موقع أمريكي: مناورة إيران في سوريا أضرت بالعلاقات المصرية السعودية
اهتم موقع "لوب لوج فورين بوليسي" الأمريكي، في تحليل له اليوم الجمعة، بالعلاقات المتوترة بين مصر والمملكة العربية السعودية والتي وصفها بزواج يمر بمرحلة عصيبة وليس على حافة الطلاق.
وأبرز الموقع، في بداية تحليله للباحثين "سينزيا بيانكو" و"جورجيو كافييرو"، التحالف بين البلدين منذ عقود عديدة والذي وصفه بمثابة مرساة للنظام جيوسياسي موال للغرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتًا إلى حاجتهما لبعضهما البعض، إذ تعتمد القاهرة على مساعدات المملكة المالية، فيما تعتبر الرياض مصر قوة عسكرية ذات خبرة لمواجهة عمليات إيران التوسعية في المنطقة.
وانتقل الموقع إلى تدهور العلاقات بشكل ملحوظ بين البلدين بعد تصويت مصر لصالح قرار روسي بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أكتوبر الماضي، وهو ما اعتبرته السعودية "خيانة"، على حد وصف "لوب لوج فورين بوليسي".
ونوه الموقع إلى أن القيادة الحالية في مصر والسعودية لا ترى المنطقة من نفس المنظور الذي كان يراه به الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" والملك الراحل "عبد الله".
ورأى الموقع، أن السبب الرئيسي وراء دعم الرياض القوى لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2013، هو أن الملك الراحل "عبد الله" أراد مواجهة إيران وجماعة الإخوان في نفس الوقت، مضيفًا أن القيادة الحالية بالرياض ترى الجماعة كشريك تكتيكي في حربها ضد طهران.
وفي السياق ذاته، أردف الموقع أنه من ناحية أخرى لا تنظر القيادة الحالية في مصر إلى إيران على أنها مثيرة للقلق مثلما تعتبرها السعودية، مشيرًا إلى تفضيل "السيسي" مواجهة الخصوم السياسيين المباشرين وهم "جماعة الإخوان" والجماعات الإسلامية السنية الأخرى، بل ومن الممكن أن يتطلع لاستكشاف علاقات أفضل مع "طهران".
ووفقًا للموقع، فإن "طهران" سلطت الضوء على كيفية خلق "الأزمة السورية" أرضية مشتركة بين مصر وإيران، كي لا تكون وحدها من يرغب في بقاء الرئيس السوري "بشار الأسد" أمام قطر، والسعودية وتركيا، مشددًا على أن تلك المناورة جاءت على حساب التوافق التاريخي بين القاهرة والرياض.
وتابع الموقع الأمريكي، أن روسيا تلعب دورًا رئيسيًا في مناورة مصر الجيوسياسية التي تزعج السعودية، مؤكدًا على تلاقي مصالح القاهرة في سوريا مع موسكو، إذ يدعم "السيسي" بقاء "الأسد" في السلطة خاصةً بعد تأكده من خسارة الخصوم وعدم استحقاقهم الوقوف بصفهم بجانب السعودية التي ترى بقاء "الأسد" تعزيزًا ليد إيران في بلاد الشام.
واعتبر الموقع، أن الأزمة اليمنية أيضًا عامل آخر ساهم في تدهور العلاقات المصرية السعودية، بسبب فتور انضمام مصر في حملة التحالف العربي، مارس الماضي، فضلا عن دعم المملكة لجماعة الإخوان في مصر واليمن لتأمين الدعم السني لحربها ضد الحوثيين المدعومين من إيران.