رئيس التحرير
عصام كامل

5 عوامل ساعدت القوات العراقية والسورية على هزيمة «داعش».. فرار المدنيين قبل المعركة ساعد في تحرير «تكريت».. أداء الإرهابيين الضعيف يفيد «تدمر».. والترويج لمعركة آخر الزما


خسر تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق خلال الشهور الماضية العديد من المدن والأراضي التي كانت تحت قبضته؛ لذا نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الأسباب والعوامل التي ساعدت القوات العراقية والسورية على تحرير أهم المدن من الإرهابيين.


سلسلة معارك
وفي إطار استعراض سلسلة المعارك التي استهدفت استعادة المنطقة التي استولى عليها التنظيم، والتي بدأت في منتصف 2014، ونوضح كيف نالت الهزيمة من مسلحيه في معارك أخرى خاضها في سوريا والعراق.

عين العرب
تقع عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية، ولها أهمية رمزية كبيرة بالنسبة لتنظيم داعش إذ كانت أول اختبار لقدراته القتالية، فقال العديد من المقاتلين في الجماعات المسلحة المتشددة: إن التنظيم أهدر الكثير من رجاله وأسلحته في هذه المعركة.

قتال شوارع
وتحولت معركة تحريرها في سبتمبر 2015 إلى قتال شوارع مع القوات الكردية، إذ نشر التنظيم عددا كبيرا من الانتحاريين، أغلبهم من المقاتلين الأجانب.
وحاول المسلحون من تنظيم داعش التقليل من شأن هزيمتهم في عين العرب (كوباني) بالإشارة إلى أنهم غادروا المدينة بعد أن تحولت إلى أنقاض.

تكريت
حررت في أبريل 2015، وكانت قوات الحشد الشعبي الشيعية مدعومة بمستشارين إيرانيين وغطاء جوي كثيف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تحارب التنظيم.
ونجحت القوات العراقية في السيطرة على المدينة لفضل فرار أغلب السكان من المدينة قبيل المعركة، ما أفسح المجال أمام القوات العراقية لتفجير مواقع التنظيم.

بيجي
انتقل مسلحو التنظيم إلى بيجي بعد أن فقدوا السيطرة على تكريت في أبريل، ولكنها انتزعت من أيديهم في أكتوبر من نفس العام.
كانت هذه المعركة على غرار معركة عين العرب (كوباني)، إذ كان القتال ممتدا، وكانت هناك عمليات حرب شوارع وكر وفر، وحوصرت القوات العراقية في مجمع معامل تكرير النفط لعدة أيام، ونشر تنظيم العديد من الانتحاريين، أغلبهم من المقاتلين الأجانب، من بينهم الشاب البريطاني طلحة أصمال.

الرمادي
نُحيت قوات الحشد الشعبي جانبا في تلك المعركة وسط مخاوف من إثارة توترات طائفية في المدينة العراقية ذات الأغلبية السنية، حتى حررت في يناير الماضي.
وأظهر مسلحو التنظيم مقاومة شرسة، وأعاق تقدم القوات العراقية القناصون التابعون للتنظيم، والانتحاريون ووجود مدنيين في المدينة أثناء القتال. وحتى بعد سيطرة القوات العراقية على مركز المدينة، استمرت جيوب التنظيم في تنفيذ هجات على مدى عدة أسابيع.

تدمر
كان الأداء القتالي لتنظيم داعش، ضد الجيش السوري مدعومًا بغطاء روسي ضعيفا، في معركة تدمر، وربما كان ذلك هو الإشارة الأولى إلى أن الجماعة المسلحة أصبحت أقل إصرارا على الاحتفاظ بالسيطرة على ما تكسبه من أرض، إذ اكتفى مسلحو التنظيم باستهداف مواقع الجيش السوري في ضواحي تدمر.

الفلوجة
نشبت المعركة بين داعش والقوات العراقية (بما فيها قوات الحشد الشعبي، ومقاتلي العشائر السنية) مدعومة بغطاء جوي كثيف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، لكن على غرار معركة الموصل، تم الاتفاق على ألا تدخل قوات الحشد الشعبي المدينة، وأن تعمل على تأمين المناطق المحيطة تفاديا للتوترات الطائفية.
رغم المقاومة الشرسة من مسلحي التنظيم في الفلوجة، لم تصمد تلك الجماعات في المدينة كما كان متوقعا، وبعد معركة تدمر، كانت معركة الفلوجة مثالا آخرا على أن التنظيم لم يعد يقاتل حتى الموت دفاعا عن معاقله، وانتزعت المدينة منه في يونيو 2016.

منبج
بعد إظهار مقاومة شرسة لشهرين على التوالي، يبدو أن تنظيم داعش لجأ إلى حساب خيارات المصلحة التي دفعته إلى الانسحاب، وانتقل عدد من مقاتلي التنظيم إلى مدينة جرابلس الحدودية في سوريا، وتكرر انسحاب المسلحين من عدد من المناطق في سوريا.

آثار المعركة
سرعان ما انتشر سكان منبج في شوارع المدينة للاحتفال برحيل تنظيم الدولة واستعادة حريتهم، وكانت قد نقلت وسائل الإعلام تلك الاحتفالات بمثابة ضربة موجهة إلى معنويات مسلحي التنظيم.

جرابلس
انسحب مسلحو تنظيم داعش بعد التعرض لإطلاق نار كثيف وقصف من المقاتلات الجوية التركية، أغسطس الماضي، وقالت تقارير: إنهم اتجهوا إلى مدينة الباب، أحد معاقلهم، ولم يعترف التنظيم بهزيمته في هذه المعركة، وأصر أنصاره على ترديد أقاويل تشير إلى إيجابية ما حدث بالنسبة لهم.

دابق
هي مدينة في شمال سوريا تتمتع بأهمية رمزية كبيرة لدى تنظيم داعش، إذ استخدمها التنظيم في الترويج لنفسه على نطاق واسع على أنها لموقع الذي أشارت إليه نبوءة الموقعة الفاصلة بين المسلمين وأعدائهم والتي نسبوها إلى أحد الأحاديث الشريفة للنبي محمد، والتي جاء فيه أنها سوف تشهد معركة "نهاية الزمان".
ولم يتأكد انخراط مسلحي تنظيم داعش في قتال حقيقي في تلك المعركة، ورغم عدم صدور أي تعليق من قبل التنظيم على الهزيمة السريعة، مهدت الوسائل الترويجية للجماعة إلى أن الهزيمة في دابق جاءت تمهيدا لمعركة "آخر الزمان".
الجريدة الرسمية