن مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، ويوجد بها أكثر من 3000 ورشة ومعرض لصناعة وتجارة الأثاث.
منطقة صناعية
يشتكي تجار القرية من ركود سوق البيع بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، وارتفاع سعر الدولار، وطالبوا المسئولين بالنظر بعين الرحمة للقرية وتوفير كافة الخدمات لهم وإقامة منطقة صناعية تضم هذه الورش وتكون خارج الكتلة السكنية، خاصة وأن المحافظة اعتمدت في وقت سابق خطة لتطوير مستوى الأداء الحرفي والمهني في المناطق الصناعية المميزة في العديد من الصناعات بمدن وقرى الغربية.
كما طالب التجار بضرورة إنشاء نقابة للعاملين بالمهنة وغرفة تجارية تحمي مصالحهم وتدافع عنهم مع إقامة مصنع لتصنيع الأخشاب بدلًا من الاعتماد على دمياط لما يمثله ذلك من عبء إضافي بسبب تكلفة النقل التي تصل إلى ألفي جنيه تقريبا للحمولة في المتوسط.
ارتفاع الأسعار
وقال أحمد جربات صاحب معرض أثاث، إن زيادة سعر الدولار أدت إلى ارتفاع أسعار الخامات التي تدخل في صناعة الأثاث بنسبة 50% تقريبا، لافتا إلى أن الزيادة شملت كل أنواع الأخشاب والزجاج والدهانات وغيرها.
وأضاف في تصريحات لـ« فيتو »: «بيوتنا اتخربت بعد أزمة الدولار بقالنا شهرين بنعافر وفي الأخر استسلمنا وقفلنا الورش»، وتابع:« كل حاجه سعرها زاد متر الأبلكاش زاد من 27 جنيها إلى 62 جنيه والخشب الزان ارتفع سعره من 3300 جنيه إلى 8000 جنيه، وسعر الخشب السويد زاد من 2200 جنيه إلى 4200 جنيه، وارتفع سعر الخشب البياض 1700 جنيه إلى 4400 جنيه».
قلة الإقبال
وأوضح إبراهيم سالم، صاحب معرض موبيليا بقرية كتامة، إن هناك ركودا في حالة البيع خاصة مع الظروف الاقتصادية المرتبكة التي تعيشها مصر، مشيرا إلى قلة إقبال الزبائن من المحافظات المجاورة، حيث إن معظم الزبائن تأتي من محافظات تبعد عن الغربية مثل القاهرة والإسكندرية والشرقية والمنوفية والبحيرة وكفر الشيخ.
قلة الجودة
وقال محمد خليل صاحب ورشة موبيليا، أن المنتج الذي يتم تصنيعه الآن ببعض الورش يقل في جودته وخاماته عن الفترات الماضية، لإخراج قطعة موبيليا أقل سعرا حتى يتم تسويقها وبيعها نظرا لقلة إقبال الزبائن عن شراء قطع الأثاث مرتفعة الثمن خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، وحتى يتمكن التجار من بيع أكبر قدر من المنتجات.
تسريح العمال
وتابع "خليل": "عندي 6 عمال بالورشة زودت رواتبهم من 100 جنيه إلى 150 جنيها في اليوم بعد زيادة أسعار السلع الغذائية، ومع استمرار زيادة الأسعار كل يوم اضطريت أسرحهم وسبت عاملين بس"، وأضاف: "خسرت الفترة اللى فاتت 16 ألف جنيه بدون مكاسب".
الأثاث المستعمل
وقال محمد سعد، صاحب معرض أثاث مستعمل، أنه يوجد بالقرية عدد من معارض الأثاث المستعمل، لافتا إلى أن بعض الزبائن يقبلون على منتجات الأثاث والموبيليا المستعملة رخيصة الثمن حتى تكون في متناول البسطاء.
