جزيرة الشيطان!
كُنت أرغب في التأكيد على أن عنوان المقال يليق أكثر بأن يتم إطلاقه على أحد أفلام المُغامرات، لكن أكيد حضرتك عارف أكتر منى أن هناك فيلمًا بالفعل بهذا الاسم، قام ببطولته أسطورة الفن الحقيقى (عادل إمام) في بداية التسعينيات، وقتها كانت الجزيرة محل الأحداث موجودة في البحر وفيها كنز، وقد يقول ناقد: يا راجل هو فيه جزيرة موجودة في البحر وجزيرة مش في البحر؟ آه طبعًا يا حبيبى فيه جزيرة بتكون موجودة في صندوق القمامة، زى قناة الجزيرة كده!
المُهم أن الجزيرة المقصودة برضه مفيهاش كنز ولا يحزنون، أو بالأحرى فيها يحزنون ويضربون دماغهم في الحائط أثناء سعيهم للنيل من جيش مصر، بمعاونة عدد معلوم من الخونة الحاملين للجنسية المصرية للأسف الشديد!
لن أُحدِّثَك عن الحياد الإعلامي ولا المهنية؛ فالرومانسيون والبلهاء هُم فقط مَن يعتقدون أن الإعلام ينبغى أن يكون حياديًا، والإعلام الحيادى يُشبه كثيرًا الطريق إلى جهنم في كون الاثنين مفروشين بالنوايا الحسنة، بالمُناسبة الإعلام الحيادى مفيهوش حسنات، بينما هناك إعلام مُتآمر زى بتاع الجزيرة ومكملين، عامل على وِشه حسنة من اللى كانت عاهرات الأفلام القديمة لازم تحُطها على خدها دليل إنها انحرفت وبتبحث عن حَد يفتح لها إزازة!
لكن في كُل الأحوال يبقى الإعلام مُتآمر أو موجَّه أو صاحب مصلحة أو مزقوق لهدف، أو مُدافع عن وطن، وهو ما يُسميه مُحترفو الخيانة، أو السُذَّج، أو أرامل الثورة الراغبين في أن نعيش في ثورة بلا نهاية ـ يسمونه ـ بإعلام التطبيل، أن يتحوَّل المرء إلى مطبلاتى فقط ، لأنه يدافع عن وطنه أو عن الجيش الذي يحميه ويحمى ماله وعرضه وأهله، ويحمى مع كُل هؤلاء-للأسف- صناديق الزبالة المفتوحة علينا من الداخل لتدافع عن الجزيرة ومَن يقف خلفها أو مَن ينام فوقها أو تحتها على حدٍ سواء!
المُهم أن مَن يدافع عن الترهات المُقدمة على شاشة الجزيرة رغم أن كُلها غثاء مُقزز، تحت داعى حُرية الرأى والتعبير، هو نفسه- هذا المُدافع- مَن يُهاجم الإعلاميين الوطنيين الراغبين في رَد هذا الهجوم غير المُبرر على الإطلاق، ويتهمهم بأنهم دولجية أو مطبلاتية أو مثل هذه الألفاظ التي توهِم القائم بتوزيعها على الخلق إنه واحد حُر ومُثقَّف ومتنوَّر ودمه حامى، لكن محدش سأل نفسه أبدًا عن سبب حمقة الجزيرة في موقفها المُناهض-على طول الخط- للجيش المصرى وأيضًا لثورة 30 يونيو التي أطاحت بطرابيش الجماعة المدعومين من قطر التي تقوم بتشغيل الجزيرة التي يقع مقرها في الدوحة التي لا يخرُج رأيها ولا قرارها من دماغها ولا من رجلها ولا من الموز بتاعها، لكنه يخرُج من أجهزة استخبارات راكبة قطر وجزيرتها ومدلدلة رجليها وأشياء أخرى لا داعى لذكرها!
باختصار الجزيرة لا تفعل ما تفعله لوجه الله، أو لأنها خايفة على عساكر مصريين غلابة من قسوة قادة الجيش مثلًا يا حرام، كُل هذا كلام فارغ، سم صريح في العسل لكن المُشكلة أنهم كانوا أغبياء لدرجة رش ملعقة عسل فوق شوال سِم ففشلوا في خداع حتى الغلابة والمساكين من أنصاف المُتعلمين، رغم أن الفيلم الغبى-أبو سم- مدعوم من جهات وأشخاص في الداخل المصرى للأسف، لا بسبب قول الحق طبعًا، لكن لأنه يخدم أغراضهم في ضرب الجيش بالأخص، كونه الوحيد الذي حرمهم من أطماع تحويل البلد إلى إرث للجماعات الإسلامية المُتطرفة الإجرامية، أو فوضى للعصابات الثورية المُدمنة للهيجان الذي أصبح عندها غاية لا وسيلة!
هل انتهت مشاكلنا كمصريين وبِتنا نحيا كما العالم في السويد، نصطبح اصطباحة سويسرى، ونقضى يومًا نرويجيًا، ونبات على ريش نعام لم يقربه الإنجليز؟ أبدًا والله، لكن كمان لا يُمكن أن نسمح لأمثال هؤلاء الشياطين أن يدسُّوا أنوفهم النجسة في أدق شئوننا الخاصة، ونقعد نتفرَّج عليهم أو على اللى بيصقَّف لهم، حتى المثل الشعبى يقول "أدعى على ابنى وأكره اللى يقول آمين"، وأرجوك لا تنسى أن مصر تخوض حربًا شرسة (سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإعلاميًا اللى هو أُس البلاء في كُل هذا) وأكبر دليل هو ما يتعرَّض له الجيش -عمود الدولة الحقيقى والباقى تقريبًا والذي يحول بين الشعب ومصير شعوب أخرى صارت بالملايين ما بين قتيل أو لاجئ- من مؤامرات وتشويه وإساءات كان آخرها هذا الفيلم الحقير.. طيب عاوز تقول إيه؟ عاوز أقول إن اللى يطلع يقول لَك مفيش مؤامرة، من فضلك إن كُنت مُدخنًا فامنحه فورًا سيجارة، بس مش علشان يشربها!