الصحراء الغربية.. كنز البترول المدفون «تقرير»
في اليومين الماضيين، أعلنت شركة «شل» العالمية عن اكتشاف بئر جديدة في منطقة «علم الشاويش» بالصحراء الغربية، تقدر كمياتها نحو 20 مليونا، وباحتياطات نصف مليار قدم مكعب غاز يوميا، وقابلة للزيادة.
وقالت «شل» العالمية، بعد اكتشاف هذه الأبار: إنه تم الحصول على الموافقة من هيئة البترول في تنمية 9 آبار اسكتشافيه جديدة بعلم الشاويش، بعد النتائج الإيجابية التي حققتها بالصحراء الغربية.
ومن هنا، يمكن وصف الصحراء الغربية بأنها المنطقة الواعدة والغنية بالبترول، وبالتحديد في الزيت الخام، حيث استغلالها يساهم بشكل كبير في تغطية احتياجاتنا في السوق المحلي.
ورغم المؤشرات الإيجابية، فالأعمال في البحث والتنقيب عن البترول، سواء زيت خام أو غاز، بالصحراء الغربية لا تتعدى نسبتها 30% على الحدود الجنوبية فقط لا غير، في حين توجد مناطق أخرى غير مستغلة على الحدود الجنوبية الغربية، تجاه مرسى مطروح، وعلى امتداد الحدود الليبية والسودانية.
ويبقى السؤال: لماذا لم يتم التوسع في البحث والتنقيب عن البترول على الحدود الجنوبية الغربية، حتى امتداد حدود ليبيا والسودان؟
وهناك عدة عوامل تجعل العمل بالصحراء الغربية في مجالات البحث والتنقيب في هذه الاتجاهات المذكورة "صعبا"؛ أولها: وجود ألغام منذ قديم الأزل بمنطقة العلمين، وعلى امتداد الحدود الجنوبية الغربية بمرسى مطروح، والعمل فيها صعب جدا، والتنقيب مرتبط بإزالتها، وتوضح مؤشرات صادرة من وزارة البترول أنه في حالة إزالة هذه الألغام في هذه المنطقة ستساهم بـ 40% من الإنتاج الإجمالي اليومي للزيت الخام، والذي يقدر بنحو 680 ألف برميل.
والعامل الثاني: إن طبيعة الأرض بالصحراء الغربية على الحدود الجنوبية الغربية عبارة عن كثبان رملية متحركة، الأمر الذي يشكل خطرا على الشركات الراغبة في التنقيب بداخلها؛ لأنه غالبا ما يكون الحفر في تلك المناطق على أعماق كبيرة تحت الأرض، قد تمتد إلى 200 متر، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مياه آبار جوفية كبيرة، وهو أمر يضيف عبئا جديدا على عمليات الحفر.
والعامل الثالث: توجه أغلب الشركات العالمية العاملة في التنقيب إلى مناطق امتياز بالبحر المتوسط؛ للبحث عن الغاز، لا سيما بعد اكتشاف حقل ظهر، والذي اكتشفته شركة «أيني» الإيطالية في العام الماضي، باحتياطيات 30 تريليون قدم مكعب غاز، الأمر الذي أعطى قدرة تنافسية بين الشركات الأجنبية، وأصبح الكل يسارع في العمل في المياه العميقة بالبحر المتوسط، لا سيما وأن احتياطياته الأولية تفوق 100 تريليون قدم مكعب وأكثر، وذلك بناء على مؤشرات شركات عالمية، ومؤشرات تقيمية لوزارة البترول.
مصادر بالبترول والثروة المعدنية أوضحت أن التنقيب في هذه المناطق أمر صعب، ويحتاج إلى دراسة دقيقة، ونحن في غنى عن الأضرار، فكل ما يتم طرحه من مزايدات عالمية بالصحراء الغربية في المناطق الآمنة بالصحراء الغربية، حيث تم قبول عروض من شركات عالمية؛ للتنقيب ومن أبرزها: شركة «أباتشي» الأمريكية، في منطقة جنوب «علم الشاويش» بالصحراء الغربية، باستثمارات حدها الأدنى 12 مليون دولار، ومنحة توقيع 10 ملايين دولار، وحفر 4 آبار، وشركة «أبيكس انترناشيونال إنرجي» الأمريكية، لمنطقة شمال غرب بدر الدين باستثمارات حدها الأدنى 4. 19 مليون دولار، وشركة «شل» الهولندية الإنجليزية، لمنطقة شمال «أم بركة» باستثمارات حدها الأدنى 5. 35 مليون دولار، ومنحة توقيع 18 مليون دولار، وحفر 7 آبار.