رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «عمال النظافة» المنسيون في برد الشتاء بالدقهلية


عندما يشعر كل منا ببرودة وسقيع الشتاء يذهب إلى منزله لكي يدفئ نفسه تحت غطاء، وأحيانا يشعل المدفئة في منزله ويتجمع مع أسرته ويغلق منافذ المنزل هربا من البرودة.


يختلف الأمر لعمال النظافة الذين يعملون في مدن محافظة الدقهلية، لم يشعر منهم أحد بالدفء إلا بعد الانتهاء من عمله الذي رضي به من أجل حلم المعاش عند الكبر أو من أجل حلم التعيين في وظيفة حكومية، الذي يحلم به منذ سنوات.

يخرج عامل النظافة من منزله في الساعة السادسة صباحا ليصل إلى مكان عمله في أحد مجالس المدن، ويستقل مع جرار المجلس ممسكا بيده أدواته لكي يجمع بها القمامة من الشوارع ويضعها في مقطورة الجرار.

لم يعرف عامل النظاقة طعم الدفء في الشتاء نظرا لعمله الدائم في هذا الجو البارد ليلا ونهارا، بالإضافة إلى عملهم في كسح مياه الأمطار في الشوارع.

ينفذ عامل النظافة أوامر مديريه في العمل بناء على طلب رئيس المدينة الذي يعمل بها ومن الممكن أن تأتي الأوامر بالعمل دورية إضافية من أجل نظافة منطقة أو شارع ثم يقوم المسئول بتصوير المنطقة ورفع صورها على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وينسب له الإنجاز ولم يذكر عمل النظافة بشيء.

أحد عمال النظافة الذي رفض ذكر اسمه يقول لـ«فيتو»: نعمل في هذه المهنة لعدم وجود غيرها، مرتباتنا التي نحصل عليها لا تكفي شيئا، ومِنَّا من يعتمد على المكافآت؛ نظرا لعدم تثبيتهم ويتم دفع هذه المرتبات لهم بعد تحصيل رسوم النظافة من المنازل التي لا تتجاوز الـ900 جنيه، وفى حالة عدم تحصيل المبلغ المطلوب يتم تأجيل قبضهم بالشهور، ويلجأ الكثير منهم إلى جمع البلاستيك والحديد أثناء عمله ويقوم ببيعه من أجل الحصول على أموال.

ويضيف: "بنسبة 90% من عمال النظافة مرضى بالفيروسات الكبدية نظرا لطبيعة عملهم في جمع القمامة التي يقومون بالإمساك بها بأيديهم، ويصرف للعامل يوميا بدل وجبة طعام لم تتخط العشرة جنيهات بالإضافة إلى صرف بدل عدوى مرض بنفس الثمن".

مؤكدا أن عامل النظافة هو الوحيد الذي يعمل بيده ولم ينسب له أي إنجاز بل يتم نسبه لغيره، ونظرة المجتمع له لم تتغير حتى الآن ويشعر بها في معاملة الناس له حيث يبعدون عنه للرائحة الكريهة الصادرة منهم".

مطالبا المسئولين الاهتمام بعمال النظافة وتوفير أساليب الحماية لهم بالإضافة إلى ملابس تحميهم من برودة الشتاء والأمطار فضلا عن رفع مرتباتهم وتثبيت الكثير من العمال الذين يعملون منذ سنوات على أمل تحصيل رسوم النظافة لقبض المكافآت".
الجريدة الرسمية