رئيس التحرير
عصام كامل

عن سيطرة إيران على «هرمز» مع زيارة السيسي!


هل هناك علاقة بين إعلان إيران -إن صحت الأنباء- سيطرتها التي وصفتها بالكاملة على مضيق هرمز مساء أمس الخميس وبين زيارة الرئيس السيسي للإمارات؟ أو حتى هل له علاقة باحتفالات الإمارات بعيدها الوطني؟ وما تشهده في ذلك من عرس سنوي جرت العادة أن يكون أبرز أو أول ضيوفه هم قادة دول مجلس التعاون الخليجي؟ أم أن الأمر لا علاقة له بهذا أو بذاك وإنما تستعد إيران لجولات جديدة مع الولايات المتحدة بقيادة ترامب؟


لا أحد على وجه الدقة يعرف أهداف إيران، فالإعلان مفاجئ واختير للإعلان عنه مدير إدارة البحث عن المفقودين العميد باقر زادة، وهي إدارة أقرب إلى إدارة الإنقاذ النهري في مصر ولا نعرف سر اختيار قائد سلاح كهذا للإعلان السابق إلا أن كان يشير إلى مجموعات "الاستشهاديين" وجاهزيتهم للدفاع عن إيران! على كل حال.. فالقوات البحرية الإيرانية هي الأكبر والأقوى في الخليج لكنها تظل الأضعف بين القوات الإيرانية الأربع مع الجوية والبرية والدفاع الجوي لكن مجرد الإعلان عن السيطرة وأيضًا الرغبة في استمرارها وفقًا لتصريحات زادة الذي اعتبر الأوضاع التي أعلن عنها ضرورة يجب أن تستمر!

الملاحظ أن الإعلان جاء بعد أنباء متضاربة للقاء مرتقب بين الرئيس السيسي والملك سلمان برعاية إماراتية في مساع مقدرة لإصلاح الاجواء المصرية السعودية، وهو ما يعني في أول استنتاج أنه اعتراف شبه رسمي بتوترها كما نلاحظ أنه لا نحن في مصر ولا الأشقاء في السعودية أعلنوا عنها وبما يضعها محل شكوك أو أن جهودًا تبذل الآن لإنجازها فلا معنى أصلا لتبقى سرية.. بينما أعلنت كل من السعودية وقطر عن الزيارة المرتقبة للملك سلمان لقطر الأسبوع القادم وأنباء عن مزيد من التعاون القطري السعودي !!

تبقى في النهاية ملاحظات مهمة.. أن إيران تبدو في كامل الجاهزية بينما الطرف العربي في الخليج يبدو مرتبكا ومشغولا بأحواله الداخلية أكثر مما ينبغي، كما أن إعلان إيران جاء بعد ساعات من إعلان ترامب عن قرب اختياره للجنرال "جيمس ماتيس" وزيرا للدفاع وهو المشهور بعدائه الشديد لإيران ورفضه الاتفاق النووي الغربي معها وبعد ساعات أيضًا لقرار الكونجرس تجديد فرض عقوبات على إيران.. لكن ما يعنينا في مصر -وبعيدًا عن الاعتبارات الشكلية- أن التحركات الإيرانية تبرز أهمية مصر أكثر وأكثر وليس العكس وربما تسهم في ذاتها -وهي التي تمت فجأة- في تأكيد أهمية مصر وقدرتها وحدها على حفظ التوازن هناك وطمأنة الأشقاء في الخليج.. رغم أن منهم من لا يضع أمن الخليج الآن -الآن تحديدًا- على جدول أعماله أصلا !
الجريدة الرسمية