رئيس التحرير
عصام كامل

غطرسة إيران واحتواء الإمارات.. آخر فرصة لـ«السيسي وسلمان».. تقرير


مصائب قوم عند قوم فوائد.. ربما يكون هذا المثل جائزا بشدة، في تحليل ما يمكن أن نسميه مكسبا للعرب، من إعلان إيران بسط سيطرتها الكاملة على مضيق هرمز والخليج العربي، حيث يرى مراقبون أن «الفوقان الإيراني» ربما يعطي الحرارة المطلوبة للعلاقات الباردة بين مصر والسعودية منذ أسابيع، وذلك حال إن لم تفلح «حرارة الإمارات» في تذويب الجليد المتراكم بين البلدين منذ تصويت المصريين لصالح القرار الروسي المثير للجدل خليجيا، الواقعي للغاية من وجهة نظر ربان السياسة المصرية.


تسريبات غير صحيحة
وكان الرئيس السيسي غادر العاصمة الإماراتية أبوظبي، فور وصول الملك السعودي، دون تفسيرات رسمية، بعد التسريبات التي أكدها إعلاميون مقربون من القرار الرسمي المصري، أن هناك استعدادات تجري لعقد قمة بين السيسي وسلمان لإنهاء التوتر بين الدولتين الكبيرتين، وهي نفس الإشارات التي رمت إليها بعض الصحف السعودية، المعروفة بقربها من القصر الحاكم، وأكدت احتمالية عقد القمة بين الرئيس السيسي والملك سلمان.

إلا أن مصادر لم يسمها موقع روسيا اليوم المقرب من الحكومة الروسية، قالت له إن السفر المفاجئ للرئيس السيسي، لم يكن توترًا في العلاقة، أو تصلبًا وفشلا لمساعي الإمارات لاحتواء الأزمة، أو إصرارا من «السيسي وسلمان» على اعتذار أحدهما للآخر، ما يؤكد أن هناك شبه قناعة رسمية بين البلدين، على ضرورة تصفية الخلافات المصرية – السعودية، وصياغة اتفاق جديد مقبولا للبلدين، لاحتواء الخلاف بينهما، بل وربما يشمل تصفية أوسع للخلافات العربية.

لقاء غير معلن
وبحسب مصادر روسيا اليوم، شهدت العاصمة الإماراتية، مساء أمس لقاءً غير معلن حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأمير خالد الفيصل مستشار الملك السعودي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبحث اللقاء سبل تقريب وجهات النظر بين البلدين، بهدف الوصول إلى مرتكزات يجري الاتفاق عليها بين مصر والسعودية، وذلك بديلا عن القمة الثلاثية، التي كان من المقرر أن تشهدها أبوظبي.

وأكدت المصادر، أنه جري التشاور بشأن عقد لقاء بين وزير خارجية مصر سامح شكري ووزير خارجية السعودية عادل الجبير في غضون عشرة أيام، على أن يقوم السيسي بزيارة قريبة إلى السعودية، يلتقي خلالها بالعاهل السعودي، وربما يشمل اللقاء قادة آخرين.

مجهودات لرأب الصدع بين البلدين
وكشف الموقع عن مجهودات مكثفة، عقدت مؤخرا سعيا للخروج من الأزمة في علاقات البلدين، وأشار إلى الجهود التي يبذلها أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية بجانب مجهودات كويتية وإماراتية، لاحتواء الأزمة بين القاهرة والرياض، بالإضافة لمحاولات مكثقة يجريها السفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان، عبر الزيارات المكوكية إلى المملكة، والتي بدأت قبل بضعة أسابيع، التقى خلالها بالملك السعودي، بحثًا عن محاولات رأب الصدع، لإعادة الدفء لعلاقات البلدين، وهو ما عبر عنه وقتها محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، مؤكدا أن مباحثات أبو الغيط مع الملك سلمان، تناولت الوضع العربي العام ودور الجامعة في لم الشمل العربي والتحديات التي تواجهها الدول العربية في المرحلة الحالية.

وساطة محمودة لمحمد بن زايد
ويبقي الدور الأبرز في مجهودات الوساطة، للشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، الذي زار القاهرة، في العاشر من نوفمبر الماضي، والتقى خلالها بالرئيس السيسي، لتوحيد الصف العربي والحد من محاولات شق الصف بين أبنائه، ليتوجه بعدها «بن زايد» إلى العاصمة السعودية الرياض، لمقابلة مسئولي المملكة لرأب الصدع بين أكبر بلدين في واحة العرب، التي تتكئ أعمدة خيمتها عليهما وبدون أحدهما، ستنجر المنطقة إلى دوامات السقوط للأبد.
الجريدة الرسمية