«أعداء العلن أصدقاء الخفاء»..فضيحة العلاقات الصهيونية -الإيرانية.. إسرائيل المصدر الأول للسلاح الإيراني.. نظام الملالي يستثمر بشركة ألمانية لمساعدة بحرية الاحتلال
تاريخ طويل من التعاون الصهيوني الإيراني رغم محاولات طهران وتل أبيب إظهار العداء بينهما، بتصريحات معلنة لمسئوليهما إلا أن واقع العلاقات الفعلي يعكس وضعا مغايرا لتلاسن إعلامي وهمي، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية والذي يؤكد أن شركة استثمارات تابعة للنظام الإيراني تملك 4.5% من أسهم شركة "تيسِنكْروب" الألمانية التي تبني غواصات جديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي ليدلل على أن الصفقات المشتركة بين الجانبين لا تتوقف.
علامات استفهام
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن ذلك يثير علامات استفهام مقلقة حول احتمال اطلاع أصحاب الأسهم الإيرانيين على تفاصيل أحد المشاريع الأكثر سرية لجيش الاحتلال، بينما عقبت وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذا النبأ بالقول إنها لا تعلم بوجود تدخل إيراني في شئون الشركة الألمانية حتى لا تتعرض للهجوم من جانب الشعب، لكن تبقى العلاقات السرية والصفقات المتبادلة بين النظام الشيعي في إيران ودولة الاحتلال الصهيوني أمرا واقعا.
إيران جيت
واتخذت العلاقات طابع السرية منذ وصول أية الله خميني للحكم والدليل صفقة «إيران جيت» والتي حصلت بموجبها طهران على صفقات أسلحة من الولايات المتحدة عن طريق إسرائيل، إضافة إلى قطع غيار للأسلحة الأمريكية الموجودة لدى إيران أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وكانت الحكومة الإسرائيلية أقامت اتصالا مع الإدارة الأمريكية في أغسطس 1985 وقدمت لها عرضا مفاده أن تقوم بدور وسيط لشحن 508 قذائف أمريكية مضادة للدبابات إلى إيران مقابل إطلاق سراح الكاهن العبري بينجامين واير الرهينة الأمريكي الذي احتجزته جماعة مؤيدة لإيران في لبنان.
الهجرات السرية
ومن الصفقات السرية الهجرات اليهودية التي تمت بموافقة الحكومة الإيرانية رغم طابع السرية التي تتسم بها هذه الهجرات اليهودية، ومن بينها وصول 40 يهوديا مهاجرًا لإسرائيل من إيران الأسبوع الماضي.
وحسب دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية حول تاريخ العلاقات "الإيرانية– الإسرائيلية"، فقد استمر التعاون الإسرائيلي- الإيراني بعد قيام الثورة الإسلامية في عديد من المجالات أهمها التسلح، وكانت إسرائيل المصدر الأول لسلاح إيران في الفترة من 1980 إلى 1985.
سلاح وقطع غيار
ويكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عام 1981 عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة "أروريو بلنتس"، وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بمختلف أنواع السلاح وقطع الغيار، ضمن صفقة قيمتها 150 مليون دولار تنقل خلالها 360 طنًا من الأسلحة الإسرائيلية يتطلب شحنها 12 رحلة لتصبح إسرائيل المصدر رقم 1 للسلاح الإيراني.
قناعات مضادة للغازات السامة
وحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإن إسرائيل حافظت على علاقات صناعية عسكرية مع إيران، تم بموجبها تزويد إيران بـ 58 ألف قناع مضاد للغازات السامة من قِبل شركة "شالون للصناعات الكيماوية" بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وبكاشفات للغازات من قبل شركة "إيلبت" تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الأسلحة الكيماوية.
سلاح كيماوي
وفي عام 1998 قام ضابط سابق ورجل أعمال إسرائيلي يدعى «ناحوم مانبار» ببيع أسرار ومعدات عسكرية لإيران تمكنها من صنع سلاح كيماوي.
سيارة الرئيس الإيراني
في ضوء الاستيراد غير المباشر للبضائع والمنتجات الإسرائيلية، تمّ تحصين سيارة الرئيس الإيراني بمعدات إسرائيلية، ووفقا لتقرير بعنوان "محور المصالح الإسرائيلي الإيراني الأمريكي"، اشترت إيران 20 ألف جهاز إنذار وحماية في عام 2006 من معرض صيني كان يعرض أجهزة شركة "سونار" الإسرائيلية، وأثيرت ضجة واسعة حين استخدمت الشرطة والحرس الثوري أجهزة تنصت إسرائيلية الصنع؛ لقمع مظاهرات حركة الخضراء عام 2009.
وكان التليفزيون الإسرائيلي ذكر في تقرير له، أن ما يقارب مائتي شركة إسرائيلية تتعاون مع إيران، وهي الشركات التي تبرم عددا كبيرا من الصفقات الاقتصادية أو التجارية، وكشف التقرير أنّ عددا كبيرا من هذه الشركات يطور البرنامج النووي الإيراني، مثل شركة "أفريكان إسرائيل" التي تصدر إلى طهران وبصورة غير مباشرة معدات لتطوير الوقود النووي، أو شركة حاييم، التي تطور وسائل الاتصال الداخلي في عدد من المفاعلات النووية.