رئيس التحرير
عصام كامل

مساعد وزير الداخلية يكشف حكايات الإرهاب وتهريب السلاح في الصعيد.. عبد العظيم: «مافيا منظمة» تعمل في القتل والبلطجة.. «المطاريد» يخططون لنشر الفوضى بمحافظات الجنوب.. و«الجبال&#


تولى اللواء عادل عبد العظيم، العديد من المناصب القيادية بمختلف المحافظات وأكثرها الصعيد من بينها شغل منصب مدير أمن قنا وصولًا إلى مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد، وخرج على المعاش لبلوغه السن القانوني في الحركة الأخيرة لوزارة الداخلية.


وفتح «عبدالعظيم» في حوار مع «فيتو»، خزينة أسراره عن التنظيمات الإرهابية وأساطير الإجرام وبلدان الدم والنار في الصعيد، وطرق تهريب الأسلحة وكيفية وصول الأسلحة لكبار العائلات التي تتحول إلى بحور من الدماء عندما تقع مشاجرات بين العائلات.

جرائم الثأر
قال اللواء عادل عبد العظيم، مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد السابق، إن الصعيد ما زال قائما على جرائم الثأر، وبالتالى يحتاج المواطنون إلى سلاح بصفة مستمرة للمشاجرة والاشتباكات، ويلجئون إلى قاطنى المناطق الوعرة والجبال للحصول على الأسلحة والذخائر بكميات كبيرة وتكون أحدث الأنواع.

وذكر أن هناك نوعين من طرق الحصول على الأسلحة إما من خلال الاتفاق مع أحد كبار المهربين من حائزى الأسلحة وشرائها بمبالغ مالية عالية وتخزينها لديه مقابل مبلغ مالى وعندما يحتاجونها يرسلون أقاربهم لإحضارها والتشاجر بها، وإما يقوم كبار العائلات بشراء الأسلحة واختيار منطقة جبلية عالية أو وعرة ويستخدمونها كمخزن لأسلحتهم المتعددة، فضلًا عن تعيين حراسة من 3 أفراد تابعة لهم تحرسها.

مطاريد الجبال
وحول مطاريد الجبال، قال اللواء عادل عبد العظيم: «هم مجموعات من الأشخاص الهاربين من السجون إبان ثورة 25 يناير مع اقتحام السجون، وآخرين محكوم عليهم بالمؤبد والإعدام في قضايا متنوعة من بينها (السرقة - الخطف - القتل - الاتجار بالمخدرات والأسلحة - البلطجة وفرض السيطرة) وغيرها من مرتكبى الجرائم، بالإضافة للعناصر المتورطة في ارتكاب جرائم الاعتداء على المنشآت وحرق الأقسام الشرطية إبان ثورة 30 يونيو من الجماعات المتطرفة».

تجارة السلاح
وذكر أن تجارة الأسلحة تقف وراءها مافيا منظمة وليس مجموعة أشخاص، متابعا: «يكون التهريب من خلال الحدود المصرية مع السودان عبر الدروب الجبلية وصولا إلى أسوان، وهذه الطرق يسلكها أيضا المهاجرون الأفارقة، ثم يتم تشوين الأسلحة في مخازن بالجبال حتى موعد توزيعها على صغار التجار والمطاريد بباقى المحافظات.

 والطريق الآخر من خلال الحدود المصرية مع ليبيا عبر منطقة الوادى الجديد التي تتمتع بمساحات واسعة من الصحراء، ويسلكون طرقا وعرة؛ حتى لا يتم رصدهم من قبل قوات الشرطة ورجال حرس الحدود الرابطين طول الوقت لحماية حدود البلاد من كافة الأخطار، وطريق عبر البحر الأحمر والبحر المتوسط من خلال عبور سفن كبيرة تكون محملة بأسلحة، يتزامن مع ذلك تواجد قوارب صغيرة تنتظر الشحنة ويتم التسليم في البحر، ونقلها إلى منطقة التخزين يليها التوزيع بالمحافظات، فالأسلحة القادمة عبر السفن تكون كما يقولون "بكرتونتها" لم تُستعمل من قبل، وتكون من أحدث الأسلحة من الخفيف والثقيل».

