رئيس التحرير
عصام كامل

الخليج الحائر بين العربى..والفارسى!


تداولت المواقع الإخبارية يوم الخميس الماضى، خبر إعلان إيران سيطرتها على مضيق هرمز والخليج العربى بأكمله، وكالعادة هب البعض منا يطالب بالرد على هذا التصرف الإيرانى، وزيادة في الإثارة طالب البعض المملكة السعودية بالرد، وكنوع من السخرية "نريد أن نرى جيوشكم بدون مصر ماذا ممكن أن تفعل"!؟


ليس غريبا على إيران أن تفعل أي شىء، طالما نحن العرب نيام، ممزقون،لا حول لنا ولا قوة، عندما حدثت نكسة 67، وبرغم الجرح الغائر في جسد الأمة العربية، إلا أن الموقف العربى خاصة بعد أنجح مؤتمرات القمة العربية في الخرطوم، كان موقفا رائعا ومبشرا بأمل لاستعادة الزمام، وتحرير الأرض من الكيان الصهيونى، أما الموقف الآن فلم يتمزق العالم العربى من قبل مثلما حدث هذه الأيام، إذن لماذا لاتعربد إيران أو أى دولة أخرى في مكانها لها أطماع ولها رؤية وأيديولوجية سياسية دينية تعمل على نشرها والسيطرة على المنطقة كاملة..

وحتى لا ننسى، كانت إيران ملقبة بالشرطى الأمريكى للمنطقة في أثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوى، وصاحبة أقوى جيش، وصل إلى المرتبة الرابعة في عهد الشاه، وللذين لم يقرأوا التاريخ، جيلنا درس في التعليم الابتدائى والإعدادى، الخليج الفارسى وليس الخليج العربى، برغم أن هذا لم يكن يسبب إزعاجا للوحدة العربية التي حاول جمال عبدالناصر تحقيقها، الغريب أنه أثناء 25 يناير2011، أعلنت إيران أنه  آن الأوان ليعود الخليج إلى اسمه الحقيقى، واستشهدوا بخطاب زعموا أنه بخط يد جمال عبدالناصر يعترف فيه بأن الخليج فارسى، وبسذاجة غريبة كان الخطاب ممهورا بتاريخ 1938 أى قبل قيام ثورة يوليو بـ14سنة، وكان جمال عبدالناصر طالبا في الكلية الحربية، ويومها تصدى للإعلام الإيرانى ومسئوليه، الكثير من الاجتهادات الشخصية..

وهنا أنقل رأى الباحث سمير عبد الحميد إبراهيم الذي كتب: إن النقاش الدائر حول تسمية الخليج بالعربي أو الفارسي صار نقاشا لا معني له، ولا بد أن تتفق البلدان الواقعة على الخليج، على حل مرن وواقعي، فكل طرف يريد أن يفرض تسمية على الطرف الآخر، وليكتب أهل إيران خليج فارس، وليكتب أهل العربية الخليج العربي وليقبل كل طرف ما يكتبه الآخر بلغته، أما محاولة زج عبد الناصر في مشكلة التسمية فلا معني له، فمن المعروف أنه حتى أيام عبد الناصر كان يطلق على الخليج اسم الخليج الفارسي، وهذه تسمية جغرافية، وعلي من يشكك  الاستماع إلى الأغنية ذائعة الصيت "من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلسي لبيك عبد الناصر" هل السجع فرض التسمية؟

لا أحسب أن التسمية بالفارسي أو العربي ستغير من الواقع الجغرافي أو السياسي، أتمنى أن تقبل التسمية بالفارسي أو العربي، أو توافق الأطراف على تسمية الخليج بالخليج الإسلامي مثلا..!

أعود إلى البداية، لولا الضعف والتفكك العربى ما استطاعت إيران أو تركيا أن تعلو أصوات حكامهم علينا مطلقا!

وموضوع آخر وددت أن أكتب فيه، وكما يقولون في الإعادة إفادة، منذ أكثر من 30 سنة أكرر أن الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، ويحاول البعض محاولة القفز على الواقع بأن الرياضة شىء والسياسة شىء آخر بإبعاد الأمرين عن بعضهما، وقد أثار أحد برامج "التوك شو" هذه القضية، واعتبر أن الفوز على غانا قد استغله السيسي سياسيا، قائلا: "لا تحولوا تشجيع الكورة لسياسة" وحزين جدا لأن الناس فرحت، وأن الرئيس السيسي هنأ بالفوز! ومع كل التقدير لكل مدعى العلم والمعرفة، أسأل هل من يتحدث متابع لما حدث ويحدث في العالم؟

 أولا التاريخ يؤكد أن الرياضة هي الوجه الآخر للسياسة، ونعيد للذاكرة بعض الأحداث التاريخية التي تؤكد هذا، في عام 1980 نظمت موسكو الأولمبياد، فقررت أمريكا والغرب عدم المشاركة، وفى 1984 نظمت لوس أنجلوس الأمريكية الأولمبياد، فقرر المعسكر الشرقى الانسحاب بقيادة الاتحاد السوفيتى ردا على انسحاب الغرب في 1980..!

ماذا يمكن أن نسمى هذه المقاطعة المتبادلة من المعسكرين الشرقى والغربى!؟ ماذا نسمى استبعاد جنوب أفريقيا عشرات السنين من البطولات الأفريقية والعالمية، لأنها كانت تمارس العنصرية، وتمارس أشد صور الاضطهاد للسود!؟ هل ما حدث كان رياضة أم سياسة ام الإثنين معا..!؟ وعندما عادت إلى الأسرة الرياضية تناقل العالم صورة المناضل نيلسون مانديلا والرئيس لجنوب أفريقيا وهو يرتدى فانلة بلاده وهو يشجعهم مثله مثل أي مواطن..

وهنا اختم بقصة كتبها الراحل نجيب المستكاوى عندما كان يذهب مع الفرق الرياضية إلى إيران، لاحظ أن الجمهور الإيرانى في حكم الشاه محمد رضا بهلوى، يشجع أي فريق أو لاعب يواجهنا، اندهش المستكاوى، لماذا الجمهور ضدنا؟ فجاءت الإجابة لأن السادات-مصر- والشاه-إيران- أصدقاء، والشعب لايحب الشاه!

وعندما قاطع العرب الكيان الصهيونى عشرات السنين في جميع المحافل الدولية الرياضية؟
 
الأمثلة كثيرة ولكن الغرض مرض.

الجريدة الرسمية