وأضاف "سعد": "كل حاجه غليت علينا، مابقيناش عارفين نصنع ولا نبيع، الناس لما بتسمع الأسعار بتمشي وتسيبنا"، وتابع: "أوضة نوم الأطفال اللى كانت بتتكلف 4 آلاف جنيه بقت تكلفتها 8 آلاف جنيه أما نيجي نبيعها بـ 10 آلاف جنيه الناس مابترضاش".
وأردف "سعد": "لو شاب لسه في بداية حياته وهيتجوز يشتري أوضة أطفال بـ 10 آلاف جنيه إزاى يجيب منين ويكمل بقيت شقته منين".
انهيار سوق الأثاث
وقال هيثم الصواف، صاحب ورشة لصناعة الأرت ولصق القشرة إن عددا كبيرا من أصحاب الورش والمعارض أغلقوا أنشطتهم لعدم قدرتهم على الالتزام بالمستحقات المالية وسداد القروض وغير ذلك من النفقات مثل إيجار المكان وسداد أجور العمال.
وأضاف "الصواف"، "سوق صناعة الأثاث في القرية بينهار والمسئولين نايمين ومش حاسين بحاجة، كل شوية زيادة زيادة الناس هتتجنن".
وتابع "الصواف": "الأزمة مش في الورش بس الأزمة طالت المعارض كمان، بص على أي معرض هتلاقيه فاضي الناس مابتشتغلش وماحدش بيشتري وكل حاجة زادت الضعف، دا غير زيادة أسعار إيجار المعارض بقا إيجار المعرض بيوصل لـ20 ألف جنيه في الشهر دا غير زيادة رواتب العمال".
الركود
وقال أحمد درويش صاحب معرض أثاث، إن هذه الصناعة استطاعت توفير آلاف فرص عمل للشباب والقضاء على مشكلة البطالة في القرية، فضلا عن إحداث حالة من الرواج الاقتصادي في الفترة الماضية، إلا أنها اليوم تشهد حالة من الركود بسبب عدم دعم الحكومة لها وتجاهلها فكرة إنشاء منطقة صناعية كما وعد بها أكثر من مسئول بالمحافظة، خاصة مع قلة الخشب وصعوبة الاستيراد بسبب أزمة الدولار.
مجرد كلام
وأشار السيد حمدي عامل، إلى أن القرية تضم عددا كبيرا من الورش والمعارض لدرجة أنه أصبح في كل بيت بالقرية إما ورشة أو معرض الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي بالقرية ما يصعب علينا التوسع في إقامة الورش والمعارض فأصبحت الصناعة تنحصر في الورش القديمة القائمة دون تطوير.
وتابع "حمدي": "المسئولين بالمحافظة وعدونا باعتماد خطة لتطوير الأداء الحرفي وإقامة مشروع المنطقة الصناعية خاصة أن مبيعات القرية تتخطى الـ300 مليون جنيه سنويا إلا أنه لم يتم تنفيذ هذه الوعود وكانت مجرد كلام حتى الآن، خاصة مع انتشار الورش والمعارض داخل المنازل بشكل عشوائي".
تطوير الأداء الحرفي
ومن جانبه أكد اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، أنه يتم حاليا إعداد خطة لتطوير الأداء الحرفي والمهني في المناطق الصناعية المميزة بما فيها قرية كتامة خاصة وأنها تعتبر المنافس الأول في صناعة الأثاث لمدينة دمياط لذلك تتم حاليا دراسة المشروع جيدا لدعم صناعة الأثاث بالقرية وبالمحافظة بشكل عام.
يذكر أن اللواء محمد نعيم محافظ الغربية الأسبق وضع حجر الأساس للمنطقة الصناعية بكتامة على مساحة 11 فدانًا لنقل الورش ومحال بيع الأثاث إليها، بعد إقامتها وتقسيمها إلى محال وورش وتنفيذ شبكة المرافق بها بتكلفة 20 مليون جنيه.