وأوضح أن جهود الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة و(حرس الحدود)، في اقتحام تلك البؤر نجحت، وتم القضاء عليها نهائيًا، ولم يعد لها ظهور على أرض الواقع، وهذه الجهود شعر بها المواطنون في العديد من مناطق الصعيد، متابعا: "وهناك مناطق مازالت بها حملات تجرى، ومن أبرز المناطق (دار السلام، ساحل سليم، البدارى، دشنا، حمرا دوم، قوص، نقادة)، فهناك بعض القرى اتخذت من الإجرام أسلوب حياة لها، ويوجد بعض القرى بنجع حمادى، وغيرها من المناطق".

الشهداء والمصابون
ونوه مساعد وزير الداخلية، بأن القضاء على المطاريد والعناصر الإجرامية في ليلة وضحاها ليس بهذا السهولة، مضيفا أن المواطنين يرون الجهود الأمنية واضحة أمام أعينهم من خلال حملات تشن على البؤر الاجرامية والمناطق الجبلية، فرجال الشرطة يتسابقون للخروج في حملات لتطهير البلاد من المجرمين، والشهداء والمصابون الذين يتساقطون من رجال الشرطة، خير دليل على ذلك في جهود غير عادية تبذل، فهناك خطط يتم دراستها قبل القيام بحملات للقضاء على المجرمين، بسبب بعض الصعوبات.

الصعوبات
وحول الصعوبات التي تواجه القوات خلال المداهمات، أكد مساعد وزير الداخلية، أن العناصر الإجرامية يقطنون المناطق الجبلية الوعرة وقمم الجبال التي لا تستطيع المركبات الوصول إليها، ويستخدم المجرمون الدواب من بينها (الجمال، الحمير) لنقل أسلحتهم والوصول إلى هناك، بالإضافة إلى أنهم يقومون بتعيين حراسات على طريق ومناطق تواجدهم؛ لمراقبة الأجهزة الأمنية وعند الاقتراب يحاولون نصب فخاخ ويصعدون أعلى الجبال ويطلقون النيران على الضباط والأفراد، فيكونون في مكان أفضل لإجهاض الحملة وتحقيق أكبر قدر من الخسائر.

مخطط نشر الفوضي
وفجر مساعد وزير الداخلية، مفاجأة بأن هناك مصالح مشتركة بين العناصر الإرهابية والمجرمين هدفهم نشر الفوضى داخل البلاد، فالمجرمين يرغبون في المال والإرهابيون يرغبون في السلطة، والمال والسلطة جمعاهما؛ لذلك فالعناصر الإرهابية تتعاون معهم ويضعون خططا مشتركة بينهما، وآخرها تم الكشف عن قيام العناصر المطاريد في دخول مناوشات مع الشرطة.

 وعلى الجانب الآخر ينطلق الإرهابيون في تنفيذ عمليات استهداف بالمحافظات وتسهيل تهريب الأسلحة لعناصرهم في الشرقية والإسماعيلية وصولًا إلى سيناء، فضلا عن إيواء المجرمين الإرهابين لديهم عقب كشف الأجهزة الأمنية مخبأهم، لذلك يكون هناك تنسيق مع كافة أجهزة الوزارة في حالات المداهمات.

واستطرد مساعد وزير الداخلية: «ما دامت العقول الشيطانية والطمع وحلم الثراء السريع عند البعض، فالشيطان باق ولن تنتهي الجريمة إلا بموت الشيطان، ولكن أؤكد بانحصار الجريمة في كافة محافظات الصعيد بشكل كبير عن الماضى، بالمقارنة مع أحداث 25 يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013، وأصبح المواطن يسير بحرية دون قلق أو خوف مع اختفاء ظاهرة السطو على محال الصرافة والذهب أو قطع الطريق أو إيقاف القطارات ومنعها من المرور، وأصبحنا في دولة يحكمها القانون وكل من تسول له نفسه بالإضرار بمقدرات الوطن وترويع المواطنين، فالأجهزة الأمنية تقف له بالمرصاد».

الجريدة الرسمية