«التعاون الدولي»: توفير 500 فرصة عمل
عرضت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، مساء أمس الخميس، "قصة نجاح مصرية في مجال الشراكة التنموية الشاملة والفعالة" خلال مشاركتها في جلسة رفيعة المستوى على هامش فعاليات المؤتمر الدولى الثانى للشراكة العالمية من أجل التعاون التنموى، والذي ينعقد بالعاصمة الكينية "نيروبى".
وحضر الجلسة ممثلين عن البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة والشبكة المصرية للتنمية، وعدد من الدول والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، حيث تم تقديم التجربة المصرية كنموذج ناجح للشراكة الشاملة والفعالة للتنمية المستدامة في صعيد مصر.
واستهلت الدكتورة سحر نصر، الجلسة، بالترحيب بالمشاركين، مؤكدة التزام مصر بتعزيز المبادئ الدولية المنصوص عليها في إعلان باريس بشأن فعالية المعونة الإنمائية، مستعرضة الجهود التي تبذلها مصر بهدف تعزيز أثر التعاون التنموي للحد من الفقر ومحاربة البطالة من خلال برامج تعاون دولي تركز أكثر على اكتساب المهارات والمعرفة الفنية إلى جانب تعزيز الفرص للحصول على الخدمات التمويلية، وخاصة للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
وسلطت الدكتورة الوزيرة الضوء على أهم جوانب فعالية البرامج التنموية والتي قامت وزارة التعاون الدولي باعدادها من قبل، وساهمت في استفادة الاقتصاد المصري من البرامج التنموية الممولة، خاصة من العديد من المنح، وقامت الوزيرة بتقديم قصة نجاح مشروع الشبكة المصرية للمشروعات الصغيرة، باعتبارها واحدة من نماذج عديدة تحققت فيها فعالية المعونات الإنمائية على النحو الذي أوضح أهمية تكامل الأدوار بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأثر ذلك فى تعظيم الأثر التنموي على الاقتصاد المصري، مؤكدة حرصها على سماع أصوات المستفيدين من المشروعات التنموية خلال زيارتها الميدانية إلى مختلف المناطق والمحافظات خاصة الأكثر احتياجًا، في إطار عرض أثر ونتائج المشروعات على المواطنين.
وقامت الوزيرة بتوضيح الآليات الرئيسية المتبعة ضمن كل من خطة عمل الوزارة، وإستراتيجية التمويلات الإنمائية الرسمية، التي تهدف إلى موائمة الالتزامات التنموية الدولية مع الأولويات التنموية الوطنية لمصر، وذلك تمهيدًا لتنفيذها على المستوي القومي بالشكل الذي يحقق المصلحة العليا للدولة، موضحة أن وزارة التعاون الدولى تعمل على زيادة نطاق المشروعات التنموية الداعمة لقطاع المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة على مستوى الجمهورية بما يعمل على مواجهة التحديات التنموية وفتح سبل جديدة للكسب ورفع مستوى معيشة المواطنين من خلال مهارات العمل الحر، والعمل على تمكين المرأة وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الأكثر احتياجًا مثل الصعيد، وزيادة مهارات الشباب عبر برامج التدريب، مما تسهم في توفير فرص عمل لهم.
وعرض خلال الجلسة، تجربة مشروع الشبكة المصرية الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرعاية وزارة التعاون الدولي، حيث نجح هذا المشروع في توفير فرص عمل جديدة للمئات من أبناء محافظة قنا، وعمل على رفع مستوى المهارات الفنية والحرفية للمستفيدين، مما منحهم فرصة أفضل للمنافسة في سوق العمل وتطوير منتجاتهم وتسويقها بشكل أفضل وأسهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتضمن العرض أن مشروع الشبكة المصرية نجح في توفير 500 فرصة عمل مباشرة، كما تم تقديم برامج تدريبية على الحرف الفنية في مجالات الخشب والنسيج وصناعة الألباستر والرخام لأكثر من 900 متدرب ومتدربة.
وقدمت الدكتورة منصورة خيرى، 34 عامًا، من قرية الترامسة بمحافظة قنا، والتي رشحتها وزارة التعاون الدولى للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة كمثال لقصة ناجحة، لتعرض تجربتها التنموية، وقالت "منصورة"، إنها كانت تطمح لتطوير قدراتها واستكمال دراستها ولكن التزاماتها الأسرية حالت دون تحقيق طموحها بالكامل، حيث هي أم لأربعة أبناء إلى أن انضمت إلى المشروع نداء الذي أتاح لها فرصة ملائمة لتطوير قدراتها وتنمية مهاراتها من خلال عدة تدريبات على التطريز.
وأضافت: "النول الفرنسي أكسبني مهارات التطريز وتعلمت أنواع الإبر والخرز فتحسن مستواي وتم اختياري كمشرفة للورشة، وقد أثر المشروع إيجابيًا فى حياتي، حيث اكتسبت مهارات جديدة كما حقق لي نوعًا من الاستقلال المادي، وتعلمت تحمل المسئولية والتعاون وحل المشكلات وأتيحت لي فرصة التعرف على شخصيات كثيرة، بالإضافة إلى فرصة السفر للخارج لتمثيل مصر وقريتي، وقد أسهمت من خلال المشروع في توعية المرأة في قريتي ولم أكن أحظى بهذه الفرصة بدون مساندة المشروع لي ودون دعم زوجي وعائلتي، وقد أثر المشروع فى طريقة تفكيري وزاد من طموحي لاستكمال دراستي وإدارة مشروعي الخاص لتدريب الفتيات على التطريز على النول وسوف أكمل تعليمى وأعلم أولادى"، مشيرة إلى أنها سعيدة بعرض "تجربة نجاح" خلال هذا المؤتمر الدولى، والتي تؤكد أن المرأة المصرية قادرة عندما تحصل على الفرصة المناسبة أن تسهم في تحقيق طموحاتها.
وقد أثنى الحاضرون على التجربة وأعربوا عن تقديرهم الدور الفعال الذي تقوم به مصر في مجال الشراكة الدولية للتعاون الإنمائي الفعال ونجاح مصر في تطبيق مبادئ فعالية المعونات الإنمائية بما يعمل على تحقيق أهداف التنمية الوطنية بصورة متميزة.