رئيس التحرير
عصام كامل

جامعة عين شمس تناقش دور الإعلام في مواجهة الشائعات


افتتح الدكتور جمال شقرة نائب رئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط والمستشار السياسي والإستراتيجي لجامعة عين شمس المائدة مستديرة بعنوان "دور الإعلام في مواجهة الشائعات"، بحضور العديد من خبراء الإعلام الحكومى والخاص.


وأكد شقرة أن الشائعات هدفها الدائم هو زعزعة الثقة بين أبناء الوطن وبث الفرقة والخلاف عبر تأليب بعضهم على بعض بشتى الوسائل، من خلال نشر الفتن وتفكيك وحدة المجتمع، بحيث يصبح ممزقًا وشعبًا تضعف معنوياته، فلا مانع من تأليب الفقراء على الأغنياء، أو الشباب على كبار السن، أو العاملين على أصحاب الأعمال وهكذا.

وأضاف شقرة أن الشائعات في معظمها تأتي عبر الترويج لأخبار مختلقة لا أساس لها من الصحة، ولا شك أنها أحد أساليب الدعاية السوداء والحرب النفسية التي برع هتلر في استخدامها بشكل كبير، موضحآ إلى أن الشائعة لا تعتمد على نقل الأخبار المغلوطة فقط، ولكن التعليق على الأخبار الصحيحة، والتعليق بشكل يخالف الحقيقة أيضًا، وهو شكل من أشكال نشر الأكاذيب، وهو ما يسمى بتلوين الخبر الذي لا يستطيع أن يدركه عامة الناس.

وأوضحت الدكتورة الإعلامية حياه عبدون أن التنافس الشديد بين وسائل الإعلام، ورغبة كل وسيلة في الحصول على السبق الإعلامي، جعلاها تتنازل عن عنصر مهم من عناصر الخبر وهو المصداقية، وهنا تصبح الوسيلة ذاتها عاملًا من عوامل نشر الشائعات، وقد يهوّن البعض من ذلك اعتمادًا على إتاحة حق الرد والتصحيح.

كما أن الدور الأهم لوسائل الإعلام الوطنية يأتي من خلال زيادة وعي الجمهور وبنائه ثقافيًا، فالوعي هو العنصر الفاعل في مواجهة الشائعات، وهو الذي يجعل الجمهور قادرًا على التمييز والانتقاء من بين ما يتعرض له من عشرات الأحداث اليومية، والوعي يأتي من خلال المبادرة في تناول القضايا التي تهم الجمهور، حتى تستطيع الحفاظ عليه.

ولا يجد لديه الحاجة إلى اللجوء إلى غيرها، في زمن تكسرت فيه الجدران الإعلامية، وانفتحت الفضائيات على مصراعيها، لذلك فإن البناء الثقافي المتين للفرد هو الحصن المنيع الذي يحول دون تلقى أية معلومة وتصديقها وتداولها دون النظر فيها والتأكد من مصدرها.

على الجانب الآخر، قال الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنه يجب تفعيل دور الصفحات والمواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية والدوائر المختلفة -باعتبارها شكلًا من أشكال الإعلام الجديد- في مواجهة الشائعات، من خلال عرض الحقائق المتعلقة بمختلف القضايا على جمهورها، سواء كان الخارجي، وهم المتعاملون معها والمعنيون بنشاطها، أو الجمهور الداخلي، وهم العاملون بها.

وأشار الفنان طارق الدسوقى أن لا شك أن طبيعة العملية الاتصالية الحالية، والأدوات المستخدمة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي «كفيس بوك» «وتويتر»، جعلت التواصل بين أفراد المجتمع أسهل وأسرع، لكنها في الوقت ذاته أمطرتنا بمضامين لا يمكن معرفة مصدرها بشكل يقيني، كما أن التأكد من مصداقيتها أصبح محل شك كبير.

كما أن طبيعة استخدام هذه الوسائل التي جعلت عملية الاتصال لا تسير في اتجاه واحد، سمحت للمستقبل أن يتجاوز مرحلة الاستقبال للمشاركة، وهو ما يزيد من انتشار الشائعة، لأن الأفراد بطبيعتهم الإنسانية يرون المضامين من خلال خلفياتهم الثقافية والمعرفية وخبراتهم، كما أنها يضيفون إليها من ذواتهم، وهو ما يؤجج من الشائعات، وجعل مصداقية تلك الوسائل على المحك، ما جعل من وسائل الإعلام الرسمية المرجع للتأكد من صحة ما ينشر لدى شريحة كبيرة من المتابعين.

وقال الدكتور سعيد خليل عميد كلية التربية، أن إعداد الشائعات وترويجها أصبحا عملية معقدة، يقوم عليها خبراء في الدعاية والحرب النفسية وعلم النفس، وتعمل على استخدام أوتار محددة بحسب المجتمع الذي توجه إليه، يجب على وسائل الإعلام وضع إستراتيجيات تتفرع عنها خطط استباقية مرنة قادرة على التعامل مع الشائعات والقضاء عليها في مهدها.
الجريدة الرسمية