رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يعلن الحرب الدبلوماسية على أمريكا.. روسيا تعتمد عقيدة خارجية جديدة.. التصدي لأي محاولة للتدخل في شئون الدول وتغيير أنظمتها.. عدم السماح بتقسيم سوريا.. ومواجهة الناتو


اعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، عقيدة روسية جديدة في السياسة الخارجية –تعيد إلى الأذهان قوة الاتحاد السوفيتى لمواجهة النفوذ الأمريكي-، أكد خلالها عزم بلاده على مقاومة أي محاولات للتدخل في شئون الدول بهدف تغيير السلطة فيها بطريقة غير دستورية.


سوريا
جاء في وثيقة "رؤية السياسة الخارجية الروسية" التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، أن موسكو متمسكة بحل الأزمة في سوريا على أساس ضمان وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها.

وجاء في "الرؤية" أن تسوية النزاع في سوريا يجب أن تعتمد على الوثائق التي تبناها المجتمع الدولي بهذا الشأن.

وجاء في نص الوثيقة: تؤيد روسيا وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، كدولة علمانية وديمقراطية وتعددية، يعيش أبناء كافة المجموعات العرقية والطائفية فيها بسلام وأمان، ويتمتعون بحقوق وإمكانات متساوية.

وأشارت الوثيقة إلى أن تنامي تهديد الإرهاب الدولي يغدو من أخطر جوانب الواقع العالمي، وأن هذا التهديد بلغ مستوى نوعيا جديدا مع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" ومثيلاته، مضيفة أن "تشكيل تحالف دولي واسع، على أساس قانوني راسخ وتعاون فعال ومنتظم بين الدول، بعيدا عن أي تسييس أو معايير مزدوجة، يجب أن يصبح اتجاها رئيسا في محاربة الإرهاب".

الناتو
كما تطرقت الوثيقة إلى مسألة العلاقات بين روسيا والناتو، مؤكدة نية موسكو بناء هذه العلاقات "آخذة بعين الاعتبار مدى جاهزية الحلف للشراكة المتكافئة" معها، مشيرة إلى أن روسيا تنظر نظرة سلبية إلى "توسع الناتو واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية وتفعيل نشاطاته العسكرية في مناطق متاخمة لروسيا".

وجاء في الوثيقة أن موسكو تعتبر هذه التصرفات انتهاكا لمبدأ الأمن المتكافئ غير المجزأ وأمرا يقود إلى تعميق الخطوط الفاصلة القديمة وظهور خطوط جديدة منها في أوروبا".

رد العداء
جاء في الوثيقة أن روسيا لا تقبل ممارسة ضغوطات عليها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها، كما أنها تحتفظ لنفسها بحق "الرد القوى على تصرفات عدائية تجاهها، بما في ذلك تعزيز أمنها القومي" واتخاذ خطوات مضادة.

واشنطن
أما بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، فجاء في وثيقة "الرؤية" أن روسيا مهتمة ببناء علاقات متبادلة المنفعة معها، "مع الأخذ بعين الاعتبار المسئولية الخاصة التي تتحملها الدولتان عن الاستقرار الإستراتيجي العالمي وحالة الأمن الدولي عامة، وكذلك امتلاكهما قدرات كبيرة على التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتقنيات وغيرها من أنواع التعاون".

وتابعت الوثيقة أن "روسيا تنطلق من أن التطور المتنامي والقابل للتنبؤ في الحوار مع الولايات المتحدة ممكن فقط على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية".

الملف الأفغاني
كما يوضح نص "الرؤية" موقف موسكو من التسوية في أفغانستان، إذ تؤكد الوثيقة أن الوضع غير المستقر في هذه البلاد يشكل خطرا على روسيا والبلدان الأخرى في رابطة الدول المستقلة، خاصة على خلفية انسحاب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الدولية التي سبق أن كانت منتشرة في أفغانستان.

وتعهدت روسيا بأنها ستواصل بذل الجهود من أجل حل مشكلات هذه الدولة في أقرب وقت مكن، مع احترام حقوق كافة المجموعات الإثنية ومصالحها المشروعة وبغية إعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع، كدولة محايدة ذات سيادة محبة للسلام تتميز باقتصاد ونظام سياسي مستقرين.

مواجهة الإرهاب
تلفت الوثيقة الانتباه إلى أن تنفيذ حزمة إجراءات متكاملة لمواجهة الخطر الإرهابي، يجب أن يصبح جزءا من هذه الجهود، علما بأن هذا الخطر موجه ضد دول أخرى، بما فيها جيران أفغانستان، ومن بين حزمة الإجراءات هذه خطوات للقضاء على الإنتاج غير الشرعي للمخدرات في أفغانستان والاتجار بها، ودعت روسيا، في هذا الخصوص، إلى تكثيف الجهود الدولية برعاية الأمم المتحدة من أجل دعم أفغانستان والدول المجاورة في التصدي لكل هذه التحديات.
الجريدة الرسمية