حلم منع استيراد الغاز في عام 2020 «تقرير»
«هل نحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال عام 2020؟» سؤال يشغلنا جميعًا، لا سيما وأننا دولة مستهلكة، تتزايد احتياجاتها من الطاقة، في المقابل لم يواكب الإنتاج المحلي من الغاز حجم الاستهلاك في كافة القطاعات الصناعية والزراعية ومختلف المجالات.
ورغم ذلك ظهرت بادرة أمل، عقب اكتشاف حقل ظهر في المياه العميقة بالبحر المتوسط ويقدر احتياطاته 30 تريليون قدم مكعب غاز، والذي اكتشفته شركة أيني الإيطالية، وأوضحت المؤشرات العالمية لشركات التنقيب العاملة في قطاع البترول، أن حقل ظهر سيساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، ويجعل مصر محورًا إقليميًا للطاقة ودولة غنية بالثروات البترولية، ومنع استيراد الغاز نهائيًّا بعد 4 أعوام مقبلة.
ويبقى سؤال مفاده: «هل توجد عوامل تساعد مصر على منع استيراد الغاز في عام 2020 أم أن الأمر مستحيلا؟».
ولأن الأرقام لا تتجمل ولا تكذب، فأن مصر قادرة على تحقيق هذا الحلم بوجود قرابة 13 مشروعًا لحقول اكتشافات غاز بالبحر المتوسط ستحقق الغرض منها وتشبع احتياجاتنا أبرزها حقل ظهر، والذي سيدخل المرحلة الأولى منه للإنتاج في أوائل عام 2017 بكميات تقدر بـ مليار قدم مكعب يوميًّا بتكلفة إجمالية قدرها 6 مليارات دولار، ويتزايد إنتاجه إلى 2.7 مليار قدم مكعب غاز في 2019.
وبالتالي ستقل الفجوة بين الإنتاج المحلي للغاز والاستهلاك من الغاز، تدريجيًّا خلال العام المقبل بإضافة مليار قدم مكعب من حقل ظهر ليرتفع الإنتاج المحلي من 4.3 إلى 5.3 مليارات قدم مكعب غاز يوميًّا كخطوة أولية جيدة.
وتؤكد - وزارة البترول- في بياناتها الرسمية، أنه يتم استيراد 1.3 مليار قدم مكعب غاز يوميًّا، بالوقت الراهن، لتلبية الاستهلاك والذي يصل نحو 6 مليارات قدم مكعب غاز يوميًّا، كما أن إضافات حقل ظهر في المرحلة الأولى من إنتاجه ستساهم في تخفيض الاستيراد بنسبة 15%.
ويبقى أمل منع الاستيراد في الأعوام المقبلة مع تزايد الاستهلاك، خاصة مع قرب الانتهاء من تنفيذ ثلاث محطات كهرباء جديدة بقدرات 14 ألفًا و400 ميجاوات قاتما.
وبحسب تقارير شركة أيجاس التابعة لوزارة البترول، فالاستهلاك الإجمالي لمحطات الكهرباء من الغاز يصل نحو 3 مليارات قدم مكعب يوميًّا أي أن الشركة تستحوذ على نسبة من 85% إلى 90% من إجمالي الإنتاج المحلي للغاز.
وتؤكد "أيجاس" أن المحطات الجديدة الثلاث في كل من البرلس والعاصمة الإدارية الجديدة وبني سويف، سترفع الاستهلاك الإجمالي للمحطات بشكل عام من 3 إلى 5.5 مليارات قدم مكعب غاز، وبالتالي تم طرح مناقصات لشراء الشحنات باعتباره الحل البديل لتغذية هذه المحطات لحين دخول حقل ظهر الإنتاج بكافة مراحلة على مدى 3 أعوام مقبلة، بالإضافة إلى حقل شمال الإسكندرية ونورس والتي ستساعد على اكتفاء مصر ذاتيًّا.