رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ زايد.. حكيم العرب يطارد إسرائيل من القبر


"لو كانت الديمقراطية التي تتغنى بها إسرائيل هي قتل الأطفال والنساء الذين لا يملكون السلاح لرميت الديمقراطية في البحر" بهذه الكلمات لخص الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات السابق، رؤيته لدولة الاحتلال وبغضه لديمقراطيتها المزعومة.


ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن بمدينة أبوظبي عام 1918، ووالده هو الشيخ سلطان بن زايد كان حاكمًا لإمارة أبوظبي (1922 – 1926) وكان الشيخ زايد الابن الأصغر من بين أربعة أشقاء، وسُمِّي باسم جدِّه زايد بن خليفة المعروف بـ "زايد الأول" الذي حكم الإمارة بين عامي ( 1885 - 1909).

التضامن العربي والإسلامي
ورغم وفاته إلا أن إسرائيل لم ولن تنسى دوره القوى والداعم للعروبة والفلسطينيين، فساند الشيخ زايد كلًا من مصر وسوريا في حرب 1973 من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحًا فعالًا، وألقى بيانه الشهير الذي قال فيه: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".

ووقف في وجه المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها، ومصادرة أراضيها، كما ندد بشدة بقرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

في أكتوبر عام 1980 نادى الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التي كانت دائرة بين طوائفه المختلفة، وفي هذا الشأن صرح قائلًا: "على كل عربي ألّا يتخلّف عن تأدية واجبه في لبنان أو فلسطين، أو في أي مكان آخر في العالم العربي".

وكان اهتمامه الدائم بالحفاظ على التضامن العربي هو ما دفعه إلى المطالبة بعودة مصر إلى "جامعة الدول العربية" في قمة عمان، التي عقدت في أكتوبر عام 1987، بعد قطع العلاقات مع مصر بسبب توقيعها معاهدة "كامب ديفيد" مع إسرائيل، وكشف تجديده للعلاقات الدبلوماسية مع مصر عن إيمانه الراسخ بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحقيق النتائج السياسية على المدى الطويل.

سلسلة مناصب
وتولى سلسلة من المناصب قبل وصوله إلى رئاسة الإمارات، فعين الشيخ زايد عام 1946 ممثلًا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي في المنطقة الشرقية، وامتدت فترة ولايته فيها عشرين عامًا.

واشتهر بشخصيته القيادية بين سكان المنطقة، وحظي بسمعة طيبة، وكان نموذجًا يُحتذى به في إدارة الحكم، وتمثَّلت مبادئ القيادة لديه في بناء الروابط القوية بينه وبين أفراد شعبه، والمحافظة على تلك الروابط، وكان يحرص على الإشراف بنفسه على تنفيذ الإصلاحات، وكان مجلسه مفتوحًا للجميع.

وكان الشيخ زايد يتخذ قراراته بموافقة وإجماع القبائل المختلفة، ويسافر إلى جميع المناطق القريبة والنائية للاطمئنان على الناس، وتفقد أحوالهم، والسؤال عن حاجاتهم، ومشاورتهم، والاستماع إليهم قبل اتخاذ أي قرار، حتى ذاع صيته، وحظي بحب الشعب واحترامه، وكأنه فرد منه.

تولي إمارة أبو ظبي
ومع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في أواخر خمسينات القرن العشرين بدأ عصر جديد من التطور في منطقة الخليج العربي قلَبَ المشهد الاقتصادي برمته، وعندما صَدَّرت أبوظبي أول شحنة نفط عام 1962 باتت الأمور جليّة والتحديات واضحة للمرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الصُعُد: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

وكانت السياسية أبرزها، إذ كانت البلد في أمسِّ الحاجة إلى رؤية جديدة للحكم لتتصدى لتلك التحديات، وتخطط تخطيطًا ناجحًا لاستغلال أمثل لعوائد النفط، فجاء اختيار عائلة آل نهيان للشيخ زايد ليكون حاكمًا لإمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 مواكبًا تلك المرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي.

رئاسة الإمارات
وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، بانتخاب الشيخ زايد بإجماع حكام الإمارات أول رئيس للدولة الفتية لمدة خمس سنوات، وجَدَّد له المجلس الأعلى ثقته فيه بانتخابه عدة مرات، فكان هو الرئيس، وهو الباني، وهو الوالد الحاني على أبناء أمته، وانتخب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبًا له.
الجريدة الرسمية